ترك برس

في عام 2012، أقامت بلدية إسطنبول الكبرى مؤتمرا يحمل اسم "الوفاء لمحمد حرب، صديق تركيا الكبير"، وصدر كتاب فخم عن هذا المؤتمر من البلدية.

بعد المؤتمر، رحب الشيخ الجليل عثمان طوب باشي بالدكتور محمد حرب في داره العامرة، وبعد ذلك قام رئيس الجمهورية التركية في حينها عبد الله غُل، بمنح الجنسية التركية للدكتور محمد حرب ولعائلته، فشكره حرب، وقال له الرئيس:

"نحن الذين نشكرك، فقد خدمت تاريخ أجدادنا العثمانيين طيلة أربعين سنة".

فمن هو الدكتور محمد حرب؟

هو رائد الدراسات العثمانية في العالم العربي، وهو أول مصري يحصل على الدكتوراة في الدراسات العثمانية من جامعة إسطنبول في تركيا.

وهو الذي ترجم مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني إلى اللغة العربية، وله مؤلفات عديدة في التاريخ العثماني، منها كتاب "العثمانيون في التاريخ والحضارة".

وله مدرسة، وتلاميذه من المتهمين بالدراسات التركية والعثمانية، وهو أول من كتب عن العالم التركي تحت الحصار الشيوعي قبل انهيار الشيوعية، وأسس مركزا لدراسات العالم التركي ومنطقة البلقان، وكتب عدة دراسات عن المسلمين في البلقان.

سافر في الفترة الأخيرة إلى أوروبا لتأسيس جامعة إسلامية في روتردام، وحين علم أن رئيسها ومؤسسها سليمان ضمرة تركي الأصل وهولندي الجنسية، يتعامل مع إسرائيل، قرر أن يترك الجامعة وأن يؤسس جامعة جديدة اسمها جامعة أوروبا الإسلامية.

وفي أثناء تواجده في أوروبا، استلهم فكرة تأسيس استشراق أوروبي جديد من أبناء المسلمين في أوروبا، ليكون بديلا عن الاستشراق القديم، حتى يمكن تجلية صورة اﻹسلام الحقيقية ﻷوروبا والعالم.

وعمل الدكتور محمد حرب، أستاذا للتاريخ العثماني بكلية اﻵداب في جامعة عين شمس، وأسس المركز المصري للدراسات العثمانية وبحوث العالم التركي بالقاهرة، ويعمل حاليا مستشارا لرئيس جامعة "صباح الدين زعيم" بإسطنبول.

فمن أراد أن يقرأ عن التاريخ العثماني ويلج إلى هذا التاريخ الكبير العريق، مع الحرص على التوازن في الحديث عن التاريخ السياسي للدولة من جهة، وبقية أجزاء تاريخ الدولة من تاريخ اقتصادي واجتماعي وعلمي وفكري وإداري وغيره من جهة أخرى، فعليه بقراءة كتاب "العثمانيون في التاريخ و الحضارة" للدكتور حرب.

يتميز هذا الكتاب بأنه من أبسط وأفضل ما يمكن البدء به في القراءة عن التاريخ العثماني، وهو لا يعتمد على السرد التاريخي المتسلسل لوقائع التاريخ السياسي كغيره، بل تم تقسيمه إلى الحديث عن بعض شخصيات السلاطين والتعريف بهم وبجهادهم.

وتحدث الكتاب عن مسائل متنوعة مثل تقرير رسمي عن بداية دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأتاتورك وكرهه للطربوش، وشيخ الإسلام مصطفى صبري، والرحالة العثماني أوليا جلبي.

وللدكتور محمد حرب العديد من الترجمات والمؤلفات والتحقيقات التي أثرى بها المكتبة العربية حول التاريخ العثماني، أشهرها ترجمته لمذكرات السلطان عبد الحميد الثاني، كما ألف كتابا عن السلطان تحت عنوان "السلطان عبد الحميد الثاني آخر السلاطين العثمانيين الكبار".

وقام بنقل كتاب البحرية، للجغرافي الكبير بيري ريس إلى العربية، كما قام بترجمة رحلة هامة ﻷحد رجال الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر و يدعى "عالي بك" إلى العراق والهند تحت عنوان "رحلة عالي بك إلى العراق العثماني والهند".

وقام بتحقيق ودراسة كتاب العالم الكبير حاجي خليفة، الذي يحمل عنوان "سلم الوصول إلى طبقات الفحول" في خمسة مجلدات.

وفي شهر كانون الأول/ ديسمبر 2015، نظم وقف دراسات العلوم الإسلامية التركية وكلية الشريعة الإسلامية في جامعة إسطنبول، مؤتمرا علميا عالميا حول البلاد العربية في العهد العثماني، في مدينة إسطنبول.

شارك فيه عدد من المختصين و العلماء العرب والأتراك، وألقى الدكتور محمد حرب كلمة في الجلسة الافتتاحية، قال فيها: إن "إسطنبول ليست للأتراك فقط بل لكل المسلمين، الطلبة العرب درسوا في الغرب وتعلموا التاريخ هناك من القساوسة، ما جعلهم يكرهون العثمانيين".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!