ترك برس

رأى خبراء أتراك أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أمريكا اللاتينية التي جرت خلال الفترة الممتدة بين 31 كانون الثاني/ يناير الماضي وحتى 4 شباط/ فبراير، وخاصة دول "تشيلي" و"بيرو" و"الإكوادور"، وسيلة مهمة لإحياء العلاقات الاقتصادية بين تركيا وتلك الدول، مشيرين إلى أن "الروابط القوية لتركيا مع دول أمريكا الجنوبية، يدعم سياسة انفتاحها".

وذكر المحلل السياسي التركي، أوكتاي يلماز، في تصريحات لقناة "تي آر تي"، أن "خيارات الانفتاح هذه، سواء كانت في أمريكا الجنوبية أو أفريقيا، تصب بشكل أساسي في تقوية التواجد الاقتصادي لتركيا وترسيخه، على اعتبار أن علاقات الصداقة والتعاون بين تركيا وتشيلي، على سبيل المثال، تدخل عامها التسعين".

وبحسب تقرير "تي آر تي" بهذا الشأن، فإن التجارة بين تركيا ودول أمريكا الآتينية، شهدت توسعًا كبيرًا، ووصل حجم التبادل التجاري إلى 10 مليار دولار أمريكي في عام 2014، وقامت تركيا بفتح العديد من السفارات والمكاتب الدبلوماسية في أنحاء المنطقة.

وذكر التقرير أن تاريخ العلاقات بين تركيا ودول أمريكا اللاتينية إلى القرن التاسع عشر، حيث حصلت موجات هجرة متعددة من الإمبراطورية العثمانية إلى أمريكا اللاتينية ابتداء من ستينيات القرن التاسع عشر وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى، وقد أطلق على هؤلاء المهاجرين الذين كانوا في أغلبيتهم عربًا تسمية "الأتراك" بسبب حملهم لجوازات سفر عثمانية.

وأوضح أن تركيا بدأت في إطار سياستها الداعية للانفتاح على دول العالم، والتي انتهجتها قبل ما يقارب العشر سنوات، باتباع سياسة خارجية فعالة حيال أمريكا اللاتينية من أجل تطوير علاقاتها مع دول هذه المنطقة في إطار السياسة الخارجية متعددة الأبعاد التي تتبعها.

ولفت أنه "في هذا السياق عقدت سلسلة اجتماعات في وزارة خارجية الجمهورية التركية في شهر أيلول/ سبتمبر من عام 1998 بمشاركة السفارات التركية لدى دول أمريكا اللاتينية وممثلي القطاعين العام والخاص التركي والقنصليات الفخرية لدول أمريكا اللاتينية والكاريبي لدى تركيا، وذلك من أجل تحديد كيفية تطوير العلاقات التركية مع دول أمريكا اللاتينية والكاريبي والمجالات التي يجب أن تشملها هذه العلاقات، ونتيجةً لهذه الاجتماعات تم إعداد “خطة العمل المتعلقة بأمريكا اللاتينية والكاريبي التي تعد بمثابة خارطة طريق للانفتاح السياسي والاقتصادي تجاه المنطقة".

وبحسب معلومات من وزارة الاقتصاد التركية، فإن حجم التبادل التجاري بين تركيا وتشيلي، بلغ 604.9 مليون دولار أمريكي، عام 2011، عقب بدء العمل رسميًا باتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، التي تم التوقيع عليها عام 2009، وشكّلت أهمية كبيرة آنذاك، لكونها أول اتفاقية تجارة حرة في أمريكا الجنوبية.

وبلغ حجم التبادل التجاري، بين البلدين، اعتبارًا من شهر نوفمبر/تشرين ثاني من العام الماضي، 418.5 مليون دولار أمريكي (166.6 مليون دولار منها صادرات، و251.9 مليون دولار واردات)، وتصدّر النحاس المكرر وسبائك النحاس قائمة الواردات التركية من تشيلي، فيما تصدرت الآليات المخصصة لنقل البضائع وقضبان الحديد والفولاز، قائمة صادراتها إليها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!