ترك برس

أعرب الأكاديمي في كلية الاقتصاد في جامعة إسطنبول أسير كاراكاس، عن اعتقاده بأن عرقلة اتفاقية التأشيرات مع الأوروبيين قد يكسب أردوغان شعبية أكبر، مشيرًا أنه "إن كان هناك إسلاموفوبيا في الغرب، فإن لدينا يوروفوبيا هنا، فيمكن لأردوغان أن يزيد من شعبيته في قطاعات معينة من المجتمع؛ لوقوفه في وجه الأوروبيين، ووضعهم في مكانهم".

ونقل الكاتب سراج شرما، في تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي"، عن كاراكاس إشارته إلى أن أردوغان سينجح في جعل الاتحاد الأوروبي يعزف لحنه، لأن أوروبا ترى في الهجرة قضية وجود تحتاج للحل بأي وسيلة"، مستدركا بأن هذه المقاربة قصيرة الأمد، وستضمن أن تصبح الهجرة مشكلة أكبر لأوروبا في المستقبل.

ويقول كاراكاس، "إن استعداد أوروبا لتجاوز مبادئها الأساسية على المدى القصير، للحصول على صفقة حول الهجرة، لن ينظر إليه باعتزاز مستقبلا؛ لأن وجود تركيا محدودة الديمقراطية وحقوق الإنسان وأكثر اضطرابا، سيعني المزيد من الهجرة إلى أوروبا في المستقبل"، حسبما أوردت صحيفة "عربي21" في ترجمتها للتقرير.

ويشير الموقع إلى أن استقالة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أزالت أي شك بأن أردوغان الآن يجلس على رأس نظام رئاسي تنفيذي، حتى وإن كانت دستورية ذلك قابلة للنقاش، حيث يقول العديد من المراقبين السياسيين إن أردوغان يريد الآن تطبيق نمطه من سياسة المواجهة التي ثبتت نجاعتها داخليا، على السياسة مع أوروبا.

ويقول الكاتب إن أردوغان يحاول جاهدا ألا تخرج تركيا خاسرة مرة أخرى في وجه ما يسميه "النفاق" الأوروبي؛ لإحساسه بالتخوف الأوروبي من تدفق اللاجئين، حيث جاء تعليق أردوغان في 6 أيار/ مايو ردا على مطالبة أوروبية بأن تقوم أنقرة بتعديل قانون مكافحة الإرهاب، وهو واحد من 72 معيارا يجب تطبيقها قبل الاتفاق على صفقة تتعلق بتأشيرات الدخول.

ويلفت التقرير إلى أن تركيا تعرف الإرهاب بأنه يتضمن الأنشطة السياسية غير العنيفة، ما يجعل الأشخاص يحاكمون بسبب القيام بالدعاية لصالح مجموعة إرهابية، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تعريف أدق، يجعل المحاكمة تحت هذا القانون أكثر صعوبة.

ويذكر الموقع أن صفقة التأشيرات ستسمح للمواطنين بزيارة منطقة "شنغن" لفترة بسيطة، دون الحاجة للحصول على تأشيرة، مشيرا إلى أن  مصادر مقربة من معسكر الرئاسة قالت للموقع إنه لا توجد معارضة للصفقة كاملة، لكن هناك عدم ارتياح لغموض التوصية بتعديل قانون مكافحة الإرهاب.

ويورد شرما أنه صدر يوم الاثنين، اليوم الأوروبي، رسالة عن الرئاسة التركية، تقول: "نشعر نحن في تركيا بأن الاتحاد الأوروبي بحاجة لإظهار موقف أقوى في مكافحة الإرهاب"، كما أشارت الرسالة إلى أن تركيا تعد الانضمام للاتحاد الأوروبي هدفا استراتيجيا.

ويقول الكاتب: "على أي حال، يبدو أن أردوغان وجد نفسه في وضع الفائز في الحالتين، فإن رضخت أوروبا لمطالبه فسيظهر أن نمطه السياسي فعال، وإن فشلت عملية المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي تماما فسيكسب مع قاعدته المحافظة، التي سترى في موقفه وقفة في وجه النفاق الأوروبي".

ويضيف شرما: "بالنسبة لأنقرة، فإن الصفقة، التي تم التوصل إليها مع الاتحاد الأوروبي في 18 آذار/ مارس، المتعلقة بعودة اللاجئين، واتفاقية الإعفاء من التأشيرة، واتفاقية الإعادة المتبادلة لعام 2013، كلها مرتبطة ببعضها، حتى وإن كان الاتحاد الأوروبي لا يريد أن يرى الأمر كذلك".

وينقل التقرير، عن مدير العلاقات الدولية في جامعة كالتشر في إسطنبول منصور أكغان، قوله: "كان أردوغان هو المتفوق طيلة الوقت، وما يحصل الآن هو أنه يحاول إرسال رسالة واضحة لأولئك الأوروبيين، الذين سعوا لتجاوزه، وسعوا أيضا لعرقلة محاولات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لعقد صفقة مع تركيا".

ويضيف أكغان للموقع: "الرسالة هي أن أردوغان هو المحاور الرئيس في ما يتعلق بعقد صفقة مع تركيا، لكني لا أظن أنه يريد أن يعرض الاتفاقية، التي تم التوصل إليها في 18 آذار/ مارس، للخطر".

ويستدرك الموقع بأن احتمال انهيار الصفقات التي عقدت مع الاتحاد الأوروبي كلها وارد، بحسب أكغان، الذي يقول إن مثل هذه النتيجة ستؤثر سلبا في كل من تركيا والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن فشل صفقة تأشيرات الدخول قد يكون له تداعيات سياسية محلية أيضا.

ويعلق أكغان قائلا: "كثير من المواطنين الأتراك عانوا من الصعوبات والإهانة في طوابير طويلة أمام القنصليات الأوروبية؛ للحصول على تأشيرات لسنوات عديدة وحتى الآن، ولن يكونوا راضين عن أردوغان إذا رأوا أنه المسؤول عن عدم تحقق هذه الاتفاقية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!