ماركار إسيان - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

بعد مرور خمس سنوات على الحرب الدائرة في سوريا بدأ العالم بالاهتمام بما يجري هناك، ومن غير المنطقي والمعقول أن ننتظر معجزة لتغيير الواقع السوري بسهولة في ظل الصراع بين القوى العالمية والإقليمية على النفوذ في المنطقة.

فمن العبث أن نتصور أن المجتمع الغربي والأوروبي تحديدًا انتبه لما يجري من ظلم في سوريا بعد صورة الطفل الغريق أو غيرها من الصور البشعة التي تمثل معاناة اللاجئين السوريين، ولكن الحقيقة هي أن بدء موجة الهجرة إلى أوروبا جعل المجتمعات الغربية والأوروبية تحديدًا تهتم بما يحدث على الأرض في سوريا.

تركيا وبعد مرور خمس سنوات استقبلت في أراضيها أكثر من مليونين وثلاثمئة لاجئ سوري في أراضيها، ولكن كان من المعلوم لدينا أن استمرار الأزمة السورية لمدة طويلة كان حتما سيؤدي إلى هذه الموجة من الهجرة إلى أوروبا.

كما أن تدخل روسيا المباشر في دعم النظام السوري ومحاولة فرض إنشاء دولة نصيرية في سوريا زاد من معاناة الشعب السوري، و لهذا السبب كان تركيز رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في كلمته في الأمم المتحدة على لفت النظر إلى قضية اللاجئين السوريين.

وإن أي حل لهذه القضية المتنامية لا يكون إلا عن طريق تغير سياسي يتنهي بالإطاحة بنظام الأسد، والتخلص من تنظيم داعش. وتركيا تكافح في هذا الاتجاه كل المنظمات الإرهابية.

ومن هذا المنطلق، فإن على القوى العالمية وفي مقدمتها الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها تجاه معاناة اللاجئين في سوريا فهي إلى الآن لم تتحرك فعليا لفرض حل وإجراء لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا.

في المقابل نرى أن ما يحدث في سوريا هو عبارة عن صراع بين القوى العالمية، وهنا يجب أن نطرح السؤال التالي: هل ما يحدث في سوريا هو بداية لحرب عالمية ثالثة؟ وهل سيشكل ما يجري على الأرض في سوريا وفي منطقة الشرق الأوسط أزمة داخلية في الدول الأوروبية نتيجة الهجرة؟  لهذا فإن ترك تركيا في هذه المرحلة لوحدها غير صائب لأن تلك الدول ستحتاج كثيرا لتركيا في الأيام المقبلة.

عن الكاتب

ماركار إسيان

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس