ترك برس

ولد السلطان "مراد الثاني" في مدينة "أدرنه" عام 1404م الموافق 806 للهجرة، وهو السلطان "مراد بن محمد الأول بن بايزيد بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان أرطغرل"، سادس سلاطين الدولة العثمانية، حيث تولى حكم الدولة العثمانية بعد وفاة والده السلطان "محمد الأول جلبي" في الفترة الممتدة ما بين عامي 1421م حتى 1451م، وهو في الثامنة عشر من عمره.

اشتهر بين قومه بالعدل والتقوى، وحبه الشديد للجهاد، كما اتصف بالشجاعة، وحبه للعلم، وتعلقه باللغة العربية، فكان أول من تعلم فن الخط العربي من سلاطين الدولة العثمانية، وكان محباً للشعر أيضاً، وقد أُطلِق عليه لقب "كُجا سُلطان" وتعني السُلطان الكبير.

عمل السلطان "مراد الثاني" منذ توليه الحكم على إعادة بسط نفوذه على إمارات الأناضول التي انفصلت عن الدولة العثمانية بعد غزو "تيمور لنك"، فعقد هدنة مع المجر، وأبرم صلحًا مع أمير القرمان من أجل التفرغ لاستعادة السيطرة على إمارات الأناضول المنفصلة.

تمكن خلال فترة حكمه من القضاء على التمردات الداخلية التي قامت بزعامة عمه "مصطفى بن بايزيد" الذي تلقى دعمه المباشر من إمبراطور القسطنطينية "إيمانويل الثاني"، وذلك بعد أن رفض السلطان "مراد الثاني" طلب الإمبراطور "إيمانويل" الذي طالب بتعهد السلطان "مراد" بعدم محاربته مطلقا، وتسليمه أخواه كضمانة لهذا الاتفاق.

تمكن السلطان "مراد" عام 834 للهجرة من فتح "ألبانيا"، كما تمكن من استعادة "سالونيك" من البندقية، كما تمكن من الانتصار على ملوك أوروبا في واقعة "فارنا" عام 848 للهجرة، والتي تحالف فيها ملوك أوروبا بعد أن قام "بابا روما" بإقناع ملك المجر بنكث العهد الذي بينه وبين "مراد الثاني"، فجمعوا جموعهم والتقى الجيشان في مدينة "فارنا" البلغارية، حيث تمكن الجيش العثماني من دحر الجيش الصليبي بعد أن قُتِل ملك المجر في المعركة.

توفي السلطان "مراد الثاني" عام 1451م، وتسلم مقاليد الحكم من بعد ابنه "محمد الفاتح" الذي ظفر بفتح القسطنطينية عام 1453م.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!