ترك برس

هو الأديب التركي الشهير محمد نامق كمال، المعروف بلقب "شاعر الوطن" و"شاعر الحرية"، وينتمي إلى حركة العثمانيين الشباب. قدم آثارًا وأعمالًا متنوعة وهامة بين الشعر والمسرح والرواية والتاريخ والمقال. ويشتهر نامق كمال برواياته "الانتباه" و"وطن أو سلسترا". ويعد نامق كمال أول شخص يدخل الأدب الأوروبي إلى تركيا.

وُلِد نامق كمال عام 1840 بمدينة تكير داغ على بحر مرمرة. ودرس الابتدائية فيها، ودرس على شيخ الزاوية علي رضاء أفندي الذي أطلق عليه اسم "محمد كمال"، وبعد وفاة والدته عام 1848 قضى حياته بجانب جده عبد اللطيف باشا. ولم يستطع إكمال تعليمه بشكل منظم بسبب ظروف عمل جده الذي كان يعمل في أماكن مختلفة، وعمل على تحصيل العلم من خلال الدروس الخاص في منزله. وتعلم اللغتين العربية والفارسية. وبعد انتهاء عمل جده عاد معه إلى إسطنبول، وتمكن هناك من استكمال دراسته في مدرسة "بايزيد رشدية" في ثلاث شهور ثم في مدرسة "والدة " تسعة شهور.

وبسبب تعيين جده في ولاية قارص شمال شرق تركيا وعاش فيها سنة ونصف. وتعلم الأدب الديواني على يد "واعظ زادة سيد محمد آفندي"، وهو شاعر ومدرس في قارص. وفي عام 1854 عاد إلى إسطنبول، وعمل كاتبا في "غرفة الترجمة "التابعة للباب العالي". وتعلم الأدب العربي والفارسي. انضم إلى جمعية سرية مناهضة للحكم "جمعية العثمانيين الجدد" وبدأ بنشر المقالات والشعر في عدة جرائد.

وبسبب مقالة "المسألة الشرقية" التي نشرها في جريدة "تصوير أفكار"، أغلقت الجريدة وتم تعيينه معاونا لوالي ولاية أرضروم ولكنه بدلا عن الذهاب إلى أرضروم هرب مع صديقه "ضياء باشا" إلى باريس عام 1867 ومنها إلى لندن. وبعد عودته إلى إسطنبول أصدر جريدة "عبرت" عام 1872، وعارض الحكومة العثمانية، وبسبب مقالته التي هجا فيها الصدر الأعظم "محمد نديم باشا" ابتعد من إسطنبول وتم تعيينه متصرفًا في "غالي بولو" بجناق قلعة على بحر إيجة.

وكتب هناك مسرحية بعنوان "الوطن أو سلسترا" (Vatan yahut Silistre)، والتي تسببت عند عرضها بأعمال شغب، فاعتقل مع عدد من أصدقائه، ثم نُفِي إلى قبرص.

وبعد عودته إلى إسطنبول، وعند إعلان المشروطية الأولى عام 1876، قام السلطان عبد الحميد الثاني الذي تولى العرش بدلا من السلطان مراد الخامس الذي تم إسقاطه بعد 93 يوما من توليه الحكم بسبب إصابته بخلل عقلي، بتشكيل لجنة صياغة الدستور العثماني، وأصبح نامق كمال عضوًا فيها.

ولكن نامق كمال كتب شعرًا وهدد فيه السلطان عبد الحميد الثاني، وكان معناه؛ "شيء واحد، فكما حدث مع الثانية، يحدث مع ثالثهما تماما"، وأشار نامق كمال فيها إلى إسقاط السلطان عبد الحميد من العرش كما أسقط السلطان عبد العزيز والسلطان مراد الخامس قبله. وبعد ذلك اعتقل نامق كمال وأرسل إلى المنفى في جزيرة ميديلي.

واعتبارا من 1879 لمدة خمس سنوات بقي في جزيرة ميديلي، وتمكن في أثناء ذلك من منع حالات الهرب، وضاع من إيرادات الخزينة وفتحت عشرون مدرسة ابتدائية تركية.

وقد أَعدّ تقريرًا عن المشاكل التي يواجهها الأتراك الذين يعيشون في الجزر وقدمه إلى الباب العالي، وبفضل أعماله أهداه وسام "النيشان العثماني" عام  1882.  كما كتب مسرحية تاريخية، تكلم فيها عن جلال الدين خوارزم شاه آخر حكام الدولة الإسلامية، وتناول خلالها فكرة الاتحاد الإسلامي، وكافأه السلطان عبد الحميد بمرتبة "بالا". كما كافأه السلطان عبد الحميد بأعماله في جزيرة رودوس بنيشان الامتياز.

وبعد وفاة نامق كمال عام 1888 قام السلطان عبد الحميد بتعيين ابنه "علي كرم" ووالده "مصطفى عاصم بك" في قصره.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!