محمود أوفور – صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

نحن اليوم نقف وجها لوجه مع هجمات إرهابية من الداخل والخارج، وما العمليات التخريبة التي حصلت في السلطان أحمد ومخفر تشينار في ديار بكر إلا خدمة لهذه الأجندات الخارجية.

لو لم يحدث ذلك لما استطاع حزب العمال الكردستاني والذي أثبت الشعب المرة تلو الأخرى عدم دعمه وتأييده له لما استطاع الاستمرار في عملياته القذرة. لكن وبكل أسف هذه الحقيقة الصافية التي لا تشوبها شائبة لا يدركها أكثر من 1100 من الأكاديميين الموقعين على مبادرة "السلام".

والأكثر بؤسًا أن الأكاديميين الذين غشيت كراهية أردوغان بصيرتهم وأبصارهم لم يروا برك الدماء التي تسبب بها حزب العمال الكردستاني وتعاملوا مع كل الإرهاب والوحشية التي يرتكبها الحزب وكأنها غير موجودة. ورأوا أن قتل الأطفال في بلدة تشينار واستهداف سيارات الإسعاف وتفجير البيوت وقتل البشر وكأنها لم تحدث.

فمدينة صور وبما صورته الصحافة المطبوعة فقط لما حدث فيها من تهديم للبيوت وحرق للمباني بأصحابها وساكنيها كافٍ لتوضيح مدى الإرهاب والتدمير الذي تتعرض له المنطقة على يد عناصر حزب العمال الكردستاني. غريب جدا أنه حتى أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي والسياسيين الأكراد يرون ذلك ويناقشوه مع المواطنين هناك في حين أن "المثقفين" لا يقدرون على رؤيته ولا يدركونه. لنتذكر ما حصل في الأشهر الستة الأخيرة ولنتذكر ما فعله قنديل؟ في البداية وبطريقة تتعدى "الحواجز العسكرية" و"المخافر المسلحة" تم إرسال النداءات لتسليح المواطنين ثم تلاها نصب الكمائن لعناصر الشرطة والعساكر لتبدأ حرب القذرة؛ عندما لم يحصلوا على الدعم والمساندة اللازمة قاموا وكما حصل في سنوات التسعينات باللجوء إلى الإرهاب وعملوا على نقل هذه الحرب القذرة إلى المدن، الثابت الوحيد في هذه المعادلة والذي لم يتغير ليس الدولة وإنما محيط حزب العمال الكردستاني.

إذا جلسنا الآن لنتحدث بالحقائق والصدق، كيف سيمكننا أن نربط بين هذا النزاع مع مطالب الأكراد بالحقوق الديمقراطية؟ ألم يكن خط حزب العمال الكردستاني – حزب الشعوب الديمقراطي قبل ستة أشهر مضت أقوى وأكثر فاعلية مما هو عليه الآن؟ ألم تكن مشروعيته وشرعيته كذلك أكثر وأقوى من الآن؟ لكن كلًا من حزب الشعوب الديمقراطي وقنديل (عناصر حزب العمال الكردستاني المتمركزة في جبل قنديل) لم يعرفوا قيمة ذلك وحبهم للعنف أعماهم عن تقدير ذلك ليجعلوا مما نجحوا فيه هباءا منثورا).

لم يعد الآن أحد يصدق الأكاذيب الملفقة عن ميل الدولة للعنف. لو كان كذلك لكان بالإمكان وبكل سهولة تخريب خطط الدولة بأن يتوقف حزب العمال الكردستاني عن المواجهة. لكن هذا كذبة كبيرة فالكل يعلم أن هدفهم هو الضغط على تركيا والزج بها في عراك الطاقة وتغيرات المنطقة. ولهذا السبب لا يتوقف خط حزب الشعوب الديموقراطي – حزب العمال الكردستاني عن الاشتباكات والعمليات. وهذا الأمر يؤدي بهم ليكونوا أداة وجهاز في تصفية الحسابات العالمية. هذا الامر لن يدوم طويلا فعاجلا أم آجلا ستصل هذه الحسابات إلى نهايتها لتبدأ عندها تصفية حسابات جديدة، عندها سيكون أولئك الذين ماتوا وأولئك الذين كوى اللظى أفئدتهم هو نحن، أليس شيئا يدعوا للخجل والحزن؟

الأمر الذي على اليسار وعلى المثقفين وأصحاب الضمائر الحية أن يفعلوه هو أن يأخذوا مكانهم بجانب المواطنين والشعب المقهور في تلك المدن والذي لم يمنح الإرهاب ولا الوحشية أي أمل ولم يساند حزب العمال الكردستاني في إرهابه، فعليهم أن يقفوا مع المواطنين ليروا من هناك الحقيقة العارية ويدركوها ويضعوا حدا للألاعيب ويفشلوها.

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس