محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

يتضح بشكل جلي أن الفترة الممتدة حتى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 يونيو/ حزيران القادم، ستمضي وسط أجواء سياسية متوترة.

الإدانات الشديدة الصادرة عن حزبي العدالة والتنمية والحركة القومبة إزاء إعارة حزب الشعب الجمهوري 15 من نوابه إلى الحزب الصالح..

خطاب زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار خلال جلسة 23 أبريل/ نيسان في البرلمان التركي..

ادعاءات النائب عن حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزل عن هروب رئيس الوزراء بن علي يلدريم ليلة المحاولة الانقلابية صيف 2016..

حديث زعيمة حزب الشعوب الديمقراطي برفين بولدان عن "المحافظات الكردية"..

كل ذلك أليس مؤشرات عن أجواء سياسية متلبدة تنتظرنا؟

حزب العمال الكردستاني وتنظيم غولن

يمكننا القول بكل سهولة إن الأجواء المتوترة ليست ناجمة عن المماحكات على صعيد السياسة الداخلية فحسب.. على سبيل المثال، من المعروف أن حزب العمال الكردستاني المتمركز حاليًّا في جبال قنديل يعد العدة من أجل عمليات إرهابية في فصل الصيف..

كما أن توصل قوات الأمن إلى معلومات أوسع تخص عادل أوكسوز، مسؤول تنظيم غولن في الجيش التركي، ألقى المزيد من الضوء على المشاريع الانقلابية التي تم الإعداد لها في ولاية بنسلفانيا الأمريكية (مقر إقامة زعيم التنظيم فتح الله غولن).

باختصار، سيشهد الصيف والخريف القادمان، بما فيهما فترة الشهرين المقبلين، تزايدًا في عمليات مكافحة الإرهاب ضد حزب العمال وتنظيم غولن على حد سواء.

السياسة الخارجية وملفات حافلة

أما عن السياسة الخارجية فهناك مؤشرات عديدة حول تحركات مكثفة في الفترة القادمة، ومن بينها المواقف المناهضة لتركيا من جانب النمسا وهولندا.. القرارات والتصريحات المتضاربة للإدارة الأمريكية حول حزب الاتحاد الديمقراطي وسوريا.. عدم وضوح أهداف فرنسا في سوريا..

انتخابات شديدة الأهمية

حتى عندما تنظرون إلى هذا المشهد بصفتكم ناخبين فحسب، سترون بوضوح مدى أهمية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمعة في 24 يونيو.

ولن تقتصر الرؤية على ذلك، ستدركون أيضًا أن الانتخابات الرئاسية على وجه التحديد، ستشكل منعطفًا حاسمًا بالنسبة لتركيا.

موقف أردغان يتعزز

رئيس الجمهورية الذي تحدده انتخابات 24 حزيران/ يونيو القادم سيكون ضمانة لتطلعات بلادنا الهامة من قبيل مواصلة مكافحة حزب العمال وتنظيم غولن بشكل فعال، وإحباط المؤامرات التي تستهدف تركيا في السياسة الخارجية، ودخول المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية وتركيا بلد قوي ومستقر.

بمعنى أن المعارضة تثير التوترات في الوقت الحالي، إلا أنها تزيد وترسخ أهمية رئيس الجمهورية أردوغان لدى المجتمع.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس