غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

ها هي ألعوبة أخرى تواجهنا.

بينما كنا ننتظر انسحاب الولايات المتحدة من منبج، ودخول الجيشين التركي والسوري الحر إليها، لاجتثاث جذور حزب الاتحاد الديمقراطي، فرع بي كي كي في سوريا، ظهرت مكيدة جديدة.

نقلت الأنباء أن حزب الاتحاد الديمقراطي عقد اتفاقًا مع النظام السوري، دخلت بموجبه قوات النظام بلدة عامرة الاستراتيجية وسيطرت عليها. 

تقع عامرة على الطريق الممتد ما بين منبج والباب الخاضعة لسيطرة الجيشين التركي والسوري الحر. تبعد عن كلا المدينتين 22 كم. 

وبهذا تكون قوات النظام وقفت حائلًا أمام تقدم القوات التركية وقوات الجيش الحر من هذا الطريق. 

من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن شمال سوريا ينبغي أن يكون تحت سيطرة قوات النظام عقب انسحاب الولايات المتحدة. 

أي شرق الفرات وليس منبج فحسب. 

***
إذن هل هذه هي "نهاية" مشروع منبج الذي يحظى بأهمية حيوية بالنسبة إلى تركيا؟

الجنرال المتقاعد نعيم بابور أوغلو أخصائي الشؤون الاستراتيجية، خبير في هذا الشأن. عمل في المنطقة الجنوب شرقية من تركيا ويعرف المنطقة جيدًا.

كما أنه كان ضابطًا في الناتو، وعمل ملحقًا عسكريًّا في بلدين عربيين. 

ولأنه يجيد اللغتين الإنكليزية والعربية لديه مصادر في الناتو، علاوة على مصادره في منطقة الشرق الأوسط.

سألت بابور أوغلو عن رأيه بالتطورات الأخيرة حول منبج، فأجاب:

***
تقع عامرة جنوب غربي منبج. جعلت منها قوات النظام منطقة عازلة أمام تقدم الجيشين التركي والسوري الحر نحو منبج من الجهة الجنوبية الغربية. 

ولكن، بإمكان الجيشين التركي والسوري الحر القيام بالعملية من الشمال والشمال الغربي إذا اقتضى الأمر. 

غير أنني أرى أن الاحتمال كبير بألا يكون هناك حاجة لذلك. 

يمكن لتركيا الاتفاق مع الولايات المتحدة ودخول منبج بالتنسيق والتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية من المدينة. 

بينما تخلي القوات الأمريكية، والفرنسية قليلة العدد ، منبج يمكنها أن تقنع قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الموجودة في غرب الفرات بالعبور نحو الضفة الأخرى من النه

هناك خارطة طريق توصلت إليها تركيا والولايات المتحدة في 4 يونيو/ حزيران 2018. 

كان من المفروض أن تنسحب الولايات المتحدة من منبج خلال 90 يومًا، أي في سبتمبر/ أيلول 2018.

والآن.. الاحتمال كبير بأن تنفذ الولايات المتحدة وعدها. 

لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال: "ننسحب الآن من سوريا"، وبدأت عملية الانسحاب.

الاحتمال الغالب أن تنسحب أمريكا مطلع يناير/ كانون الثاني، وترسل حزب الاتحاد الديمقراطي إلى شرق الفرات. 

إذا سيطرت تركيا على منبج بهذه الطريقة:

1- لن تستطيع قوات النظام دخول منبج

2- تكون تركيا قد حلت مشكلة منبج دون حدوث خلاف مع روسيا.

***

لكن ماذا لو لم يتحقق هذا الاحتمال الراجح؟

عندها يمكن أن ننتظر انطلاق عملية السيطرة منبج من خلال تحركالجيش التركي من الشمال والشمال الغربي نحو قوات حزب الاتحاد الديمقراطي. فالقوات التركية والأمريكية كانت تجري منذ مدة دوريات في شمال غرب منبج. 

يمكن أن تستكمل هذه العملية خلال فترة قصيرة، كما حدث في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتو

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس