سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

قبيل توجهه إلى سوتشي مطلع الأسبوع انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب بخصوص الحل السياسي في سوريا.

وقال أردوغان في تصريح أدلى به في المطار إن على البلدين سحب قواتهما من سوريا بما أنهما لا يفكران بـ "الحل العسكري"، موضحًا أنه سيبحث الموضوع في سوتشي خلال لقائه ببوتين.

وبالفعل، ناقش الزعيمان القضية بكافة وجوهها، خلال اللقاء. وفي مساء اليوم ذاته، أعرب أردوغان عن ترحيبه باتفاق ترامب- بوتين بخصوص الحل السياسي في سوريا، وأعرب عن اعتقاده أنه يشكل أرضية لحل سياسي...

التناقض بين التصريحين قبل قمة سوتشي وبعدها كشفت عن التغير في الموقف التركي.

مع الأسد أم بدونه؟

اتفاق ترامب- بوتين، الذي عارضه أردوغان صباحًا ورحب به مساءً، ينص على بذل جهود جديدة من أجل "الحل السياسي" في إطار قرار سابق لمجلس الأمن الدولي.

وبناء عليه، سيتم إعداد دستور جديد يتبنى وحدة التراب السوري خلال عملية السلام، وتُجرى انتخابات حرة تمثل الأطياف السياسية المختلفة.. وفي الأثناء تشارك المجموعات المختلفة في سوريا بمفاوضات السلام.

هذا الاتفاق يعني قبول نظام الأسد على أنه حكومة مشروعة. والحقيقة أن النظام المدعوم روسيًّا وإيرانيًّا قويَ واستعاد جزءًا من الأراضي التي فقدها. وإدارة ترامب تخلت الآن عن أولويتها في "حل بدون الأسد"، وتبدو راضية بتحقيق مرحلة انتقالية.

تصريح أردوغان عقب مباحثاته مع بوتين يشير إلى أن أنقرة توافق حاليًّا على طريقة الحل هذه. ولذلك سوف تدعم بدء مفاوضات جديدة في جنيف، لكن هناك قضية لديها تحفظات جدية بخصوصها..

مع حزب الاتحاد الديمقراطي أم بدونه؟

خط أحمر تعلنه تركيا في الحل السياسي والمفاوضات المؤدية إليه، وهو عدم إشراك حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه المسلح وحدات حماية الشعب.

ينص اتفاق ترامب- بوتين على تمثيل جميع الأطياف السياسية في سوريا على طاولة المفاوضات. فهل هذا يشمل حزب الاتحاد الديمقراطي؟

تخشى أنقرة من تفكير الولايات المتحدة وروسيا بهذا الأمر، فمن المعروف أن الروس دعوا الحزب للمشاركة في "مؤتمر شعوب سوريا"، إلا أنهم أجلوا المؤتمر بناء على اعتراض تركيا.

هل قدم الجانب الروسي، خلال قمة أردوغان- بوتين ضمانات لتركيا في هذا الخصوص؟ ترحيب أردوغان عقب قمة سوتشي بالحل السياسي الذي نظر إليه أولًا بارتياب مؤشر على تغير في الموقف.

بيد أن تفاصيل من قبيل جلوس حزب الاتحاد الديمقراطي إلى طاولة المفاوضات لها مدلول مغاير، وعلينا ألا ننسى ضرورة عدم إهمال التفاصيل في المفاوضات...

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس