إلنور تشيفيك - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

تجري الآن العملية العسكرية التي طال انتظارها للقضاء على داعش في مدينة الموصل العراقية بهجوم مزدوج يشنه الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية. طردت قوات البيشمركة داعش من أكثر من 11 قرية حول مدينة الموصل، بينما لا يزال ما يقوم به ما يسمى الجيش الشيعي العراقي لغزا.

الاستقرار والأمن في محافظة الموصل هما أمر حيوي لبلادنا، لأن الموصل ليست بوابة تركيا إلى العراق والخليج العربي فحسب، بل إنها المكان الذي يعيش فيه أقارب مواطنينا الأتراك في جنوب شرق تركيا. الموصل التي كانت ولاية عثمانية سابقة، ذاتُ أهمية استراتيجية بالنسبة لتركيا.

إن أي تطور سلبي في الموصل يشكل تهديدا لأمن تركيا ورخائها. يؤكد المسؤولون الأتراك عن حق أنه إذا أُجبر أهالي الموصل على الفرار من أراضيهم، فسينتهي بهم جميعا المقام في تركيا، وليس في واشنطن أو في أي بلد أوروبي آخر. ولذلك فإن من الطبيعى أن تكون تركيا لاعبا في اللعبة، وليست بالرجل الغريب مثلما يود رئيس الوزراء العراقي أن يراها.

يؤكد الرئيس، رجب طيب أردوغان، أن اللعبة التي تُنصب في الموصل قد تنتهي بصراع كبير بين السنة والشيعة، وحذر من أن تركيا لن تكون مسؤولة عن عواقب عملية تحاول أن تجعل تركيا خارج الصورة. ماذا يعني هذا؟ الإجابة بسيطة: أخبرت تركيا المجتمع الدولي بأن يتعامل مع الوضع غير المقبول على الحدود السورية، حيث كانت داعش تطلق الصواريخ على بلداتنا ومدننا، وترسل الإنتحاريين لإرهاب شعببنا. عندما أخفق المجتمع الدولي في الاستجابة، أرسلت تركيا قواتها إلى شمال سوريا، وحررت بمساعدة الجيش السوري الحر العديد من المناطق، وطهرت المناطق الحدودية المجاورة لها من الإرهابيين. ولذلك فإن ما فعلته تركيا في سوريا يمكن أن يتكرر في العراق، إذا لم ينجح الأمريكيون في إبعاد الميليشيات الشيعة العراقية وحزب العمال الكردستاني من الموصل. تريد تركيا الحفاظ على وضع العرب السنة في الموصل، ولا ترغب في رؤية الميليشيات الشيعية وهي تدخل المدينة وتزرع بذور صراع طائفي واسع على بوابتنا. وتشعر تركيا بقلق عميق من رفع قوات الجيش العراقي لافتات شيعية وهي تتقدم نحو الموصل، وهو أمر أقل ما يقال عنه أنه مخيف.

لا تريد تركيا أيضا أن يستغل إرهابيو حزب العمال الكردستاني حالة الحرب في اقتطاع ممرات لهم تربطهم بالإرهابيين الأكراد في سوريا.

وقد أعطى الأمريكيون ضمانات بأن القوات الكردية والميليشيات الشيعية العراقية لن يسمح لها بالبقاء في الموصل بمجرد انتهاء الجانب الأكبر من القتال، وأن القوات العربية السنية التي دربتها تركيا ستدخل هي وقوات الشرطة المدينة مع العرب السنة الآخرين الموالين لقوات التحالف.

على أن الأغرب من هذا كله هو السؤال لماذا كان الأمريكيون على عجل شديد في إطلاق عملية الموصل قبل بضعة أسابيع فقط  من إجراء إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية. يقول البعض إن الديمقراطيين يسعون لحشد التأييد لهيلاري كلينتون.

ومهما يكن الأمر، فإن السؤال الحقيقي لماذا وضع الأمريكيون عملية الموصل أولوية لهم، ولم يضعوا عملية مشتركة للموصل في العراق والرقة في سوريا للقضاء على داعش مرة واحدة وللأبد؟. أثبتت تركيا أن ما يمكن القيام به ضد داعش في سوريا قد تم في غضون بضعة أسابيع، فلماذا لا يمكن أن يتكرر ذلك ضد معقل داعش في الرقة؟

عن الكاتب

إلنور تشيفيك

كاتب في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس