محمود أوفور – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

تبدأ في منطقتنا مرحلة جديدة، فقد وصلت الحرب الأهلية في سوريا، وكذلك السياسة الداخلية في تركيا لمفترق طرق، وقد قادت أحزاب المعارضة في تركيا، باستخدام وسائل الإعلام الداخلية والخارجية، حملة ضخمة جدا لتشويه سياسة تركيا "تجاه سوريا".

ولا شك أنّ أسوء ما في هذه الحملة الإعلامية هي اتهام تركيا بأنها تدعم داعش الدموية، ولم يبق أحد لم يتهم تركيا بهذه التهمة، من حزب الشعوب الديمقراطي وحتى التنظيم الموازي، وقد تكرر هذا الأمر مرارا وتكرارا في انتخابات 7 حزيران وحتى ما بعد مجزرة سوروج، وقد وصل الأمر إلى أنّ تنظيم حزب العمال الكردستاني وذراعه حزب الاتحاد الديمقراطي قد بنوا سياستهم تجاه الدولة التركية بناء على هذا الاتهام.

اتفقت إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية باتفاق لم تتواجد فيه تركيا ولا برزاني، وقد ذهبوا إلى أبعد من ذلك، مقررين بدء حرب ضد تركيا وضد برزاني، والذي يدل على ذلك بوضوح، هو استخدامهم لهوزات وجميل باييك اللذان وجها نداء لحمل السلاح ومهاجمة رجال الشرطة والعسكر الأتراك.

وسيكون لهذا الأمر رد فعل بلا شك سواء أكان مبكرا أم متأخرا، لكن حزب العمال الكردستاني وجبل قنديل ظن نفسه أنه صاحب "دور كبير" ولهذا ضحّى بعملية السلام، ولم يتنبأ بالمستقبل الذي سيكون بعد ذلك، وهذا التهور أيضا كان في بيان داعش الأخير، عندما قال "دولة الطاغوت تركيا"، معلنا بذلك الحرب عليها.

وقد أعطت تركيا الجواب اللازم ليلة أول أمس تجاه كل المنظمات التي تقود حربا بالوكالة، وشنت هجمات ضد داعش وحزب العمال الكردستاني في الخارج، وفي الداخل ضد جبهة حزب التحرر الشعبي الثوري، وستبدأ بذلك الولايات المتحدة الأمريكية عملية جديدة بكل تأكيد، وهكذا تكون تركيا قد أثبت أنها تواجه المنظمات الارهابية التي تحيط بها والتي يسعى البعض إلى تصديرها لداخل الدولة التركية، وفي نفس الوقت تثبت قدرتها على أن تشكل اتفاقات جديدة.

وهذه كلها إشارات مرحلة جديدة، ولا شك أنّ قدرة تركيا حليفة أمريكا وإحدى دول حلف الناتو تفوق قدرات المنظمات التي الارهابية التي تحيط بها، وانتظرت تركيا وصبرت، وعندما حان الوقت لم تتردد في مهاجمة هذه التنظيمات.

الانعكاسات السياسية

ومن الواضح جدا أنّ هذه المرحلة الجديدة ستؤثر بصورة عميقة على السياسة الداخلية في تركيا، وستكون هذه الحملة سببا في تعكير الأجواء وحصول خلافات عميقة بين تركيا ومحور قنديل-حزب الشعوب الديمقراطي، وأيضا بدأنا نلاحظ حصول انقسامات داخل حزب الشعوب الديمقراطي من الآن، فهناك ثلاث مجموعات، مجموعة مؤيدة لأوجلان، وأخرى لبرزاني، والمجموعة الثالثة هي مجموعة اليساريين، وبينهم الآن نزاعات وخلافات، وسبب ذلك بصورة واضحة هو "عملية السلام ووجهة نظر برزاني حول السياسة المدنية".

وقد قال أحد الساسة من حزب الشعوب الديمقراطي :"لا يوجد أي هدف يبرر حصول عنف، لكننا لا نتمكن من التحدث عن ذلك بوضوح، أتمنى أنْ يتم نقاش ذلك في اجتماع الثلاثاء هذا الأسبوع، فهذا ما ينتظره الشعب منا، لأننا حصلنا على 13% من أصوات الشعب التركي بمختلف أطيافه، وعلينا التصرف بناء على ذلك، لأن عكس هذا يعني أنّ الشعب سيحاسبنا".

أتمنى أنْ يكون هذا الكلام يعبر حقيقة عن نوايا حزب الشعوب الديمقراطي، وأتمنى أنْ يتصرف بناء على ذلك. 

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس