علي بيرام أوغلو - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

ما الذي يمكن قوله عن الإرهاب والعنف في حال عدم  دخول السياسة والخطاب السياسي؟

قيادة تنظيم "بي كي كي" بدأت حرب المدن، فمن غير المتوقع أن يتم القضاء عليهم من تلك المناطق التي تجذروا فيها سنين طويلة. وفي هذا السياق، يمكن القول إن الدولة لن تستطيع تطهير تلك المناطق منهم بسهولة.

هنا لا بد أن تدخل السياسة على الخط. بل يجب المحافظة على البعد السياسي وعلى ترك الباب مفتوحًا للتعامل مع القضية من منطلق سياسي، فهل يوجد أمل للتوصل إلى حلول سياسية على المستوى القصير أو المتوسط؟

لنُجِب عن هذا السؤال من خلال جملتين كنت قد أشرت إليهم في المقالة التي كتبتها أمس.

"الدولة في ظل الصراع القائم وفي ظل الظروف القائمة على الأرض، يبدو أنها تصادق على التحول السياسي للتنظيم على الأرض، وكذلك  الأمر بالنسبة للتنظيم فإن الحل السياسي هو الخيار الوحيد المتبقي لديه".

في هذا الوضع القائم، فإن الدولة والحزب السياسي الحاكم قد حمل شعار الحل السياسي للقضية الكردية حتى تطورت الأمور لمرحلة تجاوزت الحدود التي رسمها لنفسه. بينما تحاول الحركة الكردية التي تشكل مركز الحركة السياسية الكردية توسيع القضية لتتجاوز حدود البلاد بحيث جعلت من الخطاب السياسي لدولة محددة. بل و بذلك فتحت الباب أمام الحلول الأمنية.

من جهة أخرى، ساهم الوضع على الأراضي السورية في دفع قيادة تنظيم بي كي كي إلى تغيير سياستها لتدخل في مرحلة جديدة، وبحسب ما قاله يلماز أنصار أوغلو بأن القضية الكردية خاصة من زاوية تنظيم بي كي كي فقدت خاصيتها في المطالبة بالحق والحرية، بل طغت سمة السيطرة على الوضع الجديد للتنظيم. وهذا التغيير في سياسة التنظيم أثر بشكل مباشر على مفهوم حل القضية الكردية، فالمفهوم السياسي للحل قد خرج عن إطاره بالنسبة للتنظيم، إذ دخل التنظيم في مرحلة يسعى فيها للتوسع والسيطرة على الأرض وبدأ يبحث عن داعميين من الخارج لتحقيق أهدافه التوسعية.

في هذا السياق يمكننا القول إن هامش التحرك السياسي أمام  الحكومة والإرادة السياسية قد ضاق، ولا يمكن القول إن هناك خيارات سياسية كثيرة متاحة أمام الحكومة. فالقضية الآن من منظور الدولة والحكومة خرجت عن كونها قضية كردية أو قضية إرهاب، وأصبحت قضية سيادة دولة.

ومهما تكن التصريحات السياسية من أي جهة كانت، فالقضية الآن هي قضية سيادية للدولة ولا يمكن تفسيرها على أي وجه آخر. وهذا ما أكدته تصريحات رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الرافضة لمطالب زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش الذي طالب بإيقاف العمليات العسكرية كشرط للرجوع إلى المفاوضات.

هنا يمكننا القول إن الأمل أصبح ضئيلا في الرجوع إلى الحلول السياسية. فلا يمكن ممارسة السياسة في ظل ارتباطها بأعمال العنف والإرهاب.


* نشرت المقالة الأصلية تحت عنوان "الأمل"

عن الكاتب

علي بايرام أوغلو

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس