ترك برس

أكدت الخبيرة الدبلوماسية التركية نجية سيلين شينوجاك، أن اللقاء الذي جمع الرئيسين التركي والروسي مساء أمس الاثنين في مدينة سوتشي الروسية هو رسالة مشتركة إلى الغرب الذي يسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة بأن البلدين قادران على توفير الاستقرار.

وقالت شينوجاك مديرة مركز الدراسات الدبلوماسية والاستراتيجية في باريس والحائزة على كرسي اليونسكو للدبلوماسية الثقافية بجامعة أيدين في إسطنبول، إن المنطقة شهدت في الآونة الأخيرة محاولات لتغيير السلطة فى بعض الدول، الأمر الذي قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة.

وأضافت الخبيرة التركية في مقابلة مع وكالة ترند نيوز أن شراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة من نوع S-400 الروسية قد يعد أيضا إشارة إلى الغرب وحلف الناتو، ومؤشرا مهما للعلاقات بين أنقرة وموسكو.

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن تركيا عضو فى حلف شمال الأطلسي، فإن الحلف وجّه أقوى ضربة لتركيا، إذ إن الولايات المتحدة بدلا من دعم حليفتها تركيا، تقدم الدعم للجماعات الإرهابية بتزويدها بالسلاح.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في مستهل لقائه نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في سوتشي الاثنين أنه يمكن اعتبار أن العلاقات بين روسيا وتركيا قد عادت تقريبا إلى وضعها الطبيعي.

وعقد الجانبان مباحثات مساء أمس استغرقت أكثر من أربع ساعات. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، تعليقا على سؤال ما إذا كان الجانبان بحثا دعوة أردوغان لموسكو وواشنطن أخيرا إلى سحب قواتهما من سوريا، إن "المواضيع التي نوقشت كانت أصعب كثيرا ولا يمكن الآن الكشف عن مضمونها".

وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات قال الرئيس الروسي إن "مستوى العنف في سوريا انخفض بطبيعة الحال، وتتهيأ الظروف الملائمة للمضي قدما في الحوار بين السوريين تحت إشراف الأمم المتحدة"على خلفية الإنجازات في مكافحة الإرهابيين نحن متضامنون مع الرئيس أردوغان في ضرورة زيادة الجهود الرامية إلى تأمين التطبيع في هذا البلد على الأمد الطويل، وقبل كل شيء في تطوير عملية التسوية السياسية ودعم السوريين في عملية إعادة الإعمار بعد الحرب".

وقال بوتين إنه أبلغ أردوغان بنتائج زيارته الأخيرة إلى طهران وكذلك بمضمون البيان الروسي الأمريكي المشترك الأخير حول سوريا.

وشكر الرئيس الروسي نظيره التركي على إمكانية عقد لقاءات عمل غير رسمية تسمح للجانبين بتحقيق نتائج سريعة، مشيرا إلى نيته مواصلة مثل هذه اللقاءات في المستقبل.

بدوره أكد الرئيس أردوغان أن الجانبين اتفقا على ظهور أرضية في الوقت الحالي للتركيز على تسوية القضية السورية سياسيا، مشيرا إلى أهمية البيان الروسي الأمريكي حول سوريا.

ودعا أردوغان إلى رفع القيود المتبقية في مجال التجارة بين البلدين والعودة إلى السفر بين البلدين دون تأشيرات. كما دعا الرئيس التركي إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين ليبلغ 100 مليار دولار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!