سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

حدثت خلال الأيام الأخيرة تطورات لا يستهان بها على الحدود التركية مع سوريا. فقد قامت الطائرات الروسية بانتهاك المجال الجوي التركي بالإضافة إلى اعتراض تلك الطائرات لسلاح الجو التركي التي كانت تقوم بدوريات استكشافية على طول الحدود بين تركيا وسوريا.

في الحقيقة إنّ التكثيف الروسي لوجوده العسكري في سوريا وتقديمه الدّعم اللامتناهي للنظام السوري، بعث القلق لدى القيادة التركية في أنقرة. والسبب الرئيسي في ذلك هو خشية القيادة التركية من تفاقم الوضع على الحدود السورية التركية، الأمر الذي من المحتمل أن يودّي إلى صدام مباشر بين الطائرات الروسية والتركية.

مما لا شكّ فيه أمّ التطورات الأخيرة التي حدثت، من شأنها أن تؤدّي إلى صدام بين تركيا وروسيا داخل المناطق السورية في حال تكرّرت هذه الحادثة. ومن بين الأسباب الموجبة للمواجهة التركية الروسية، التالي:

1 – إنّ الأحداث الأخيرة أدّت إلى تباعد وجهات النظر بين تركيا وروسيا على الصعيد السياسي بخصوص حل الأزمة السورية. فالقيادة التركية ترغب في حلّ الأزمة من دون وجود الأسد، بينما نجد أنّ القيادة الروسية تسعى من خلال مشاركتها العسكرية إلى تثبيت الأسد وترسيخه في حكم البلاد. ومع التدخل العسكري الروسي في سوريا، نلاحظ أنّ الأسد بدأ يأخذ جرعة جديدة من الحيوية. وبالتوازي مع هذه الأحداث، نجد أنّ تصريحات الطرفين الروسي والتركي تصعّد من حدّة الوتيرة بين البلدين.

2 – فيما يخصّ المجال العسكري، فإنّ القوات الروسية لا تستهدف مواقع تنظيم الدّولة (داعش) فحسب، بل تقوم بقصف مواقع الجيش الحر، وذلك من منطلق أنّ الأسد يعتبر هذه المجموعات على أنها منظمات إرهابية ويجب القضاء عليها. واللافت للنظر أنّ تركيا ساهمت بشكل كبير في تأسيس وتقوية الجيش السوري الحر الذي يحاول إسقاط النظام السوري المدعوم من قِبل الروس. كما أنّ الغارات الروسية ضدّ مواقع الجيش السوري الحر سوف ترغم تركيا وحلفائها إلى إعادة النظر في برامجها تجاه الأوضاع في سوريا.

وعلينا أن لا ننسى بأنّ تكرار عملية انتهاك الطائرة الروسية للمجال الجوي التركي وحادثة التحرّش بالطائرات التركية التي تقوم بدوريات على الحدود التركية السورية، سوف تؤدّي إلى نتائج لا يحمد عُقباها على الصعيد العسكري بين تركيا وروسيا.

3 – إنّ تكثيف القيادة الروسية لقواتها في سوريا، ينعكس بشكل سلبي لتركيا. فالوجود الروسي العسكري في سوريا، يُعدّ تهديداً مباشراً لتركيا. فالقيادة الروسية تعتبر نفسها أكثر فعالية في هذه الأثناء سواء في شرق البحر الأبيض المتوسط أو في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

وننوه هنا بأنّ تحقيق هدف تركيا الأسمى المتمثّل في إقامة مناطق عازلة في الشمال السوري، بات من الصعب جداً عقب التدخل العسكري الروسي في هذا البلد.

4 – القيادة الروسية لا تدرج تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (PYD) ضمن قائمة المجموعات الإرهابية التي تحاول إسقاط الأسد، بينما ترى تركيا أنّ هذا التنظيم هو امتداد لتنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK) الذي يقوم بعمليات إرهابية داخل الأراضي التركية وتهدّد أمن وسلامة المواطنين الأتراك. والجدير بالذكر أنّ روسيا تقوم بالدفاع عن تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الأمر الذي يزيد من التباعد وجهات النظر الروسية التركية حيال القضية السورية.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس