ترك برس

أعلن حزب "الرفاه مجدداً" برئاسة فاتح أربكان، نجل الزعيم السياسي الراحل نجم الدين أربكان، مرشحيه للانتخابات المحلية القادمة في كلّ من إسطنبول والعاصمة أنقرة وولاية إزمير، كبرى المدن التركية.

وفي مراسم رسمية أقيمت، السبت، أعلن الحزب ترشيح "محمد ألطن أوز" لبلدية إسطنبول في الانتخابات المحلية المقبلة، وهو سياسي وزوج أليف أربكان، ابنة رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان. 

وفي العاصمة أنقرة، أعلن الحزب المعروف بتوجهاته الإسلامية المحافظة، ترشيح "سعاد قليج"، الوزير السابق وإحدى أبرز الشخصيات التي استقالت من حزب العدالة والتنمية وانضمت لـ "الرفاه مجدداً".

يأتي هذا في ظل رفض "الرفاه مجدداً" التحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم لخوض الانتخابات المحلية في تركيا، بعد فشل الوصول إلى صيغة توافقية بين الحزبين على مدار الأسابيع الماضية.

جاء قرار "الرفاه" بعد 5 زيارات قام بها وفد من العدالة والتنمية بقيادة نائب رئيس الحزب إفكان آلا، ورئيس شؤون الانتخابات علي إحسان يافوز، إلى مقر حزب الرفاه في العاصمة التركية أنقرة؛ لبحث سيناريوهات التحالف.

وناقشت قيادات من العدالة والتنمية مع نظرائهم في حزب الرفاه على مدار الاجتماعات الخمسة، سبل دعم مرشحي الحزب الحاكم في إسطنبول وأنقرة وإزمير في الانتخابات المحلية في تركيا المقرر نهاية مارس/آذار 2024.

ومنذ بداية المفاوضات، سعى حزب العدالة والتنمية الحاكم لإقناع "الرفاه مجدداً" بسحب مرشحه في مدينة بورصة غربي البلاد؛ إلى جانب دعم مرشحي الحزب الحاكم في نحو 10 مدن حضرية أخرى؛ بينها إسطنبول وأنقرة وإزمير.

من جهته، قال سعاد كليتش، نائب رئيس "الرفاه مجدداً"، إن حزبه يملك إمكانية تصويت تصل نسبة 5% في جميع أنحاء البلاد، وأن حزبه وصل إلى حصة تصويت حزب الحركة القومية في إسطنبول، وأن حزب العدالة والتنمية "هو الذي يحتاج إلينا"، وفق قوله.

وتابع بأن الحزب مستعد لإعلان مرشحه في إسطنبول؛ بعد عدم الوصول إلى اتفاق مع حزب العدالة والتنمية، موضحاً: "سيكون مرشحنا مرشحاً مفاجئاً، وسيغير التوازنات".

طلبات "الرفاه من جديد"

رغم أن حزب الرفاه من جديد، الذي أسسه نجل رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان، عام 2018، كان ضمن تحالف الشعب بقيادة العدالة والتنمية في الانتخابات العامة الأخيرة، فإنه قرر التنافس مع مرشحيه في الانتخابات المحلية في تركيا التي ستجري في 31 مارس/آذار القادم، بحسب تقرير لـ "عربي بوست".

وأكد سعاد كيليتش أن الأطراف التي ترغب في التعاون مع حزبه يجب أن تقدم "عرضاً متوازناً في ظل ظروف متساوية وعادلة، وإلا فإن الحزب سيخوض الانتخابات المحلية في تركيا في جميع الولايات منفرداً".

وخلال الأسبوعين الماضيين، أعلن حزب "الرفاه مجدداً" عن 56 مرشحاً إضافياً لرئاسة البلديات، بما في ذلك رئيس بلدية كبرى، واثنين من رؤساء البلديات الحضرية و53 رئيس مقاطعة.

نائب رئيس الحزب ومرشحه لبلدية العاصمة أنقرة، محمد ألتينوز، قال في تصريح لصحيفة "تركيا"، إنهم سيخوضون الانتخابات المحلية في تركيا مع مرشحين مهمين، "وهو ما سيفاجئ الجميع".

القاعدة الشعبية لـ "الرفاه مجدداً"

واحتل حزب "الرفاه مجدداً" الذي دخل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو 2023، تحت مظلة تحالف الشعب بقيادة العدالة والتنمية، المركز السادس، حيث حصل على 2.8% من الأصوات التي حصل عليها من 1.5 مليون ناخب، وتمكن الحزب من إدخال 5 نواب إلى البرلمان في هذه الانتخابات.

وكانت المقاطعات التي حقق فيها "الرفاه مجدداً" نجاحاً كبيراً بالانتخابات الماضية على النحو التالي: بينغول (10%)، وملاطية (9.2%)، وكارابوك (8.2%)، وكوتاهيا (7 %)، وكوجايلي (5.7 %). وكهرمان مرعش (5.4%)، وقونيا (5.1%)، ريزه وسكاريا (5%)، وغازي عنتاب (4.1%). 

وبلغت نسبة تصويت الحزب في إسطنبول 3.2%.

لذلك يبدو الحزب أكثر حزماً في الانتخابات المحلية في تركيا المقبلة. وفقاً لبيان رئيسه فاتح أربكان، فهو يهدف إلى زيادة متوسط ​​معدل التصويت في تركيا من 2.8% إلى 20%.

سيناريوهات التحالف

وفي هذا الإطار، نقل تقرير لـ "عربي بوست" عن الباحث السياسي تانجو طوسون، قوله إن دعم "الرفاه مجدداً" من جديد لمرشحي الحزب الحاكم لا يُنظر إليه على أنه حاسم بشكل عام في كامل تركيا، باستثناء إسطنبول على وجه الخصوص.

وأوضح أن تصويت الحزب الذي يُنظر إليه على أنه لا يقل عن 2-3%، قد يكون حاسماً في مدن مثل إسطنبول، التي خسرها العدالة والتنمية بفارق ضئيل في انتخابات عام 2019. إذ فاز رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، في الانتخابات السابقة التي جرت في 31 مارس/آذار 2019، بفارق بسيط يبلغ نحو 14 ألف صوت.

وقال إنه بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، فإن متوسط ​​أصوات حزب الرفاه من جديد البالغة 3% لديه سيكون لها تأثير على تغيير الموازين، وترجيح كفة مرشحهم في إسطنبول مراد كوروم.

ويتابع طوسون: "لذلك، يستخدم الرفاه هذا الموقف كأداة للمساومة بشكل جيد للغاية"؛ مضيفاً أن الحزب الحاكم يدرك ذلك أيضاً؛ وقد يحدد هذا الدعم مصير الانتخابات في إسطنبول لحزب العدالة والتنمية؛ لكن ليس من السهل على "الرفاه" الفوز بمنصب رؤساء البلديات أو المقاطعات وتشكيل كتلة في المجالس البلدية دون دعم العدالة والتنمية.

بحسب طوسون، فإن العدالة والتنمية يرى أن حليفه في الانتخابات الماضية ليس لديه قوة حاسمة خارج إسطنبول وربما أنقرة، بالتالي لا يريد تقديم الكثير من التنازلات لحزب الرفاه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!