بكر هازار – صحيفة

يمارسون كل المحرمات الممكنة من أجل أنْ يعيش مواطنوهم في رفاهية، سيطروا على البترول وجمعوا الأموال، قاموا بتغذية كل منابع الارهاب، وحولوا المنطقة لمستنقع من الفوضى، دخلوا الشرق الأوسط بحجة "الاسلحة الكيماوية"، والآن لا يستطيعون الخروج من هذا المأزق، لأنهم نسوا أنّ كل ظلم يمارسونه سيعود عليهم بالوبال، وهذا ما يحصل الآن، حيث تعيش أوروبا كابوسا حقيقيا، لأنهم أصبحوا يخافون من اللاجئين الهاربين من الدول التي استباحوها وسرقوا خيراتها.

وقد كتبت صحيفة الغارديان يوم أمس العنوان التالي: "الأوروبيون يتألمون لوضع اللاجئين لكنهم يخافون منهم أيضا"، وهم يخافون تحديدا من قدوم أعداد من اللاجئين أكبر من الأعداد الحالية، وبكل تأكيد ستعود أعمالهم الارهابية والوقحة في تلك الدول، ستعود عليهم بالوبال، وهذا ما أعلن عنه أحد مسؤولي الأمم المتحدة في تصريح لقناة BBC، حيث قال محذرا أوروبا: " ما دامت الحرب والنزاعات مستمرة، فإنّ أفواج اللاجئين ستستمر بالانتقال من الشرق الأوسط إلى أوروبا".

نعم، أوروبا الراعية للإرهاب وللحروب، والتي تتغذى من بحيرات الدماء، تعيش اليوم حالة من الرعب، ولا يعلمون ماذا عليهم فعله، ولا يستطيعون حل هذ المشكلة، ويقفون اليوم عاجزين أمام هجرة اللاجئين.

وقد لخصت صحيفة الغارديان حالة العجز التي وصلت إليها أوروبا تجاه هذه القضية حيث كتبت ما يلي: "لن تستطيع الدبلوماسية ولا مبدأ تشارك الأحمال حل هذه المشكلة، وسيستمر وصول الأعداد الكبيرة من اللاجئين إلى أوروبا، وستبقى أوروبا تعيش في حالة قلق وخوف من ارتكاب الأخطاء في هذه المرحلة، ومن أعداد اللاجئين القادمين، ونحن نأمل أنْ نجد حلا عاجلا لهذه القضية، لكننا إلى الآن لم نجد الحل المنشود".

تصيح أوروبا التي كانت سببا في تهجير الملايين من بلادهم، وتبكي على حالها بعد وصول بضعة آلاف من اللاجئين لأراضيها، بينما تستضيف تركيا 2 مليون لاجئ، وتتشارك معهم رغيف الخبز، وقد كشف "برنامج الغذاء العالمي" أنّ أوروبا تقدم 12.5 دولار شهريا مساعدات غذائية للاجئين السوريين، بمعنى 3 وجبات "همبرغر" شهريا، في الوقت الذي كشفت فيه جامعة كامبردج البريطانية عن بحث هام جدا، توصل إليه جمع من "البروفيسور"، وهو أنّ الشعب في بريطانيا أصبح يأكل في أطباق كبيرة، وأنّ حجم الأطباق ازداد 25% خلال القرن المنصرم، ويحذرون من ذلك.

يدمرون الدول وينسفون الشعوب ويشردونهم، ويسرقون خيرات بلادهم كلها، ثم يعطون اللاجئين 3 وجبات همبرغر في الشهر، وفي مقابل ذلك أصبح شعبهم يأكل في أطباق كبيرة! انظروا إلى ماذا يهتمون، جلسوا ليتناقشوا في موضوع زيادة حجم أطباق الطعام في بلادهم خلال 100 عام الماضية، في الوقت الذي تحارب فيه تركيا الارهاب الذي تموله أوروبا منذ اكثر من 30 عام.

وهناك في جبل قنديل، من يفني أبنائه وأبناء شعبه من أجل إحضار 3 وجبات همبرغر في الشهر، وينفذ ما تريده أوروبا، ويرسلون أبنائهم للموت من اجل أنْ تصبح الدول الأوروبية تأكل في أطباق أكبر، في الوقت الذي تسعى فيه تركيا إلى إعادة إحياء روح الأخوة بين الشعب التركي والكردي في سوريا وشمال العراق.

ألم تروا جسد ذلك الطفل مسجى على ساحل البحر؟ انظروا ماذا كتبت الغارديان يوم أمس عن آيلان كردي :"قذْف البحر لجسد آيلان كردي على الساحل التركي، جعل ألمانيا تتخذ خطوة استثنائية متجاوزة كل القوانين، لتقرر فتح أبوابها للاجئين"، وهذا القرار يدل على لا أخلاقيتهم ووقاحتهم، لأنّ رمي البحر لجسد آيلان الصغير على الساحل لا يهم أولئك الذين يأكلون في
أطباق كبيرة.

ولذلك فإنّ مشروع الطبق الكبير، هو مشروع لا أخلاقي، يستند على مآسي وتضحيات ودماء الأكراد في جبل قنديل، هؤلاء يثبتون يوما بعد يوم انعدام أخلاقهم، واليوم تتحدث انجلترا عن مشروع إيجاد مخيمات تسعى لإنشائها في بعض الدول الإفريقية من أجل إيواء اللاجئين، ففي الوقت الذي كانت تتحدث فيه تركيا وتطالب بتشكيل منطقة آمنة على الحدود السورية لحماية اللاجئين، أصبحت أوروبا اليوم تبحث عن أراض في إفريقيا من أجل "رميهم" هناك.

وهنا على جبل قنديل أنْ يدرك ماذا يفعل على وجه السرعة، فأوروبا التي تسعى إلى إيجاد حرب أهلية بين الأكراد والأتراك في بلادنا، وفي حال اندلاعها، لن تستقبل أي مواطن لاجئ هارب من هذه الحرب، وإنما ستعمل على توطينهم في إفريقيا، لذلك نقول للقادة في جبل قنديل، فكروا ألف مرة قبل أنْ تنطقوا وتهددوا "بالحرب الأهلية"، لأنّ أبنائكم الذين تقدمونهم اليوم من أجل مشروع الطبق الكبير، لن يجدوا مأوى لهم عند أصحاب ذلك الطبق، وإنما ستجدونهم يعيشون الموت ألف مرة في اليوم في إفريقيا، وسيأكلون في الشهر 3 وجبات همبرغر، لأنّ من أوجد الارهاب وعمل على تكبير أطباق أكلهم لن يشاركونكم فيها على الإطلاق.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس