ترك برس

يرى مراقبون أن أهم حزب غير الموازين في الانتخابات المحلية التركية هو "حزب الرفاه الجديد" الذي يترأسه فاتح أربكان نجل رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين اربكان.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن الحزب حصل على 6 بالمئة من الأصوت في عموم تركيا، ليحتل بذلك المركز الثالث بين الأحزاب التي حصلت على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات المحلية بعد حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري المعارض.

وفاز حزب الرفاه الجديد ببلدية ولاية شانلي أورفا جنوبي تركيا، وبلدية ولاية يوزغات وسط البلاد، متفوقا على حزب العدالة والتنمية الذي كان يحكم البلديتين في السابق.

كما فاز الحزب برئاسة بلديات 39 قضاء و24 بلدة في عموم تركيا.

وانتقلت أصوات كثيرة من حزب العدالة والتنمية إلى حزب الرفاه الجديد في مدن كانت من قلاع الحزب الحاكم في السنوات السابقة.

وهناك عوامل كثيرة أدت إلى صعود حزب الرفاه الجديد بهذا المستوى أمام حزب العدالة والتنمية.

وقال أربكان في وقت متأخر من مساء الأحد: "سجلنا زيادة في الأصوات تجاوزت الـ100 بالمئة، وأصبحنا نجم هذه الانتخابات"، مشيرا إلى أن "هذه النتائج هي إحياء للرؤية الوطنية"، التي أطلقها والده الراحل نجم الدين أربكان.

وأضاف في كلمة أمام أنصاره بالعاصمة أنقرة، أن "نتيجة الانتخابات هذه حددتها ردود الفعل على مواقف أولئك الذين يواصلون بشكل صارخ التجارة مع إسرائيل والقتلة الصهاينة"، لافتا إلى أن "إدخال السويد، التي تدعم حزب العمال الكردستاني (PKK) إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أثر على هذه النتيجة". وفق صحيفة عربي21.

وفي هذا الصدد، يقول الباحث الفلسطيني سعيد الحاج، إن حزب الرفاه من جديد هو حزب إسلامي كان تحالف مع العدالة والتنمية في 2023، بمعنى أنه قريب منه أيديولوجيًا ولا يُنظر له من قبل الناخبين على أنه خصم بالضرورة ما يعني أنه شكل "بديلًا آمنًا" لبعض الناخبين.

وأوضح الحاج في مقال له بموقع الجزيرة نت حول أسباب تراجع حزب العدالة والتنمية، أنه "ثمة من أراد عقاب الحزب الحاكم فقاطع الانتخابات، وثمة من أبطل صوته، وثمة من ذهب لأحزاب أخرى في مقدمتها الرفاه الجديد".

ويعد "الرفاه الجديد" من الأحزاب المحافظة دينيا واجتماعيا، ويرى نفسه الوريث الحقيقي لمبادئ "الرؤية الوطنية" التي وضعها نجم الدين أربكان، ومن أهدافه المعلنة "إقامة عالم جديد ونظام عادل تحت قيادة تركيا الكبرى مرة أخرى" بالتوازي مع الأخذ بمبدأ "الأخلاق أولاً".

ورغم تقاربه الأيديولوجي مع "العدالة والتنمية" فإن "الرفاه الجديد" بات يُعرف كقوة معارضة للحكومة الحالية، لا سيما أنه يضم في صفوفه عدداً لا يُستهان به من المنشقين عن الحزب الحاكم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!