سردار تورغوت – صحيفة خبر ترك – ترجمة وتحرير ترك برس

يرى خبراء في الأمن القومي الأمريكي في واشنطن، أن هناك مصاعب تعترض مساعي تحقيق توافق بين روسيا والولايات المتحدة، حول المكوّن الكردي في شمالي العراق، على الرغم من اللقاءات العديدة وراء الكواليس فيما يتعلق بماهية النظام الذي سيتشكل في سوريا عقب تطهيرها من "داعش". كما أن الحديث يجري حول عدم توصل البلدين إلى حل معيّن في العديد من المواضيع الهامة بينهما، على الرغم من تداول بعض الأخبار حول اتفاقهما في بعض الأمور المتعلقة بسوريا.

أية تطورات ومستجدات متعلقة بالأكراد في شمالي سوريا، تشكّل خطاً أحمراً بالنسبة للأمن القومي التركي، ولهذا السبب يجب تصوير مشهد مقاربة الدولتين العظيمتين روسيا وأمريكا، إزاء هذه المسألة.

تهديد

هناك تهديد وجودي محدق بتركيا، ويزدادا اقتراباً منها يوماً بعد آخر، وعند ذكري لأسبابه ستدركون أنتم أيضاً هذا التهديد.

لم أتوصل إلى هذه النتيجة إلا بعد إجرائي للعديد من اللقاءات مع أبرز الشخصيات المهتمة بمسائل الأمن القومي في واشنطن. وأسرد إليكم النقاط الرئيسية التي ناقشتها مع هذه الشخصيات:

1- تقوم روسيا باتخاذ موقف من أجل إشراك تنظيم "ب ي د" بشكل رسمي، في جميع المباحثات التي تبحث مستقبل سوريا.

2- الولايات المتحدة ترغب أيضاً في رؤية "ب ي د" حاضرة في هذه المباحثات.

3- إلى جانب هذا، تدافع روسيا عن مقترح يقضي بمنح حكم ذاتي للأكراد ضمن بنية فيدرالية في الشمال السوري، وذلك بموجب مسودة الدستور التي قامت بتحضيرها من أجل مستقبل سوريا. ومن جهة أخرى يرغب "ب ي د" في بحث ذلك مع دمشق عبر إرسال وفد إليها.

4- حتى وإن كان الأمريكان لا يملكون في يدهم مسودة دستور مختلف حول سوريا، إلا أنهم أيضاً يقترحون منح الأكراد إدارة ذاتية مستقلة تحت حمايتهم.

5- ترى موسكو بأن الورقة الوحيدة التي بقيت بيد واشنطن في المنطقة، هي الأكراد، وقد أوشكت على فقدانهم أيضاً.

6- لذا يحاول الروس إخراج أكراد شمالي سوريا من سيطرة الأمريكان وإخضاعهم إلى نفوذ موسكو.

7- ولهذا السبب وعقب لقائه رئيس الوزراء التركي في واشنطن، صرّح "بنس" نائب ترامب بأنهم سيستمرون في العمل مع "ي ب ك" ودعمه حتى بعد انتهاء "داعش". وكرر "بنس" الوعد الذي قطعته الولايات المتحدة والذي يبدو أنه من الصعب الوفاء به، وهو "السيطرة على الأسلحة المقدمة إلى ’ي ب ك‘"، إلا أنه لم يعلن عن المدة التي قد يستمر فيها دعم واشنطن للتنظيم المذكور. مع أن التصريحات الأمريكية الأولى كانت تفيد بتحديد هذا الدعم لحين الانتهاء من محاربة "داعش".

8- يبدو أن الدعم الأمريكي لتنظيم "ي ب ك" بات من المحتم استمراره كي لا تخسر أمريكا الأكراد لصالح التأثير الروسي، ولكي يستمر وجود القواعد الأمريكية في المنطقة التي تسمى بـ "روجافا".

9- حتى وإن كان من غير الممكن قياسها بالقواعد والمنشآت العسكرية الأمريكية في المنطقة، إلا أن الروس لديهم مدينة في القامشلي أكبر المنشآت الاستخباراتية على صعيد المنطقة، وفي الأيام القليلة الماضية عقد نائب وزير الخارجية الروسي "ميخائيل بوغدانوف" أحد أكثر الشخصيات الروسية معرفة بالمنطقة، اجتماعاً في هذه القاعدة العسكرية الروسية، وضم الاجتماع كلاً من ضابط الاستخبارات السوري علي مملوك، والقيادي في "بي كي كي" مراد قرة يلان. ويرى الخبراء المشار إليهم سابقًا من واشنطن أن هذا الاجتماع تناول مستقبل الشمال السوري بشكل خاص.

قمة أردوغان – بوتين

كما رأينا فإن آراء روسيا والولايات المتحدة الأمريكية متقاربة فيما يخص تشكيل مكون كردي في الشمال السوري، على الرغم من أنهما قوتان متنافستان.

إلى جانب هذا هناك العديد من الأسئلة المجهولة في هذه المرحلة. وعلى رأسها كيفية إقناع تركيا بإنشاء المكون الكردي، أو من الذي يقنع الآخر؟

ولهذا السبب فإن الزيارة المقبلة التي سيقوم بها الرئيس أردوغان إلى سوتشي الروسية للقاء بوتين، تجذب أنظار  المسؤولين والمعنيين في واشنطن وهي محط اهتمامهم عن قرب. لذا فإن مواقف وآراء الأطراف خلال هذه القمة فيما يتعلق بالمسألة السورية، تعدّ بمثابة أمن قومي بالنسبة لواشنطن.

شمالي العراق

ستقوم واشنطن ببعض أو بعدة إجراءات وتحركات خلال الأيام المقبلة، فيما يتعلق بشمالي العراق. وسيتوجه مسؤولون من بغداد ومن إدارة الإقليم في الوقت ذاته، إلى واشنطن لجذبها إلى صفهم وكسب قربها. حيث سيلتقي رئيس البرلمان العراقي، رئيس مجلس النواب الأمريكي باول رايان في واشنطن، أما مسؤول العلاقات الخارجية في إدارة إقليم شمالي العراق سيجتمع مع "جون مكين" أحد الأعضاء الهامين في مجلس الشيوخ.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس