ترك برس

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن " العراق بلد جار تربطنا به روابط تاريخية وإنسانية وثقافية مشتركة ونوليه أهمية استراتيجية كبيرة. نحن نملك إرادة سياسية قوية لدفع علاقاتنا مع العراق إلى الأمام على أساس الاحترام المتبادل ومبدأ حسن الجوار، مع مراعاة مصالحنا المشتركة. أنا على ثقة أن زيارتي والاتفاقيات التي وقعتها للتو ستشكل نقطة تحول جديدة في العلاقات التركية العراقية".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس أردوغان، مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عقب لقاء ثنائي بينهما وآخر بين وفدي البلدين.

توجه الرئيس أردوغان، بجزيل الشكر لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على حسن الضيافة له شخصيا وللوفد المرافق له، لافتا إلى أن العراق جار مهم يجمعه بتركيا علاقات تاريخية وإنسانية وثقافية مشتركة، وقال في سياق متصل: " نحن نملك إرادة سياسية قوية لدفع علاقاتنا مع العراق إلى الأمام على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار، مع مراعاة مصالحنا المشتركة، لقد أثبتنا ذلك مجددا عبر هذه الزيارة. إن اتفاقية الإطار الاستراتيجي للتعاون المشترك" التي وقعناها مع السيد رئيس الوزراء، تشكل لنا خارطة طريق قوية ".

"بحثنا العلاقات التركية العراقية على نطاق واسع"

قال الرئيس أردوغان: "بموجب نص الاتفاقية، قررنا إنشاء "لجان مشتركة دائمة" تضمن استمرار ومتابعة المفاوضات الفنية في العديد من المجالات مثل الأمن/مكافحة الإرهاب، والاقتصاد/التجارة، والطاقة، والنقل، والبيئة، والمياه العابرة للحدود، والصحة، والتعليم. بالإضافة إلى ذلك، فإن النصوص الموقعة في العديد من المجالات بدءا من الأمن والتجارة، وصولا إلى النقل والزراعة، ستعزز الأرضية القوية في علاقاتنا وستخلق فرص تعاون جديدة".

وأشار إلى قيامه بمباحثات واسعة النطاق مع كلّ من نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حول العلاقات بين تركيا والعراق، مضيفا: " الأمن والتعاون بمكافحة الإرهاب كانا من أهم البنود المطروحة على جدول أعمال. كما تشاورنا بشأن الخطوات المشتركة التي يمكننا اتخاذها ضد منظمة بي كي كي الإرهابية وامتداداتها التي تستهدف تركيا من الأراضي العراقية. لقد رحبنا بإعلان بي كي كي منظمة محظورة في العراق. واستثمرت هذه الفرصة لأشاطر نظرائي إيماني القوي بأن إعلانها منظمة إرهابية رسميا، سيساهم في انتهاء وجودها على الأراضي العراقية في أقرب وقت ممكن. وهذا أيضا من متطلبات حسن الجوار والأخوّة التي تجمعنا. نحن على استعداد لتقديم كافة أنواع الدعم الذي ستحتاجه الحكومة العراقية في كل خطوة تتخذها في هذا السياق. كما شكلت تطلعاتنا بشأن الكفاح المشتركة ضد تنظيم غولن أحد مواضيع جدول أعمالنا في هذا المجال".

"نرغب برفع حجم تجارتنا إلى مستويات أعلى"

أشار الرئيس أردوغان إلى أن العراق أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين، وأردف قائلا: " نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري بيننا الذي بلغ حوالي 20 مليار دولار العام الماضي، إلى مستويات أعلى. وناقشنا الخطوات التي يجب اتخاذها في هذا السياق مع السيد رئيس الوزراء، إلى جانب سبل تخطي العراقيل المصطنعة لتعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تناولنا الأهمية الحيوية لـ "مشروع طريق التنمية". ومن خلال مذكرة التفاهم التي وقعناها عززنا تصميمنا على هذا التخطيط الاستراتيجي الذي سيسهم بشكل كبير في ترسيخ استقرار وازدهار منطقتنا برمتها، لاسيما العراق".

" إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتكاملة جغرافياً هو مفتاح السلام الإقليمي"

لفت الرئيس أردوغان إلى المأساة الإنسانية المستمرة في فلسطين، واستطرد قائلا: " نحن نبذل قصارى جهدنا لوقف إراقة الدماء في قطاع غزة".

وتابع إن "التطورات على محور إسرائيل وإيران تزيد من خطر انتشار الحرب وتصاعدها؛ بالإضافة إلى أنها تلقي بظلالها على المجازر التي تقع في فلسطين. ويتأثر إخواننا وأخواتنا العراقيون سلباً بالتوتر أيضاً. وهنا، أود أن أذكّر جميع الأطراف المعنية بضرورة تجنب الخطوات التي من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد التوتر. إن مفتاح السلام الإقليمي هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ومتكاملة جغرافيا ضمن حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. ونحن في تركيا نواصل العمل لتحقيق هذه الغاية. لقد أظهرنا أننا نقف إلى جانب إخواننا وأخواتنا في غزة بإرسال أكثر من 45 ألف طن من المساعدات الإنسانية حتى الآن. وسنحشد كافة إمكانياتنا من أجل إخواننا وأخواتنا في غزة وفلسطين من الآن فصاعدا أيضا".

"نحن نثمن الثراء الديمغرافي للعراق"

أشار الرئيس أردوغان، إلى أنه والوفد المرافق له سيتوجه إلى أربيل على هامش زيارته للعراق، وأضاف بالقول: "قبل ذلك سنلتقي مع إخواننا وأخواتنا التركمان، الذين يشكلون جزءًا أساسيًا من العراق. وسنناقش سبل إضافية للتعاون في أربيل. وبهذه المناسبة، أود أن يكون معروفا أننا لا نمارس أي تمييز بين مختلف المجموعات العرقية أو الطائفية أو الدينية في سياساتنا تجاه العراق. إن الشعب العراقي هم إخوتنا وأخواتنا وأصدقاؤنا بغض النظر عن أصلهم العرقي أو طائفتهم. نحن نرى العراق موحد ونولي أهمية كبيرة لثرائه الديمغرافي. وسنواصل بمشيئة الله تعالى النظر إلى علاقاتنا مع العراق من منظور الصداقة والأخوة وحسن الجوار. وسنواصل الوقوف إلى جانب إخواننا وأخواتنا العراقيين في السراء والضراء، كما فعلنا في الماضي.  وأنا على ثقة أن زيارتي التي جاءت في فترة حرجة من حيث التطورات الإقليمية، ستفضي بمشيئة الله تعالى إلى بدايات جديدة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!