حسن بولنت قهرمان - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

ذكرت ذلك في برنامج تلفزيوني هل تتذكرون أم أنه غير مهم تذكر هذا الاسم، رئيس الوزراء ووزير الخارجية الروسي السابق السيد يفغيني بريماكوف والذي توفي هذه السنة ولكن لم يعد يخطر ذلك على ذهن أحد، ومع ذلك قرأت عن سيرته في كتاب الكاتب نيال فيرجسون وهو مثل كسينجر الخبير في السياسة والعلاقات الدولية. وقد لعب هذا الرجل دورا هاما في بناء الآراء والسياسة الخارجية لبوتين. المستعرب بريماكوف وفي كتابه المسمى روسيا والعرب كشف الوضع الروسي في مسألة الشرق الأوسط بكل وضوح.

الشرق الأوسط كان ضروريا جدا لروسيا ولا يمكن التخلي عنه أبدا. المخضرم بريماكوف ومنذ فترة حكم غورباتشوف كان يتطلع إلى هيمنة روسيا على المنطقة بأكملها وقد حاول ذلك كثيرا. رئيس الوزراء السابق كان على حق قليلا كان يبحث دائما عن المصالح الروسية والهيمنة الأمريكية على المنطقة ومحاولة روسيا فتح مكان لها في البحر الأبيض المتوسط وكان يعتبر أن الربيع العربي ما هو إلا مؤامرة غربية.

تعالوا ولننظر، تدفقت مياه غزيرة تحت الجسور روسيا فقدت صدام حسين ومن بعده معمر القذافي والأكراد يحاولون خلق وضع جديد لهم. انقسمت سوريا. في ظل هذه الظروف بوتين تدخل في سوريا التي يرى أنه لا غنى عنها. لهذه الأسباب تقوم روسيا بدعم الأسد وهي خطوات واضحة وصريحة جدا وليس من الصعب أن نتصور تلك الخطوات.

أولا التوترات والصراعات على أساس المذهب والدين المعروفة. لذلك في حال فوز التيار السني في تركيا سيكون حل الصراع السوري لصالح السياسة الخارجية التركية لذلك يجب منعها. لأنها ستفقد ميناء اللاذقية وطرطوس بتقديراتها.

والثاني تزايد النفوذ السعودي في المنطقة. واحتمال سيطرة داعش على وسط العراق عالية جدا. وهذا سيؤدي إلى إرباكات جديدة في المنطقة.

الثالثة إذا خسرت إيران حربها في المنطقة فإنها ستكون ضربة كبيرة للحركة الشيعية. ولكن عودة إيران إلى لعب دور في السياسة العالمية وإنشائها منطقة خاصة بالشيعة في جنوب العراق لا يوجد لروسيا أي حجة للعب مع إيران.

وأخيرا تركيا، بلغ حجم التبادل التجاري بينها وبين روسيا في الفترة الماضية خمسين مليار دولار ويتم وضع خطط لجعلها مئة مليار دولار. ولكن تركيا توسع نفوذها في المنطقة وسقوط الأسد سيوفر فرصًا للسياسة التركية وبمعنى آخر ستسيطر تركيا على حوض البحر الأبيض المتوسط.

وبعد كل هذا إن وضعت روسيا اسمها أو لم تضعه فهي متفقة مع إيران ووضعت بعين الاعتبار حاجة تركيا إلى الطاقة وبالخصوص اتفاقها مع إيران مما سيضع تركيا في وضع محرج للغاية. وروسيا تعرف ذلك ووضعت قرارين لهذا.

الأول وكما أوضح رئيس الوزراء السيد داود أوغلو دعم تركيا للمعارضة المعتدلة وبمفهومهم فقد أضرهم ذلك كثيرا.

الثاني لإظهار التزاماتها بدأت باختراق المجال الجوي التركي وأوضحت انه لن يتم ذلك مرة أخرى.

وتركت هذا الأمر وقالت يجب علينا العمل لحل هذه المواضيع. ولكن هذا لن يغير أبدا في الموقف الروسي. لأنها لن تقدر على استخدام المجال الجوي الشمالي قررت إرسال طائراتها إلى الجنوب في العراق وإيران. الحملة الروسية لا تقل أهمية عن بدء الحرب في سوريا وهنالك مسألة أخرى وهي ازدياد النفوذ الكردي وهي حكاية أخرى.

عن الكاتب

حسن بولنت قهرمان

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس