مراد كلكيتلي أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

نعم.. الخرائط تُرسم من جديد في بلادنا! وتتغير التوازنات في سوريا والعراق. وفي الحقيقة نتوجه نحو نهاية مرحلة تلخص مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أعدته الولايات المتحدة. 

المبادرة في هذه الفترة الدامية انتقلت إلى يد بلدان المنطقة الآن. وتتشكل دينامية المرحلة هذه من خلال توجه تركيا نحو سياسة خارجية محورها المنطقة، وتنويعها العلاقات، وتخلصها من القميص الضيق الذي يسعى الغرب لإجبارها على ارتدائه.

وعندما أقول إن موقف تركيا يشكل دينامية المرحلة الجديدة لا أتحدث عن عبث. قد لا ترون الصورة كاملة لأن الأحداث تقع على نحو متفرق. غير أن الخطوات التي أقدمت عليها أنقرة والمبادرات التي اتخذتها، والواردة أدناه ستوضح بشكل أفضل ما أردت قوله. 

1- درع الفرات: قد تكون عملية درع الفرات أهم خطوة. استمرت العملية 216 يومًا، وتمت استعادة 1820 كم مربع من تنظيم داعش، ومن خلالها تلقى مشروع إنشاء حزام إرهابي في شمال سوريا الضربة الأولى. وفوق ذلك فإن تركيا أقدمت على هذه العملية رغم أنف الولايات المتحدة، التي أعلنت وحدات حماية الشعب حليفًا لها. 

2- مباحثات أستانة: مع تكلل التقارب التركي الروسي بمباحثات أستانة تغيرت التوازنات في سوريا. وانبعثت بارقة أمل من اجتماع أنقرة وموسكو وطهران من أجل معالجة الفوضى القائمة في سوريا. وتؤكد مباحثات أستانة على الالتزام التام بسيادة سوريا ووحدة ترابها"، وأصبحت سدًّا في مواجهة خطط تشكيل دويلات في سوريا. 

3- عملية إدلب: في ظل القرار المتخذ خلال مباحثات أستانة بخصوص تشكيل مناطق خفض التوتر، أطلق الجيش التركي عملية إدلب. حالت هذه الخطوة تجاه المدينة الاستراتيجية الواقعة عى مفترق الطرق المتجهة إلى حلب وحماة واللاذقية وهطاي التركي، دون وصول حزب الاتحاد الديمقراطي إلى البحر المتوسط. 

4- الموقف من استفتاء انفصال شمال العراق: اتخذت تركيا موقفًا مشتركًا مع العراق وإيران وحتى روسيا ضد حلم بارزاني، المدفوع بتشجيع من إسرائيل والولايات المتحدة، في الانفصال. وبينما أقدمت بغداد على خطوات بشأن كركوك التي توليها أنقرة أهمية خاصة، وقضاء سنجار ووجود حزب العمال الكردستاني في مخمور، اضطر بارزاني إلى التراجع حتى حدود ما قبل عام 2014.

5- عملية الزاب: مع العمليات الفعالة في مواجهة حزب العمال الانفصالي داخل تركيا، أطلق الجيش التركي عملية ضد معسكرات الحزب في منطقة الزاب شمال العراق، بالتزامن مع عملية كركوك. تعتبر العملية الأكبر بعد عملية "الشمس" عام 2008، وكانت رد فعل جدي مفاده أن وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق لم يعد مقبولا. 

ولا شك أن الخطوة السادسة قادمة.. وستسمعون ذات ليلة أصوات الخونة تتعالى من عفرين وهي تصيح أن الجيش التركي وصل المدينة. وهذه ستكون الخطوة السادسة..

عن الكاتب

مراد كلكيتلي أوغلو

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس