تقرير صحفي - الخليج الجديد

أجرى الكاتب الصحفي المصري «عبدالرحيم علي» المقرب من الأجهزة الأمنية - خاصة الأمن الوطني - والمعروف بعلاقاته القوية بالمسؤولين في أبوظبي، أجرى تحقيقا صحافيا نشر على موقع «البوابة نيوز» - الذي يديره وتموله أبوظبي - أوضح فيه أن العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» يحشد «الإخوان المسلمين» لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة.”“

وأوضح «علي» أنه بينما ترى القاهرة الأولوية في المواجهة مع التنظيمات الإسلامية وفى القلب «الإخوان»، تؤمن السعودية بتأجيل المواجهة (تفسير حسن النية) وبأن الوقوف أمام الخطر الإيراني هو الأهم الآن، خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا).

وبحسب التقرير تنطلق السعودية في هذا الطرح من تجربتها السابقة حينما قدمت المواجهة مع الجماعات الإسلامية على الوقوف ضد إيران، ففوجئت بسيطرة «الملالى» في القرار في 3 عواصم عربية، وهى: دمشق، وبغداد، وبيروت، فضلا عن دورها الواسع في اليمن عبر جماعة «أنصار الله» المعروفة بـ«الحوثيين».

قوتان في المنطقة
وذكر أن السعودية تريد قوتين سياسيتين في المنطقة، أولاها سنية بقيادتها، وفى القلب منها حركات الإسلام السياسي السني وعلى رأسها «الإخوان المسلمين»، وأخرى شيعية تقودها إيران وأذرعها في لبنان، وسوريا، والعراق.

وقال «علي» إن القيادة في السعودية أقرب إلى استغلال «الإخوان المسلمين» في المواجهة مع إيران، وتراجعت عن خط المواجهة الأمامي مع الجماعة الذي تبدى في أقصى صورة بإدراجها على «لائحة الإرهاب» بقرار من العاهل الراحل «عبدالله».

من هذه النقطة يمكن تفسير ما طرأ على العلاقات بين الرياض وحركة «حماس» من إذابة للجليد، حيث فتحت الرياض - لأول مرة منذ ما يزيد على الأربع سنوات - خط اتصال مع «حماس»، حيث بدت المملكة راغبة في استقطاب الحركة إليها لـ«كسب نقطة» في مواجهة إيران، التي كانت حتى وقت قريب الممول الأول والأكبر للحركة، قبل أن تباعد الأحداث في سوريا بينهما.

وقدمت هذه الاتصالات التي بدأت بعد تولى «سلمان» الحكم مباشرة الباب أمام زيارة «مشعل» للرياض وفق ما كشفت عنه مصادر بالحركة وكتاب على صلة بها، بينهم «فهمي هويدى» الذي صرح بأنه سمع من رئيس المكتب السياسي أن «الجليد بين حماس والرياض تمت إذابته بعد مرور أربع سنوات من تجميد للعلاقات»، كاشفا عن أن «هناك اتصالات جرت»، وأن «مشعل نفسه تحدث مع الملك سلمان»، وذلك قبل أسابيع من الزيارة الأخيرة.

ووفق ما تقوله مصادر بالقاهرة، فإن الرياض راغبة في لعب دور مؤثر في القضية الفلسطينية عبر الضغط لإتمام المصالحة بين «فتح» و«حماس» ومن ثم تقديم تصور لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. غير أن القاهرة تعبتر القضية الفلسطينية شأنا مصريا، وأن أي اتفاق أو مشروع لن يمر إلا وعليه «ختم الموافقة المصرية»، بحسب الكاتب.

وقد تناثرت معلومات حول الظروف التي سبقت زيارة «مشعل» للسعودية، إذ تشير مصادر إلى لقاءات سرية عقدت بين ولى العهد، الأمير «محمد بن نايف»، وولى ولى العهد، الأمير «محمد بن سلمان»، ومسؤولين في الاستخبارات السعودية ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس».

وقال الكاتب، نقلا عن مصادره الأمنية، أن نقطة أخرى كانت فاصلة فى «إذابة الجليد» بين «حماس» والسعودية تمثلت فى «وساطة» قام بها «خالد مشعل» بين الرياض و«حزب التجمع اليمنى للإصلاح»، المحسوب على جماعة «الإخوان المسلمين».

وزعم «عبدالرحيم علي» أن «خالد مشعل» وصل السعودية في الأول من يونيو/حزيران الماضي، قادما من قطر على متن طائرة قطرية خاصة يرافقه فيها من الحركة «عزت الرشق»، و«محمد خاطر»، وكان على نفس الطائرة وفد من حزب «الإصلاح»، وآخر من المخابرات القطرية.

رفض التقارب مع حماس
وأضاف التقرير، أن مصر أبلغت كل الوسطاء أنها لا يمكن أن تكون طرفا في أي مشروع يكون «الإخوان المسلمون» طرفا فيه وحتى هذه اللحظة تبدو مصر رافضة لأي تقارب مع «حماس»، بل إنها أبلغت الوسطاء بأن فتح هذا الأمر أو الاقتراب منه غير مقبول على الإطلاق.

وبحسب مصادر رفيعة المستوى، فإن القاهرة وضعت شروطا مسبقة ومسودة طلبات على «حماس» أن تنفذ كل بنودها أولا، وفى مقدمتها تسليم من تزعم أنهم تورطوا في عمليات قتل جنود مصريين، ثم تنظر القاهرة بعد ذلك في أمر الوساطات.

وترى مصر في التقارب بين السعودية و«حماس» مدخلا للضغط عليها من أجل تخفيف الحصار على قطاع غزة، فالمملكة تحاول جذب الحركة في صفها بسوريا، واتخاذها وسيلة اتصال بـ«إخوان اليمن»، وفى المقابل تستغل «حماس» المملكة في الضغط على النظام المصري لـ«تخفيف الحصار»، ووقف الحملة الإعلامية ضدها.

دور انتقالي لبشار الأسد
وخلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية أثناء زيارته القاهرة مطلع العام الجاري، صرح رئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي»، بأن «المباحثات المصرية العراقية بحثت تشجيع النظام السوري على التعايش مع المعارضة السلمية لإيجاد حالة جديدة من التعايش وإنشاء إدارة انتقالية مشتركة في المناطق التي يتم تحريرها من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأثارت تصريحات «العبادي» حول «اتفاق مصري عراقي لحل الأزمة السورية، يتضمن تعايش النظام مع المعارضة» جدلا كبيرا سمع دويه في الرياض، وفتحت الباب أمام الحديث عن الخلاف المصري السعودي حول حل الأزمة المندلعة في سوريا منذ 4 أعوام.

وتقوم وجهة النظر المصرية، بحسب الكاتب، على «حل سياسي» يتضمن بقاء الدولة السورية والجيش السوري ومحاربة «الإرهاب» هناك من دون موقف مسبق من رئيس النظام «بشار الأسد»، بل ترى القاهرة دورا انتقاليا له.

ومع التوجه الجديد بدت السعودية أكثر انفتاحا على «الإخوان المسلمين»، فاضطرت مصر لتوصيل رسائل إلى القيادة في المملكة بأن التحالف مع الجماعة خطر على الأمن القومي العربي، وعلى أمن مصر خاصة.

ومن بين أبرز المشاهد التي تظهر الخلاف المصري السعودي حول الوضع في سوريا، كان رفض مصر بشكل قاطع حضور أي من ممثلي المعارضة السورية في القمة العربية الأخيرة، على عكس رغبة الرياض التي كانت تريد حضورا للمعارضة.

وتقول مصادر: «إن مصر ترى أن سقوط بشار الأسد سيأتي بالإسلاميين على رأس السلطة، لا سيما المرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين، فيما ترى الرياض أن مشكلة النظام المصري مع الإخوان يجب ألا تبقى المحرك الرئيسي للقاهرة في كل الملفات الدولية، وتطالب باتخاذ ما وصفته بـ«مواقف سياسية أكثر مرونة».

القاهرة على خط المخلوع «علي صالح»
وفي اليمن أيضا تمثل جماعة «الإخوان المسلمين» نقطة خلاف واسعة بين القاهرة والرياض، فبرغم الدور السعودي السابق في مناهضة «حزب الإصلاح»، الذراع السياسي للجماعة، إلا أن المملكة فتحت مؤخرا خطوط اتصال مع الحزب بعد تطور عمليات التحالف العربي ضد «الحوثيين» وقوات الرئيس المخلوع «على عبدالله صالح».

وتبدو السعودية مستاءة من الاتصالات المصرية بأطراف الأزمة اليمنية، بما فيها أطراف محسوبة على الرئيس المخلوع «على عبدالله صالح» و«الحوثيين»، كان آخرها لقاء مسؤولين في المخابرات مع «أبو بكر القربى» مبعوث «صالح» إلى القاهرة للبحث في مخرج للأزمة.

وتتحرك مصر في هذا الملف بالتوافق مع الإمارات العربية المتحدة، التي تتمسك هي الأخرى بعدم دعم أي دور لـ«الإخوان» في الدول العربية، والتضييق عليهم، وعدم مشاركتهم في الحكم في أي من البلاد العربية.

ولا تخفى مصادر القاهرة القلق المصري من الانفتاح السعودي اللافت على المحور التركي القطري، وتزايد وتيرة التقارب بين الملك «سلمان»، والرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، العدو الأول للقيادة السياسية في مصر.

وبحسب التقرير فإن أحد المصادر أوضح أن «السعودية ترقب بنوع من الحذر» تواصل مصر مع روسيا، إذ ترى أن التواصل بين الجانبين وراء الموقف المصري الرافض لـ«إسقاط الأسد»، وتتخوف من أي يستتبع هذا التقارب وجود علاقات بين القاهرة وطهران.

وحسب معلومات، فإن مصر سعت لتأسيس علاقة جديدة مع طهران دون قفز على الخلافات، لكنها لم تنقل الحوارات إلى العلن حرصا على العلاقات مع الخليج.

من جانبها ترى المملكة أن انفتاح القاهرة الزائد على موسكو «لن يأتي بالخير» في علاقة البلدين على المدى البعيد، بينما تريد مصر أي دعم دولي في ظل مواجهتها الشاملة مع «الإخوان المسلمين».

أما في ليبيا، ففيما كانت مصر ترى ومازال ترى وجوب توجيه ضربات عسكرية للإسلاميين على غرار «عاصفة الحزم»، فإن السعودية ترفض بشدة هذا التوجه.
 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!