ترك برس

قال رئيس حزب العدالة والتنمية في إسطنبول عثمان نوري كاباك تبيه إن انقسام أحزاب المعارضة وعدم انخراطها في تحالف مشترك كما كان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة، يعزز من فرص حزبه لاستعادة بلدية المدينة التي فاز بها حزب الشعب الجمهوري في المحليات الأخيرة عام 2019.

وأضاف في لقاء له مع "الجزيرة مباشر" أنه "حتى لو لم يكن هناك انقسام بشكل تام، فإننا واثقون بأننا سنفوز في هذه الانتخابات، لأننا لا نتعامل مع مرشح يمكنه أن يكون أملًا للأمة، ولكن في الحقيقة مع إدارة -إذا جاز التعبير- لم تقدّم أي شيءٍ على مدى 5 سنوات".

وتابع: "بعبارة أخرى، إن سكان إسطنبول يدركون جيدًا ما يجري، فهم يعلمون أن عقلية حزب الشعب الجمهوري لا تعطي أي أولوية أو اهتمام للمجتمع وخدمته، لذلك، سواء كان هناك انقسام أم لا، سننتصر".

ونوه إلى أنه "لا ينبغي تجاهل المصالحة بين الديمقراطيين وحزب الشعب الجمهوري. وبعبارة أخرى، تعاون هذين الحزبين بالتأكيد في إطار ما يسمى “تسويات/تحالف المدن”.  لذلك، فإن أهالي إسطنبول من خلال صناديق الاقتراع، سيعطون في هذه الانتخابات الدرسَ اللازم للذين شاركوا في هذه التسوية".

وفي معرض رده على سؤال مفاده "في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، جاءت نتائج إسطنبول لصالح مرشح “الطاولة السداسية”، الذي تمكن في الجولة الثانية من الحصول على نسبة 51.78% من الأصوات أمام الرئيس أردوغان، فهل سيتمكن مراد كوروم من تحقيق ما فشل أردوغان في تحقيقه؟"، قال "كاباك تبيه" إن "كل استحقاق انتخابي له ديناميكيته وحساباته الداخلية الخاصة، وديناميكية الانتخابات المحلية تختلف عن ديناميكيات الانتخابات العامة، وإذا لم تتمكن من قراءة الديناميكيات قراءة واعية، فستواجه صعوبة في الوصول إلى أي نتيجة".

وأضاف: "نعم، لا شك أن النسبة التي ذكرتها صحيحة، لكنني أريد فقط أن أطرح عليك سؤالًا: كم عدد المرشحين الذين رشحتهم أحزاب تحالف الأمة في هذه الانتخابات؟ هناك 6 مرشحين من السهل ذكرهم، والواقع الآن أنت تحتاج إلى قسمة نسبة 51.78% على 6 مرشحين لكي تجيبك الرياضيات عن حصصهم في تلك الانتخابات، ولا تنس أن الرياضيات لا تخطئ."

الانتخابات المحلية في تركيا

وتتجه تركيا لإجراء انتخابات محلية في 31 مارس/ آذار 2024، بعد أقل من عام على انتخابات برلمانية ورئاسية أجريت في آن واحد، ووصفت بـ "التاريخية" لكونها تتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، وانتهت بفوز الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة بعد تحقيقه الفوز من جديد على منافسه، زعيم المعارضة السابق كمال كلجدار أوغلو.

وتخوض الأحزاب التركية الانتخابات المحلية المقبلة إما بشكل مستقل أو ضمن تحالفات يبرز منها تحالف "الجمهور" بزعامة الرئيس أردوغان والذي يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، فيما يخوض حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة في تركيا، الانتخابات دون أي تحالف علني، مع وجود تحالفات محلية (غير معلنة) في بعض الولايات والأقضية مع أحزاب مختلفة أبرزها حزب المساواة الشعبية والديمقراطية (DEM) ذو التوجه الكردي.

ويضع تحالف "الجمهور" نصب عينيه في هذه الانتخابات استعادة بلديات مدن كبرى أبرزها العاصمة أنقرة وإسطنبول، من المعارضة التي تعاني من خلافات سواء بين صفوف الحزب الواحد أو على صعيد الأحزاب التي كانت تشكل تحالف "الطاولة السداسية" في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة.

وكما هو الحال في الانتخابات الأخيرة، لجأت الأحزاب المعارضة خلال حملتها الحالية أيضاً إلى استخدام ملف اللاجئين والمهاجرين كورقة ضغط للحكومة أمام الناخبين، حيث بدأت تروج لمزاعم تتهم الحكومة بتقديم تسهيلات مبالغة للاجئين وخاصة السوريين منهم، فيما لم يتردد أكثر من مرشح عن أحزاب المعارضة في التعهّد بالتضييق على اللاجئين والأجانب عامة والعرب على وجه الخصوص، في حال فوزه بالانتخابات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!