هلال قابلان – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

لقد بدأت  قوات التحالف منذ يومين بقصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية حسب زعمهم. أقول حسب زعمهم لأن قوات التحالف قصفت في اليومين الماضيين جميع مواقع المعارضة باستثناء مواقع قوات النظام السوري. ويؤسفني أن أقول بان القصف طال المدنيين أيضا.

في اليوم الأول من الغارات تم قصف مواقع أحرار الشام في مدينة ادلب. وبعكس ما تدعية وسائل الإعلام الأمريكية من قصف مواقع لتنظيم خرسان وداعش، فقد قصفت طائرات التحالف مواقع جبهة النصرة في مدينتي حلب وإدلب. كما تم قصف مواقع تنظيم الدولة في مدينة الرقة.

ونتيجة لهذا القصف فقد أربع وعشرون شخصا حياتهم من بينهم خمسة أطفال. وفي نفس اليوم كانت قوات النظام السوري قد قتلت ثمانية وعشرون شخصا بينهم أربعة أطفال.

لقد كانت قوات التحالف بالامس أكثر دقتا. حيث ركّزت ضرباتها على مواقع تنظيم الدولة في مدينة تل أبيض وكوباني.

إن دول المنطقة تقدم دعما كبيرا لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية. حتى أن هذا الدعم بلغ حدا إلى أن جعلت إعلام النظام السوري تروج بأن الولايات المتحدة وحلفاءها تساند القوات السورية في محاربتها للإرهاب في سوريا. تقوم الولايات المتحدة بإبلاغ الإيرانيين بالمواقع التي ستقصف قبل فترة من الزمن. فتخيلوا أي نوع من محاربة الإرهاب تجري الآن في سوريا.

إن الضغوطات على الدولة التركية بدأت تزداد بوما بعد يوم من أجل المشاركة في هذه الحملة. خاصة بعد النجاح في إنقاذ الرهائن الذين كانوا محتجزين لدى هذا التنظيم.

الموقف التركي من هذه الحملة مهم جدا. لأن تركيا تعتبر الدولة الوحيدة من بين دول الجوار التي وقفت إلى جانب المظلومين في سوريا والعراق. ولا ننسى امتداد الحدود السورية والعراقية مع تركيا، فهذا عامل مهم أيضا يزيد من أهمية الموقف التركي حيال هذه الحملة.

إنني لا أعارض التدخل العسكري ضد دولة يقودها نظام على رأسه رجل مثل بشار الأسد الذي ارتكب أفظع المجازر بحق الأبرياء. والذين يعارضون مثل هذا التدخل. والذين يقفون ضد هذه الحملة ويطالبون بحل دبلوماسي، لعلهم يأملون من بشار الأسد أن يعود يوما ما إلى صوابه ويكف عن قتل الأبرياء كما كان يأمل البعض من هتلر أن يكف عن مجازره.

هذه الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش كانت ضرورية على الرغم من أنها لن تستطيع القضاء على تقدم التنظيم بشكل نهائي. إلا أنها ربما تعيق تقدمها بعض الشيء.

أعتقد أنه لا يمكن القضاء على تنظيم داعش بالطرق العسكرية وحدها. لأن هذا التنظيم يستمد قوته من خلال استثماره مشاعر الذين تعرضوا للظلم من قبل النظام الأسدي. وبما أن القوات الأمريكية بدأت بشن حملة عسكرية ضد هذا التنظيم ولم تتعرض للأسد، فإن النسيج الاجتماعي الداعم لهذا التنظيم سيظل حيا ولن تستطيع قوات التحالف القضاء عليها بشكل نهائي.

ولنفرض أن قوات التحالف استطاعت أن تقضي على تنظيم الدولة بشكل نهائي. فما إن بقي الأسد في مكانه، فإن ظهور جماعات متشددة مماثلة لداعش سيكون أمرا لا مفر منه أبدا.

وإذا ما وافقت حكومة العدالة والتنمية على المشاركة في هذه الحملة من منطلق عدم السماح لقوات الأسد بالسيطرة على مواقع داعش، وكذلك من منطلق إقناع الدول الفاعلة في الساحة السياسية بإنشاء مناطق عازلة في سوريا، ومن باب الحرص على عدم تعرض مسيرة المصالحة في تركيا للركود. فإن عليها أن تعلن مسبقا عن كيفية هذه المشاركة ونوعيتها.

إن تصريحات مساعد رئيس الوزراء التركي "يالتشين أقدوغان" حول نوعية المشاركة التركية في هذه الحملة، تركت الباب مفتوحة لكل الاحتمالات. فمن الممكن أن تكون المشاركة التركية عن الدخول المباشر في الحملة العسكرية ومن الممكن أن تكون عن طريق تقديم الخدمات الاستخباراتية.

إننا على وشك الدخول لمرحلة حساسة جدا. فهل ستتمكن الحكومة التركية أن تأخذ دورها كما تخطط لها؟ هذا ما سنراه في الأيام القادمة.

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس