ترك برس

بعد طول انتظار للمصادقة التركية، باتت السويد رسمياً عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، حيث رفع علمها، الاثنين، في مقر الحلف ببروكسل، لتكون بذلك الدولة الـ 32 العضو في التحالف الأطلسي.

وكانت السويد وفنلندا تقدّمتا معاً بطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا قبل نحو عامين.

لكنّ تركيا أجبرت البلدين على فصل طلبيهما بعدما اعتبرت أنّ طلب السويد لا يستوفي شروطها وصادقت بعد بضع جولات محادثات على طلب فنلندا.

ورفضت تركيا في بادئ الأمر طلب السويد العضوية في حلف شمال الأطلسي على خلفية إيواء ستوكهولم مجموعات كردية تعتبرها أنقرة "إرهابية". وردّت السويد على هذا الموقف بتشديد تشريعاتها على مستوى مكافحة الإرهاب، كما اتّخذت خطوات أخرى طلبها أردوغان.

بعد ذلك، اشترط أردوغان للموافقة على انضمام السويد أن يصادق الكونغرس الاميركي على بيع مقاتلات اف-16 لانقرة، علما أنها في حاجة ماسّة اليها لتحديث قدراتها الحربية الجوية.

تحت أمطار غزيرة، وبحضور ولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا، ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، رفع ضابطان من الجيش السويدي العلم الأصفر والأزرق على أنغام النشيد الوطني للبلاد.

ورُفع العلم بين علمَي إسبانيا وتركيا التي كانت قد عرقلت عملية انضمام استوكهولم لأكثر من 20 شهراً.

وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت السويد ترشحها للانضمام إلى التحالف، متخلّية بذلك عن عقود من الحياد أعقبت الحرب العالمية الثانية، تلاها عدم انحياز عسكري منذ نهاية الحرب الباردة.

وتسهم استوكهولم في قوات حفظ السلام الدولية، إلا أنها لم تشهد حرباً منذ النزاع مع النرويج في عام 1814.

والخميس الماضي، سلّم رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الوثائق الرسمية لانضمام بلده إلى حلف شمال الأطلسي. وجرى توقيع معاهدة حلف شمال الأطلسي في واشنطن في أبريل (نيسان) 1949.

مع انضمام فنلندا والسويد، أصبحت كل الدول المطلة على بحر البلطيق - باستثناء روسيا - أعضاء في حلف شمال الأطلسي.

وأدى غزو روسيا لأوكرانيا إلى زعزعة الأمن في أوروبا وإعادة خلط الأوراق ما دفع فنلندا والسويد إلى السعي للانضمام إلى الحلف. وتنص المادة الخامسة من ميثاق الحلف على أن أي هجوم على دولة عضو «سيعد هجوماً على كل الأعضاء».

وتفرض هذه المادة الأساسية في التحالف على كل الدول الأعضاء تقديم المساعدة في حال تعرض أعضائه لهجوم. ولم تُطبّق هذه المادة إلا مرة واحدة، وبالنسبة إلى الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

وفي حين انضمت فنلندا رسمياً إلى التحالف في أبريل الماضي، واجه انضمام السويد مفاوضات شاقة مع تركيا التي اتهمت الدولة الاسكندينافية بالتساهل مع ناشطين أكراد لاجئين على أراضيها، تعدهم أنقرة «إرهابيين».

وتوجّب على السويد أيضاً معالجة تحفظات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي وافق مبدئياً منذ فترة طويلة على انضمامها إلى الحلف، لكنه طلب من استوكهولم قبل استكمال العملية بعض «الاحترام» بعد سنوات من «تشويه صورة» سياساته.

وفي نهاية فبراير (شباط)، صادق البرلمان المجري على انضمام السويد إلى «الناتو».

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!