بيريل دادا أوغلو - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

فتحت النيابة الفيدرالية الألمانية تحقيقًا حول ادعاءات بإجراء جهاز الاستخبارات التركي أنشطة تجسسية. من المحتمل أن يكون التحقيق مثيرًا جدًّا للاهتمام، لأنه يتعلق بجمع الاستخبارات التركية معلومات بشكل سري.

ماذا تفعل أجهزة الاستخبارات في البلدان الأجنبية يا ترى؟ هل الاستخبارات التركية مؤسسة بريد أو مياه حتى تتهم بأنشطة خارج نطاق عملها؟ من وظائف الاستخبارات وأسباب وجودها متابعة التطورات وجمع المعلومات في البلدان الأخرى، والإبلاغ عن الأنشطة الموجودة أو التي ستكون ضد بلادها. إذًا لا بد أنه ليس من السهل اتهام أجهزة الاستخبارات بأنها تقوم بعملها.

الاستخبارات التركية تفعل ما تقوم به نظيراتها في كل بلدان العالم، وعلاوة على ذلك فإن من المعلوم أن أنشطة بعض أجهزة الاستخبارات موجهة لتغير سير السياسة في البلدان التي تعمل فيها، ومن المعروف أيضًا أن الاستخبارات التركية لا تشبه هذا النوع من الأجهزة. فهي لا تعرف بنجاحها في أنشطة من قبيل القيام بانقلاب في البلدان الأخرى، وإثارة التمرد، والتورط بأعمال تغيير النظام. ولهذا فإن أنشطة الاستخبارات التركية في ألمانيا لا يمكن أن تهدف لتغيير النظام فيها، ولا يمكن القول إنها يمكن أن تتسبب بانهيار ألمانيا.

كما هو الحال بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الأخرى، عندما يتم الكشف عن أنشطة الاستخبارات التركية توضع تحت المجهر. بشكل عام يعرف كل بلد الأشخاص الذين يقومون بأنشطة على أراضيه، ويعلم لأي بلد يتبعون وكيف يجمعون المعلومات. أما الكشف عنهم فهو إما بسبب فشلهم أو عندما وقوع توتر بين البلدين.

يتمتع التحقيق المفتوح بحق الاستخبارات التركية في ألمانيا بأهمية كبرى من حيث إظهاره إلى أين وصلت العلاقات بين الطرفين.

وعند النظر إلى ما دعا ألمانيا لفتح التحقيق، من الممكن إرجاعه إلى ادعاءات بأن العلاقات بين البلدين تتجه إلى "حالة الحرب" تقريبًا.

وبحسب ما نقله الإعلام الألماني فإن رئيس جهاز الاستخبارات التركية قدم لنظيره الألماني، أثناء مؤتمر ميونخ للأمن، قائمة بأسماء أشخاص لهم علاقة بالمحاولة الانقلابية وينشطون ضد تركيا. أي أن أنقرة طلبت من صديقة وحليفة لها بينهما اتفاقية تبادل معلومات، عدم السماح بهذه الأنشطة.

ماذا فعل المسؤولون الألمان؟ درسوا القائمة واقتنعوا أنها أعدت بمهارة الاستخبارات التركية، ثم أبلغوا الأسماء الموجودة فيها، ومعظمهم أتراك، بأن الاستخبارات التركية تتابعهم.

كيف يمكن إثبات أنشطة من يعملون ضد تركيا في ألمانيا؟ بالطبع عن طريق المتابعة وجمع المعلومات، كل بلد يفعل ذلك عندما لا يستطيع القبض على أمثال هؤلاء. وأنشطة الاستخبارات التركية لم تُكشف وإنما تمت الوشاية بها.

كشف وزير الداخلية الألماني عن نوايا بلاده بتصريحه أن "التجسس على الأراضي الألمانية جريمة". يبدو أن الأزمة بشأن الاستخبارات التركية سوف تكبر، وإذا كان التجسس جريمة في ألمانيا فهو كذلك أيضًا في تركيا. ومن المحتمل أن لجهاز الاستخبارات الألماني أنشطة في تركيا، وعليه فليس من المفاجئ أن يكون "طرد المسؤولين المتبادل" الخطوة التالية لهذا التطور.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس