ولاء خضير - خاص ترك برس

تؤكد المعطيات والدلائل على أن التحالف الإسلامي السنّي، الذي تقوده تركيا والسعودية، أوشك على القيام بعملية عسكرية قريبة في سوريا، خصوصًا مع ارتفاع وتيرة التفجيرات الإرهابية التي تستهدف الداخل التركي، والتي كان آخرها، تفجير أنقرة مساء الأربعاء، والاتهام الذي وجهته الحكومة التركية، إلى عناصر وحدات الشعب الكردي، الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني!.

رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، صرح أن "الهجوم الذي شهدته أنقرة أمس الأربعاء، والذي استهدف حافلة عسكرية، تقل جنوداً أتراكا في ساحة "كيزيلاي"، نفذه عناصر من المنظمة الإرهابية في تركيا (حزب العمال الكردستاني) (PKK)، وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا (YPG)، وأضاف أن الشرطة التركية أوقفت 9 أشخاص، في إطار تحقيقها خلال تسللهم من سوريا، إلى الأراضي التركية.

وتَعد تركيا حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي (PYD)، وجناحه المسلح (YPG)، "منظمتين إرهابيتين"، لارتباطهما بالإنفصاليين الأكراد الأتراك، في حزب العمال الكردستاني (PKK)، المسؤول عن عديد من التفجيرات والعمليات، التي راح ضحيتها مواطنون أتراك، في أقاليم مختلفة من تركيا.

وكان قد أعلن حزب "الاتحاد الديموقراطي" الكردي (PYD)، وجناحه المسلح (YPG)، ما أسماه "الإدارة الذاتية الكردية"، في شمال سوريا.

ويزداد الوضع تعقيدًا، عند الحديث عن قصف الطيران الروسي للتركمان والمدنيين السوريين، وعن القيام بالمنطقة الآمنة التي تريدها تركيا، على الحدود السورية- التركية، والتي تهدف إلى إيجاد حل لمشكلة اللاجئين السوريين النازحيين، وبهدف محاربة تنظيم الدولة "داعش"، كما ستجبر دمشق على الإنخراط في محادثات سلام جادة، حسب وجهة النظر التركية.

وكان موقع "هافينجتون بوست" الإخباري الإمريكي، قد كشف عن محادثات عالية المستوى جرت بين السعودية وتركيا، بدعم قطري، لصياغة تدخل عسكري حاسم في سوريا، وإسقاط الأسد، وأنه من المتوقع، أن تقدم تركيا القوات البرية، مدعومة  بالغارات الجوية السعودية، لمساعدة وتدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة، ضد نظام الأسد.

وكان محللون أتراك، مقربون من حزب "لعدالة والتنمية" الحاكم، قد أشاروا إلى أن تركيا ودولًا عربية، كانوا ولا يزالون مستعدين للتدخل عسكريًا في سوريا، منذ بداية الأزمة، ولكن الولايات المتحدة، تضع كل ثقلها لمنع ذلك، حتى هذا اليوم.

وكانت تركيا دائمًا داعمة لفكرة الإطاحة بالرئيس الأسد، لكنها رفضت التدخُّل بشكل أكبر، من دون وجود حلف مع دولة عربية كبيرة كالسعودية، وكانت تركيا قد انتقدت التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يستهدف تنظيم "داعش"، بسبب عدم توسعة دوره،  دون أن يشمل ضربات من شأنها أن تزيح النظام السوري أيضًا.

كما كشف الموقع الإمريكي، بأن "الرئيس باراك أوباما، تمّ إخطاره بهذه المحادثات الجارية بين تركيا والسعودية، عن طريق أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، خلال زيارته لواشنطن، في الوقت الذي رفض فيه المتحدث باسم البيت الأبيض، التعليق على الموضوع".

وطالما تقاسمت الرياض وأنقرة، هدف تسليح معارضة الأسد، منذ الأيام الأولى للحرب الأهلية السورية، والتي مر على بدايتها أربع سنوات، لكن العلاقات بين القوتين توترت مرارًا، لأنهما وجدا نفسيهما على طرفي نقيض من الصراعات الإقليمية الأخرى .

إن المملكة العربية السعودية وتركيا، هما دولتان لهما تاريخ طويل من التنافس، إلا أنه وخلال الأشهر الماضية، شهدت تقاربًا ازاء الأوضاع المتفجرة في كل من سوريا والعراق، وبالتوازي مع تراجع العلاقات بين الجانب السعودي والمصري من جهةٍ أخرى، وكما تقاربت العلاقات بين البلدين، على المستويات الدبلوماسية، والعسكرية أيضًا.

وتتشارك السعودية وتركيا، برؤية أن الإطاحة برئيس النظام السوري بشار الاسد، هو أمر ضروري لإنهاء الأزمة السورية، وكما تنتقدان بشدة، دعم إيران وروسيا للنظام السوري.

وحول احتمالية دخول قوات برية سعودية إلى سوريا، عبر تركيا، قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو، إن هذا الأمر غير مخطط له الآن، فالسعودية ترسل الآن مقاتلات، لكن إذا اقتضت الحاجة لعملية برية سيتم إرسال جنود، وأكد جاويش أوغلو، أن السعودية وتركيا مستعدتان لخوض الحرب البرية، في أية لحظة لمحاربة تنظيم داعش.

ومع وصول الطائرات السعودية إلى قاعدة أنجيرليك الحربية في تركيا، دلالة واضحة على أن الرياض وأنقرة ودول أخرى، تستعد للقيام بعمل بري داخل سوريا، وكما يؤكد محللون سياسيون أن التدخل وشيك، لكن لن يكون بشكل منفرد، وإنما تحت مظلة دولية، وبقيادة أمريكية!.

ويذكر أن إنجرليك، هي قاعدة رئيسية لعمليات قوات التحالف الدولي، التي تقودها الولايات المتحدة، ضد تنظيم الدولة"داعش"، مع طائرات بريطانية وفرنسية وأمريكية، وتُشن غارات داخل سوريا، انطلاقا من هذه القاعدة، القريبة على الحدود السورية.

يحمل السيناريو مؤشرات على تدخل بري قريب، وقد يكون التدخل التركي- السعودي المحتمل داخل سوريا، يستهدف المناطق الحدودية فقط، والتي يتواجد فيها تنظيم الدولة "داعش"، دون استهداف لقوات بشار الأسد، ودون استهداف للطيران الروسي، وقد يقتصر في هذه المرحلة على تنظيم الدولة "داعش" دون غيره، كلها احتملات واردة، وبكافة القراءات والتحليلات، تدل على أن التدخل البري العسكري بات وشيكاً جداً، في ظل تعثر مسار الحل السياسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!