ترك برس

أكد مدير المكتب الإعلامي لوزارة النقل العراقية، ميثم عبد الصافي، أن الجانب التركي هو شريك أساسي وستراتيجي في مشروع طريق التنمية.

جاء ذلك في تصريحات لشبكة رووداو الاعلامية حول زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى العراق، يوم الاثنين.

وقال عبد الصافي إن لقاء الرئيس أردوغان مكمل للمباحثات السابقة، حيث كانت هنالك لقاءات فنية وكذلك لقاءات تخص المختصين في مجال النقل سواء في وزارة النقل التركية وكذلك وزارة النقل العراقية، وهذا اللقاء يكون هو تكملة لتلك اللقاءات وستكون هنالك توقيع لمذكرات تفاهم فيما يخص قطاع النقل، وأيضاً ستكون هناك تفاهمات أكثر عمقاً فيما يخص طريق التنمية.

وفيما يلي نص حوار أجرته شبكة رووداو الاعلامية مع المسؤول العراقي: 

رووداو: متى تبدأ المرحلة الأولى لمشروع طريق التنمية؟

ميثم عبد الصافي: بالنسبة لطريق التنمية نحن لازلنا في مرحلة التصاميم الاولية وفيها تقدم مستمر، وفيما يخص الخط السككي هناك نسب إنجاز 66% وفيما يخص الخط السريع نسب الانجاز فيها 52%، وفي عمليات المسح الطوبوغرافي 1200 كم، كما ان عمليات تحرر التربة وصلت إلى 80%. مرحلة التصاميم الأولية وبعد انتهائها سننتقل إلى مرحلة التصاميم النهائية، وبعدها سيتم عرض المشروع امام الشركات المختصة من اجل التنفيذ، وستم تقسيم المشروع إلى 15 جزءاً وهذه الاجزاء تتيح للتنافس لباقي الشركات، وتنفيذ المشروع وفق رؤية اقتصادية عراقية تنسجم مع اهمية المشروع، وهو مشروع طريق التنمية الستراتيجي الذي سيكون السبب في الانتقال النوعي للاقتصاد العراقي وسيحقق وحدة اقتصادية وتكامل اقتصادي للعراق مع محيطه الاقليمي والعالمي.

رووداو: ما الذي يتم فعله في بغداد بالوقت الحالي حول مشروع طريق التنمية؟

ميثم عبد الصافي: فيما يخص مشروع التنمية وأيضاً المباحثات الخاصة في هذا المشروع هنالك مجالس رباعية سواء في بغداد التي تخص تركيا وقطر والامارات والعراق، وأيضاً هنالك مجلس رباعي يخص مشروع طريق التنمية يضم كلاً من بلغاريا وصربيا وتركيا وهنغاريا. هذه المحالس الرباعية ستحقق جزءاً من التفاهمات فيما يخص مشروع طريق التنمية وتعطي رسائل للمجتمع بشكل عام بأن هذا المشروع هو مشروع ستراتيجي مهم غير معني بالعراق فقط وإنما دول المنطقة، وسيحقق إيرادات اقتصادية للعراق متنوعة غير البترول، وهو إضافة نوعية لهذا المشروع الستراتيجي بالتأكيد سيكون هناك ايضاً مذكرات تفاهم تخص قطاع النقل في مجالات أخرى ليس فقط في مشروع طريق التنمية.
 
رووداو: مذكرات التفاهم هذه ماذا ستكون؟ 

ميثم عبد الصافي: مذكرات التفاهم تتنوع بين النقل البري والنقل البحري وأيضاً فيما يخص طريق التنمية، ومذكرات التفاهم سيتم الإعلان عنها حال توقيع هذه المذكرات.

رووداو: الشركات المشاركة في تنفيذ مشروع طريق التنمية من أي دول؟

ميثم عبد الصافي: بالنسبة للشركات المنفذة لمشروع طريق التنمية حالياً الحديث عنه مبكر، وكما تعلمون هنالك زيارات من قبل عدد من المستشارين الاقتصاديين سواء لدول اوروبية وكذلك لدول آسيا لوزارة النقل، وكذلك اللجنة العليا المسؤولة عن طريق التنمية وميناء الفاو تأتينا عروض من عدة شركات، لكن يبقى القرار عراقياً أن تكون هذه الشركات وفق رؤية العراق الاقتصادية، وكذلك بما ينسجم مع طبيعة المشروع وأهميته، بالنتيجة هناك آفاق متعددة تكون هي الضابط لهذه الشركات بما ينسجم مع مصلحة الشعب العراقي بشكل عام وأهمية هذا المشروع الستراتيجي.

رووداو: هذا الطريق يمر بعمق 12 كم بإقليم كوردستان قبل أن يصل إلى تركيا، كيف ستكون هذه الخارطة ومن كم محافظة ستأتي وصولاً إلى إقليم كوردستان قبل دخولها إلى تركيا؟

ميثم عبد الصافي: المشروع يمر بـ11 محافظة عراقية ابتداء من محافظة البصرة ثم ذي قار ثم المثنى وكذلك الديوانية أيضاً محافظة بابل وكذلك كربلاء والنجف وأيضاً بغداد وكذلك محافظة صلاح الدين التي ستكون هي مميزة عن باقي المحافظات، وستكون بها 3 محطات والمحافظات الباقية محطة واحدة سيكون فيها، ثم محافظة نينوى ثم يكون هناك مرور من خلال نقطة الربط فيشخابور حسب موقعها الجغرافي الموجودة بها حالياً، وهذه النقطة ستكون الأخيرة للربط مع الجانب التركي وستقدر هذه المسافة بـ 1200 كم. بالنتيجة هناك 1500 كم من نقطة الربط فيشخابور باتجاه الجانب التركي أي ما يعادل 2700 كم من نقطة الانطلاق من ميناء الفاو باتجاه الحدود البلغارية، وكذلك الموانئ المستهدفة لإيصال الربط إليها سواء من الجانب التركي أو غيرها من الدول المشتركة مع الجانب التركي. أيضاً هنالك خطة تضمنت بعد اللقاءات والتوجيهات الأخيرة من رئيس الوزراء بأن تكون هناك لجنة مختصة تقوم بزيارة عدد من البلدان الاوروبية وزيارة تلك العواصم وأبرزها بريطانيا وايطاليا واسبانيا وفرنسا للحديث عن مشروع طريق التنمية بنفس الآلية والكيفية التي تم التحدث بها مع الجانب التركي، ليكون هنالك انضمام آخر لدول أخرى لهذا المشروع المهم الستراتيجي، وسيكون المشروع نقطة ربط لايصال البضائع أو نقل المسافرين من شرق آسيا باتجاه اوروبا، وأيضاً يكون أو نقل عكسي باتجاه اوروبا إلى هذه البلدان، والعراق هو النقطة الأقرب والأقل كلفة سواء على مستوى البضاعة أو المسافرين وسيكون هو الأكثر آماناً مقارنة بالمشاريع الأخرى.

رووداو: ما هو الهدف من هذا الطريق التجارة بين دول الخليج مع تركيا عبر العراق أم ماذا؟ 

ميثم عبد الصافي: بالنسبة لمشروع طريق التنمية أهدافها تجارية اقتصادية وكذلك له أهداف ثقافية. فالمشروع فيه قطارات تسير بسرعة 140-160 كم، لنقل البضائع وكذلك هنالك خط بري سريع لنقل البضائع أيضاً وكذلك سيكون هنالك خط سككي لنقل المسافرين بسرعة 300 كم في الساعة، وأيضاً هنالك المحافظات التي لم تنضم إلى هذه الطريق تم وضع خطة لانضمام هذه المحافظات إلى الطريق من خلال الربط الداخلي، يتكون المشروع من 15 محطة مقسمة ومزدوجة ما بين المسافرين والبضائع، وستكون هنالك ايضاً تجمعات سكانية ومراكز تسوق، سيكون مصدراً للاقتصاد العراقي، بالاضافة الى ان تكون هنالك منطقة صناعية في ميناء الفاو، بالإضافة إلى المصانع والمعامل التي ستكون على جانبي الطريق وكل المحافظات المعنية سيمر بها هذا الطريق مع البنى التحتية لهذه المحافظات وأيضاً مع طبيعة الموارد الطبيعية الموجودة فيها، والتي من الممكن ان نستفاد منها في عملية التصدير وعملية إحياء الاقتصاد العراقي وتنشيطه وسيوفر أكثر من 100 ألف فرصة عمل للعراقيين وهذا بحد ذاته انتقالة نوعية على مستوى الاقتصاد.

رووداو: هل سيسهم هذا الطريق في تسهيل العلاقات بين العراق وأوروبا؟

ميثم عبد الصافي: بالتأكيد، الطريق هو جزء من إعادة تنظيم رؤية العراق السياسية والاقتصادية، المشروع له علاقة بإعادة هيكلة وترتيب الوضع العراقي فيما يخص دول الاقليم وكذلك دول العالم بشكل عام. العراق حالياً هو قبلة للاقتصاد العالمي، كان هناك مؤتمر في الشهر الخامس من العام الماضي ضم 10 دول من دول المنطقة بحضور ممثلي الاتحاد الاوروبي، وايضاً كان هناك مؤتمر آخر تباعاً الذي هو كان مؤتمر اللجان الفنية، وكان هناك ممثلون من دول المنطقة ايضاً ومن الجانب الصيني والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، بالنتيجة العراق أصبح جامعاً ويمثل حلقة وصل سلام بين دول المنطقة بمختلف توجهاتها السياسية والاقتصادية، ويطمح العراق من خلال هذا المشروع ليكون هو مركز تجارة عالمي، ومرتكز للتواصل بين هذه البلدان، بالنتيجية ينعكس على مصلحة الشعب العراقي ودول المنطقة وأوروبا وآسيا.

رووداو: حول هذا الطريق هل جرى التنسيق مع حكومة إقليم كوردستان؟

ميثم عبد الصافي: بالتأكيد حكومة إقليم كوردستان هي جزء من العراق. الحكومة على تواصل دائم مع وزارة النقل أو مع الحكومة الاتحادية أيضاً. مقر وزارة النقل شهد اجتماعاً بين وزير النقل في حكومة الإقليم مع وزير النقل في الحكومة الاتحادية وهنالك تفاهمات بيننا وبين الجانب الكوردي، وبالنتيجة أن حكومة الإقليم هي جزء من الحكومة الاتحادية وهنالك تواصل مستمر بيننا وبين الجانب الكوردي.

رووداو: هل سيكون هذا الطريق بديلاً عن منفذ إبراهيم الخليل؟ 

ميثم عبد الصافي: نحن نتحدث عن نقطة الرابط الحالية هي نقطة الرابط فيشخابور. هذا الخط اللي هو كان نتيجة دراسات الجدول المقدمة بالشركة الاستشارية الإيطالية BEG، بالنتيجة أن هذا الخط الأنسب لما ينسجم مع طبيعة المشروع، حالياً نتحدث عن نقطة الربط فيشخابور واللي شهدت أيضاً زيارات ميدانية من اللجان الفنية لوزارة النقل العراقي وكذلك المختصين في مجال النقل وأيضاً من قبل الجانب التركي واللجان الفنية للجانب التركي، وكانت هنالك زيارات أخرى لنقاط الربط الأخرى بين الجانب التركي وكذلك الجانب البلغاري، وأيضاً كانت هنالك لجان فنية موجودة من وزارة النقل العراقية، بالإضافة إلى هذا كانت هنالك عملية مفاتحة بين الجانبين حول افتتاح مكاتب خاصة بمشروع طريق التنمية، أحدهم في بغداد ويقابل آخر في أنقرة، وكذلك تم التأكيد على أن تكون هنالك لجان مشتركة بيننا وبين الجانب التركي. أيضاً كانت هنالك زيارات من قبل الجانب التركي والمختصين في مجال النقل وقطاع النقل إلى ميناء الفاو باعتباره القلب النابض لطريق التنمية، وأيضاً كان هناك اتفاق على عقد اجتماعات مشتركة بيننا وبين الجانب التركي، شهر يقابله شهر آخر، الشهر يكون في بغداد، وكذلك الشهر الآخر يكون في أنقرة، أيضاً فيما يخص نقطة الربط بيننا وبين الجانب التركي هي نقطة الربط فيشخابور.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!