ترك برس

بعد إلغاء الخلافة العثمانية، أعلنت الجمهورية التركية وظهر حزب جديد بزعامة مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك تحت اسم "حزب الشعب الجمهوري" عام 1923، وجعل أتاتورك نظام الحكم في تركيا جمهوريا علمانيا يقوم على دستور علماني ويحارب الهوية التي كانت عليها الدولة العثمانية، ويمنع مظاهر الإسلام ويشرع القوانين ضدها.

في عام 1925 منع رفع الأذان وأداء الصلاة في أيا صوفيا، التي تعد رمزا لفتح القنسطنطنية على يد السلطان محمد الفاتح. وفي نفس العام قررت الحكومة التركية الجديدة بزعامة مصطفى كمال أتاتورك تحويل القرآن الكريم إلى اللغة التركية وقراءته بها بدلا من العربية بالرغم من اعتراض شيوخ الإسلام.

وفي فترة حكم عصمت إينونو، الذي جاء بعد أتاتورك، تم تحويل المساجد إلى إسطبلات أو بيعها. وفي قانون الموازنة العمومية الذي صدر عام 1927 وردت مادة متعلقة بما سُمي في ذلك الحين "مشكلة الجوامع في تركيا"، تقول المادة إن تركيا تملك الكثير من الجوامع، وأكثرها فائض عن الحاجة ولذا يجب إغلاق أو تدمير العديد من المساجد.

في عام 1928، ووفقا لهذا القانون تم تدمير المساجد في الكثير من المدن في تركيا مثل؛ توكات على البحر الاسود، وأماسيا وجوروم على البحر الاسود، وكوتاهيا في منطقة الأناضول الغربية، وأضنة في جنوب تركيا، واسكي شهير وسط تركيا.

واستخدم أيضا "مسجد كعبة" في مدينة توكات كمخزن لمدة عشر سنوات، ومسجد "علاء الدين" الذي بني بأمر من السلطان السلجوقي علاء الدين كيتوبات في مدينة جوروم كان سيهدم ولكن تم الاكتفاء بإغلاقه بعد اعتراض أهالي المدينة، و"مسجد جارشي" في مدينة قرشهير وسط تركيا تم إغلاقه لمدة أربع سنوات وحظر العبادة فيه. ودُمّر "جامع الأصفر" في ميدان بورصة بذريعة أن الصلاة لا تُقام فيه، وذلك على يد رجال الدرك عام 1939.

وقد استخدم "مسجد غوكسو "، الذي بني بأمر من زوجة السلطان مصطفى الثالث "السلطانة مهري شاه" قرب منطقة حصار بإسطنبول، كمقر لحزب الشعب الجمهوري، وذلك عقب القانون الذي صدر عام 1941 والمتعلق بالمساجد، ورُفع على مدخل المسجد علم الحزب. وكذلك "جامع علي ده ده" في مدينة أضنة، استخدم كمقر حزب الشعب الجمهوري لمدة سبع سنوات.

كما استخدم مسجد "علاء الدين" في قونيا وسط تركيا، ومسجد "محمد باشا" في غازي عنتاب جنوب تركيا كإسطبل لمدة طويلة. وتم تحويل مسجد "جديد مصطفى" في مدينة سيواس إلى السجن في فترة حكم حزب الشعب الجمهوري.

وظل مسجد "آغا" ومسجد "كاتب مصطفى جلبي" الذي يقع بمنطقة تقسيم في إسطنبول اعتبارا مغلقا منذ عام 1931، وفي عام 1941 بيع من قبل الدولة وتم تدميره، ومكانه شيد بناء من ثلاث طوابق.

ونشر القانون الذي أصدر عام 1935 لإغلاق وبيع المساجد والجوامع في 22 من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1935 في جريدة رسمية.

وقبل نشر هذا القانون، بيع مسجد "حجّي عزت باشا" ومسجد "مظبوت" في سيواس بقيمة 623.90 ليرة تركية، ومسجد "خديجة سلطان" بمنطقة الفاتح في اسطنبول بتكلفة 4996,45 ليرة تركية، ومسجد "ملحق لطفي بك" بتكلفة 800 ليرة تركية بعام 1927.

وفي فترة حكم حزب الشعب الجمهوري أغلقت المساجد بذريعة أنها فائض عن الحاجة، وكان الراتب الشهري للموظفين الأتراك 30 ليرة تركية في تلك الفترة، وبالرغم من ذلك طلبت السلطة التركية من إيطاليا صنع تمثال كمال أتاتورك وهو على قيد الحياة بتكلفة 90 ألف ليرة في عام 1930.

واليوم، دافع زعيم حزب الشعب الجمهوري اليساري كمال كلجدار أوغلو عن أعمال حزبه وسياسة مصطفى كمال أتاتورك وعصمت إينونو. وفي حديث له حول تحويل المساجد لإسطبلات يقول: "استخدمت المساجد كإسطبلات ومخازن بسبب عدم وجود مكان آخر".

تم تنفيذ جميع القرارات بمواقفة مصطفى كمال أتاتورك

يظهر على المسجد رمز حزب الشعب الجمهوري

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!