ترك برس

كشفت والدة ألبير غزر أوجي، أول رائد فضاء تركي عن أول فعل ستقوم به عند لقاء ابنها بعد عودته من الفضاء.

وفي حديثها للصحافة، قالت والدة رائد الفضاء التركيإ إنه "عندما نزل ابني من الطائرة المروحية متجهاً إلى كبسولة الفضاء، رغبت بشدة أن أضمه إلى صدري، لكن كونه في الحجر الصحي منعني من ذلك".

وأضافت: "أنتظر عودته بفارغ الصبر كي أحتضنه. إنني فخورة بابني".

والخميس، دخلت تركيا نادي الدول الزائرة لمحطة الفضاء الدولية، وذلك بإرسال رائد الفضاء ألبير غزر أوجي في أول رحلة فضائية مأهولة لبلاده، وسط احتفاء واسع في تركيا.

وانطلق رائد الفضاء التركي أوجي (44 عاما) -وهو من قدامى المحاربين في القوات الجوية التركية- في رحلة مع 3 رواد أوروبيين، في أحدث بعثة تجارية لشركة "أكسيوم سبيس" الناشئة في تكساس.

وظهر السبت، وصل رواد الرحلة إلى المحطة الدولية في الفضاء بعد التحام ناجح لمركبتهم.

تصادف هذه المهمة أيضاً الذكرى الخامسة لتأسيس وكالة الفضاء التركية، وتأتي هذه الرحلة التي تحمل على متنها أول رائد فضاء تركي، خطوة أولى ضمن الأهداف العشرة لبرنامج "الفضاء الوطني التركي" الذي أعلنه الرئيس أردوغان عام 2021، من أبرزها الوصول إلى القمر، وتطوير الموارد البشرية ذات الكفاءة في مجال الفضاء، وكذلك تأسيس ميناء فضائي لإطلاق واستقبال المركبات الفضائية.

وقد أشار الرئيس أردوغان في ذلك الوقت، إلى أن الحكومة وفّرت دعماً وصل إلى 2.1 مليار ليرة تركية، خلال 18 عاماً، لـ56 مشروعاً تتعلق بالأقمار الصناعية وأنظمة إطلاق الصواريخ ومعدات الفضاء، مؤكداً أنه شخصياً سيتابع مشاريع وكالة الفضاء الوطنية، وتنفيذ الأهداف المحددة ضمن برنامج الفضاء التركي.

حكاية أول رائد فضاء تركي

في الخامسة من عمره رأى أوجي طائرة لأول مرة، وهو يسير إلى جانب جدته بقريته، في مسقط رأسه سلفيكا التابعة لمحافظة مرسين التركية الواقعة على ساحل المتوسط، وأخبر جدته بأنه يريد أن يصبح سائقاً لهذه الطائرة.

كبر أوجي والتحق بأكاديمية القوات الجوية في إسطنبول، ليحصل على بكالوريوس العلوم في هندسة الإلكترونيات، وبعدها حصل على درجة الماجستير من معهد التكنولوجيا التابع للقوات الجوية الأمريكية.

ووفق ما ذكره موقع وكالة الفضاء التركية، عمل العقيد الطيار البالغ حالياً 43 عاماً في سلاح الجو التركي لـ21 عاماً، وقاد طائرات من طراز "إف 16"، وعُين مؤخراً في وحدة قيادة القاعدة العاشرة في مدينة أضنة التركية، مسؤولاً عن توحيد وتقييم السرب، وتنظيم جميع وثائق التدريب وفقاً لمعايير القوات الجوية، بالإضافة لإجراء الاختبارات لجميع طياري "إف 16" و"KC-135R".

ومن أجل هذه المهمة التاريخية، قال رائد الفضاء التركي إنه خضع لتدريبات مكثفة وشاملة على مدى الـ8 أشهر الماضية على الإجراءات المنتظمة وكذلك إجراءات الطوارئ، مشيراً -في 5 يناير/كانون الثاني الجاري- إلى أنه "سيبدأ الحجر الصحي الليلة مع زملائه الـ3 الآخرين المرافقين له في الرحلة".

ويضيف أوجي لـTRT عربي، أن الهدف من فترة قطع التماس مع العالم الخارجي لمدة أسبوعين قبل الانطلاق، هو عدم نقل أي مرضٍ من الأرض إلى محطة الفضاء الدولية، مؤكداً أنها خطوة إلزامية قبل جميع المهمات الفضائية المأهولة.

وأعرب رائد الفضاء التركي عن امتنانه لهذه الخطوة قائلاً: "بالتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، إنها خطوة تاريخية ورمزية مهمة للغاية، وهي بداية رحلة جديدة لبلدنا العظيم، ستلهم أجيالنا القادمة في طريقها إلى الفضاء البعيد".

ويصف أوجي الرحلة بأنها "كاملة وتشمل مجالات عدة"، موضحاً أنه بالإضافة لكونها أول مهمة فضائية تركية مأهولة، فهي مهمة علمية "سنُجري فيها تجارب من مختلف التخصصات والعلوم، ستُلهمنا في مجالات عدة، مما سيعطي علماءنا فرصاً متساوية للمنافسة العالمية، علمياً وأكاديمياً".

من ناحية أخرى، يرى أوجي أن تلك المهمة أيضاً ستفتح آفاقاً جديدة لشباب وأطفال تركيا الذين يعتزمون دخول عالم الفضاء الذي يعد نظاماً بيئياً ضخماً يضم جميع أنواع التخصصات المختلفة، وستُلهم الأجيال القادمة لدراسة كثير من التخصصات المختلفة الإيجابية.

وعن شعوره لصعوده الفضاء للمرة الأولى، يقول أوجي: "بصراحة لست متوتراً أو قلقاً بشأن ذلك، فأنا مستعد عقلياً وجسدياً من قبل بدء المهمة بأكملها، منذ عملية التقديم قبل سنة ونصف".

ويردف: "على العكس أنا سعيد للغاية، ويشرفني تنفيذ هذه المهمة، ولا أقصد على المستوى الشخصي، بل بصفتي مواطناً تركياً".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!