محمد عبد العظيم – خاص ترك برس

رمضان عند المسلمين  شهر الصيام والصلاة والقرآن فقط، بل كان شهر الجهاد والانتصارات، حيث  خاض المسلمون فيه معارك حاسمة واستطاعوا أن يوسّعوا رقعة العالم الإسلامي بفتوحات عظيمة وانتصارات كبرى، وممن كان لهم حظ وفير في هذه الانتصارات هم العثمانيون، فقد استطاعت الدولة العثمانية  أن تسطّر بطولات عظيمة وتحقق فتوحات كبيرة  في شهر رمضان.

ومن أهم  فتوحاتهم الرمضانية:

فتح البوسنة والهرسك

بعدما استطاع السلطان العثماني مراد الأول فتح مدينة أدرنة التي كانت من أعظم مدن أوروبا النصرانية،  واتّخذها عاصمة للبلاد  اشتعلت الأوضاع في أوروبا، ففتح أدرنة بمثابة الضربة القاضية للقوة النصرانية وأصدر البابا أوربانوس قرارا بتكوين جيش قوي لمواجهة الزحف العثماني الذي اجتاح أوروبا. وتكوّن الجيش بقيادة ملك الصرب لازار لينانوفتش وتوجه السلطان مراد الأول بجيشه الذي بلغ تعداده قرابة ستين ألفا لمواجهة جيش الصرب والبوسنة والهرسك والبلغار والذين بلغ تعداد جيشهم مائة ألف، ووقعت بينهما معركة من أعظم المعارك في التاريخ، معركة سهل قوص أوه على مشارف البوسنة والهرسك، وهجم الجيش العثماني هجوما عنيفا على جيش النصارى واستطاع العثمانيون أن يسطروا ملحمة من أعظم ملاحم التاريخ حيث سحقوا عدوهم وهزموه هزيمة نكراء ودخل العثمانيون البوسنة والهرسك فاتحين في رمضان 790 هجرية وبعد انتهاء المعركة سار السلطان مراد الأول بين صفوف القتلى  فقام إليه أحد جنود الصرب الذين تظاهروا له بالولاء والطاعة فوثب إلى السلطان وطعنه فسقط السلطان رحمه الله شهيدا بعد أن فتح الله على يديه البوسنة والهرسك.

فتح القرم

شبه جزيرة القرم ذات الموقع الاستراتيجي الهام والتي تقع جنوب أوكرانيا وداخل النطاق الجغرافي لروسيا كان أول من فتحها التتار، فقد دخل الإسلام القرم على يد التتار في عهد القبيلة الذهبية  وظل التتار يحكمون شبه جزيرة القرم حتى دب الضعف في دولتهم وتعرّضوا لهجمات الروس الذين بدؤوا يسيطرون على أجزاء من القرم حتى استطاع العثمانيون فتحها للمرة الثانية على يد السلطان محمد الفاتح في رمضان 889 وكان فتح القرم بمثابة ضربة موجعة لكل أوروبا وفي مقدمتها روسيا، ولم يهدأ الصراع بين الروس والعثمانيين حول القرم حتى هذه اللحظة.

فتح بلغراد

بلغراد عاصمة المجر، كانت بمثابة القاعدة التي تنطلق منها الجيوش النصرانية لمهاجمة  العالم الإسلامي، بعد أن تولى السلطان سليمان القانوني حكم الدولة العثمانية أرسل وزيره إلى ملك المجر لويز الثاني يطلب منه الدخول في الإسلام أو دفع الجزية فكان الرد السيء من لويز الثاني حيث قام بالقبض على الوزير  العثماني وأمر بإعدامه، وعندما علم السلطان العثماني سليمان القانوني  غضب غضب شديد وكوّن جيشا ضخما وقاد الجيش بنفسه واتّجه إلى بلغراد وضرب القانوني الحصار حول المدينة، وبعد أن تخلّت كل دول أوروبا عن ملك المجر خوفا من الدولة العثمانية أصبح لويز الثاني بمفرده وظلت المدينة محاصرة حتى فتحت أبوابها ودخلها القانوني منتصرا 26 رمضان 927 هجرية، وبعد أن كانت بلغراد من أهم مراكز النصرانية ومحاربة الإسلام أصبحت من أعظم مراكز  الحضارة الإسلامية في أوروبا لقرون طويلة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس