إسماعيل كبان - صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس

في خضم كل التغيرات التي تعصف بالمنطقة نرى وبكل وضوح التغير في السياسات الداخلية والخارجية لتركيا، ولهذا يجب علينا محاولة قراءة الشيفرة الجديد لهذه التغيرات، ففي سياق التغير الجيوسياسي في الشرق الأوسط لا نستطيع ان ننفصل عن واقعنا او حقائق تاريخية مثل الدور التركي في سياسات الشرق الأوسط، فلا نستطيع ان نفعل ما يطلبه البعض من اتباع الغرب في سياساته والركون لما يطلبه منا؛ لان تاريخ العلاقات السياسية بالمنطقة لا يتحمل مثل هذا التصرف الارعن، وعليه فأننا بهذا وغيره نفهم وبأبسط الأسباب الدافع الذي جعل من تركيا المتصدر للدفاع عن حقوق المظلومين في المنطقة وبالذات في الازمة السورية، ومنه نفهم اصرار تركيا أيضا على المنطقة العازلة جنوبي البلاد مع سوريا.

في المناطق المشتعلة من الشرق الأوسط وبالذات في سوريا وتركيا والعراق ولبنان والأردن نرى رياح التغيير وقد هبت، لكن هذه الرياح لم تقتصر على المؤثرات الداخلية بل تشمل الخارجية أيضا، ففي تركيا نرى الحرب الضروس مع الإرهاب الداخلي من داعش وحزب العمال الكردستاني والحزب الثوري الشيوعي وغيرة من العمليات الإرهابية، كما نرى بوضوح التأثير الذي سيلعبه الخطر الخارجي لداعش او حتى لاستمرار النظام السوري لسنوات إضافية عما هو متوقع، فالأسد وما جلبه من ازمة يلعب دور أساسي في صناعة الحدث من الخارج فيعكس ذلك على علاقات تركيا مع الدول العظمى مثل الولايات المتحدة الامريكية وموقف أوباما ومن بعده مبعوثه الجنرال جون الين.

تأتي هذه التوافقات بين انقرة وواشنطن في إطار الجهود الرامية للقضاء على تهديد داعش من على الحدود الجنوبية، كما ويأتي في إطار الجهود الرامية الى انشاء المنطقة العازلة، فالمساحة الامنة او المنطقة الامنة ستكون بمثابة امان واستقرار لتركيا كما ستكون بمثابة خطوة هامة وكبيرة في مساعدة اللاجئين السورين، كما ستكون حجر عثرة على الحلم الكردي والشريط الكردي في الحدود الشمالية لسوريا.

وفي طرف اخر من صورة التغيرات السياسية في الساحة التركية نرى قصف تجمعات ومخيمات حزب العمل الكردستاني في شمال العراق على انه إشارة لخطر محدق، فالعمليات على حزب العمل الكردستاني كانت الضربة القاضية لما تبقى من عملية السلام التي اعلن الحزب سابقا انتهائها، كما وتنبئ بان الحزب كان في صدد تحريك خلاياه لما قد يفضي الى عمليات إرهابية، فبعد الانتخابات الأخيرة وفي اطار الوضع السياسي الداخلي والعام كانت نتائج الانتخابات من اهم أسباب ما نراه اليوم من رياح تعصف بالمنطقة، فحزب لعمل الكردستاني بكل مكوناته من الرئيس الى الجناح العسكري والسياسي مشارك في هذه المعركة.

عن الكاتب

إسماعيل كابان

جريدة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس