محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد التدخل الأمريكي الدامي واحتلالها للعراق توالدت اللحظات والأزمات لتصل ذروتها بالربيع العربي والانقلاب المصري وخروج تنظيم داعش للعلن وربط الأبعاد بين حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني وآخرها كان بالتدخل الروسي في المنطقة، لم تكن هذه الأحداث محض صدفة بل هي لعبة سياسية تشبه ما حصل قبل 100 عام، وكان وما زال العمل المشترك بين هذه وتلك هو الموقف التركي الصلب المعادي لهذه التحركات الأمر الذي عرضها للهجمات المعادية من كل حدب وصوب.

بدأ التدهور في العلاقات التركية الأمريكية الصامت من عام 2003 ووصل ذروته مع السكوت الأمريكي عن التدخل الإيراني والروسي في سوريا، وزادت هذه العلاقات غرابة زيارة مساعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكوباني التي التقى فيها بحزب الاتحاد الديمقراطي! ولا تتوقف هذه الغاربة عند هذا الحد بل امتدت وعلى سنوات طويلة عندما كانت أمريكا تزن حزب العمال الكردستاني بموازين مصالحها رغم كل العداء الواضح بين مبادئ هذا الحزب والقيم والمبادئ التي تدعي أمريكا بانها تدافع عنها.

ولنعلم حقيقة ما يحصل بين أمريكا وحزب العمال الكردستاني نقرأ ما جاء في كتابات عبد الله أوجلان في "الكلمة الثالثة" التي صدرت في تسعينات القرن الماضي من على جبال قنديل وقال فيها "إن الموقف الأمريكي والإسرائيلي لا يدعم السلام في المنطقة ولا يريد حل أزمة الأكراد، بل يريدون استمرارها من أجل إحكام سيطرتهم على العراق، واستخدامها أيضا من أجل الضغط على تركيا لتمرر مخططاتهم من خلالها".

ويشرح أوجلان سبب تصفية بعض القيادات السياسية في تسعينات القرن المنصرف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لرئيس الجمهورية أردوغان فيقول "لقد قامت أمريكا بتصفية تورغال أوزال ونجم الدين الربكان وبولنت أجاويد لأنهم كانوا يرون بالحل السلمي في الأزمات الكردية".

فيا تراه كيف سيكون رد أوجلان على عملية إغراق تركيا بالوحل السوري التي تقوم بها قيادة الحزب في قنديل بالتعاون مع الإدارة الأمريكية؟ غالبا سيرد ويقول "سيتم اللعب على التوازنات كما حدث في الحرب العالمية الأولى من أجل ضرب المكون العربي والتركي والإيراني والكردي بعضها ببعض حتى تشتعل الحرب فيما بينهم ولا تتوقف".

وماذا يا تراه يعتقد أوجلان فيما تقوم به أمريكا وروسيا عندما دعمت حزب لعمال الكردستاني وفرعه السوري من أجل حرب داعش؟ بعد وصف أوجلان للتنظيمات الإرهابية من أمثال القاعدة وطالبان وحزب الله بأنها تنظيمات مقنعة أنشاتها الاستخبارات قال "ما الذي ستعطيكم إياه أمريكا أيها الاغبياء؟ إنها تتاجر بدمائكم وتشتريه بأرخص الأثمان، تعطيكم واحدا وتأخذ عشرة".

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس