ترك برس

شهدت تركيا خلال اليومين الأخيرين حملة افتراضية للتضامن مع غزة بلغت صداها أغلب دول العالم من خلال وسم "غزة تتضور جوعاً"، وذلك تزامناً مع حملات ومظاهرات أسبوعية تشهدها العديد من شوارع ومناطق البلاد.

ووصل هاشتاغ "غزة تتضور جوعا" عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى "الترند" الأكثر تداولا عالميا، بأكثر من 5 مليون تغريدة ومنشور، بحسب ما رصده موقع "عربي 21".

وضجت مواقع التواصل الاجتماعية في تركيا خلال الأيام الأخيرة بالمطالبات برفع الحصار عن غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، ضمن حملة شهدت مشاركة واسعة من سياسيين وإعلاميين وناشطين أتراك لتسليط الضوء على المجاعة والمعاناة في القطاع.

وتضمنت المنشورات التركية تنديدات بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ومطالبات للسلطات المصرية بفتح معبر رفح، فضلا عن دعوات لمواصلة النشر عن الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال لدعم الشعب الفلسطيني.

ومن بين المشاركين في الحملة، مراد كوروم، مرشح "تحالف الجمهور" الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لرئاسة بلدية مدينة إسطنبول، في الحملة التي تهدف إلى إنهاء المجاعة التي تفتك بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة جراء عدوان الاحتلال الدموي.

ونشر كوروم رسما يظهر أطفالا صغارا يتضورون جوعا وأمامهم أطباق طعام فارغة، فيما تبدو أعلى الرسم عبارة "غزة تتضور جوعا" باللغة الإنجليزية.

تأتي الحملة التركية بالتزامن مع حملات شبابية عديدة تدعو لفك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وفتح معبر رفح، وتسيير جسر جوي من المساعدات الإنسانية لتخطي عراقيل الاحتلال.

وتفاعل نشطاء عبر مواقع التواصل مع هذه المبادرة، تحت وسم "أنقذوا غزة من المجاعة" و"إنزال جوي لأجل غزة"، مؤكدين أن أهالي القطاع يتضورون جوعاً وعطشاً، فلا تتركوهم وحدهم.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي قطع إمدادات الدواء والمستلزمات الطبية عن غزة، في حين يعاني أهالي القطاع من مجاعة غير مسبوقة، وسط تقارير عن قيام الغزيين باستخدام أعلاف الحيوانات لصنع خبز يسد رمق أبنائهم.

الموقف التركي من تطورات غزة الأخيرة

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة حماس وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.

إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت باستهداف المناطق السكنية والمنشآت الصحية والتعليمية ودور العبادة داخل غزة، ما خلّف آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط دمار كبير لحق بالقطاع، فيما يجري حديث عن إخلاء شمالي غزة من سكانها وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.

وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 تم التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة في غزة استمرت 4 أيام قبل تمديدها لفترات إضافية، حيث نصت على تبال أسرى ورهائن بين حماس وإسرائيل وإيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع.

ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الأخير في غزة، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في فلسطين وفي المنطقة يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.

وبعد جهود كثيفة للتهدئة وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها ضد المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت أنقرة من موقفها ضد تل أبيب متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين 2023 استدعاء سفيرها هناك إلى أنقرة "للتشاور، رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين"

ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، شهدت تركيا أكبر حملة مقاطعة في تاريخها، فيما لا تزال منظمات ومؤسسات مجتمع مدني تواصل حملاتها في هذا الخصوص عبر وسائل شتى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!