ترك برس

أشار نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين أق دوغان إلى أن التغيرات الأخيرة التي يمر بها حزب العدالة والتنمية والحكومة التركية غير متعلقة بالأشخاص وإنما هي أعمق من ذلك، وذلك في لقاء مع صحيفة خبر ترك. وقد أجرت اللقاء الصحفية "كوبرى بار"، وكان اللقاء كما يلي.

ـ بار: استيقظنا في صباح 4 أيار/ مايو وإذ هناك بوادر أزمة دفينة لم يكن يعلم عنها أحد، ولم يمض الكثير من الوقت حتى أطل رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" على وسائل الإعلام ليعلن أن الوضع لم يعد يحتمل ويجب الذهاب إلى مؤتمر استثنائي للهيئة الإدارية والتنفيذية للحزب، ما هي التطورات التي تسببت في إيصال الأمور إلى ذلك؟

ـ أق دوغان: المسألة غير متعلقة بالأزمة الحالية أو الأشخاص الحاليين، المسألة أعمق من ذلك، حيث كنا نحن، في حزب العدالة والتنمية، ندعو جميع الأحزاب إلى النظر في قضية تغيير النظام من البرلماني إلى الرئاسي، قبل وصول أردوغان وداود أوغلو إلى منصبهما. تركيا منذ انقلاب 12 أيلول/ سبتمبر وحتى الآن وهي تعاني من وقع نظام يحمل في طياته العديد من التناقضات، إذ كانت الحكومات دائمًا تعاني من تمرير القوانين والقرارات التي ترغب بسبب معارضة الرئيس الذي غالبًا ما يكون معارضًا فكريًا وسياسيًا للحزب الذي يشكل مرجع الحكومة. ما تم هو تأكيد من الرئيس رجب طيب أردوغان على ضرورة المُضي قدمًا نحو إرساء نظام رئاسي خالي من التناقضات وقادر على تنفيذ الكثير من القرارات دون انقسام بين السلطات، كما هو جاري الآن في النظام البرلماني.

ـ بار: ماذا عن قول داود أوغلو "لم يكن هذا الخيار بيدي؟"

ـ أق دوغان: لا يمكن الحديث عن أمور شخصية، هناك حاجة ماسة لتطبيق النظام الرئاسي، واستقالة داود أوغلو أتت في إطار تمهيد السبيل لذلك. كما أسلفت؛ الأمر غير متعلق بشخص داود أوغلو، فهو شخص وفي سطّر خلال فترة حكمه أروع الأمثلة التي يُحتذى بها من قبل جميع الأنظمة السياسية حول العالم.

ـ بار: كيف بدأت الأزمة وكيف تطورت؟

ـ أق دوغان: بعد إعلان الهيئة التنفيذية والإدارية للحزب سحب صلاحيات تعيين رؤساء الأقاليم من يد زعيم الحزب بالإجماع، هاتف داود أوغلو أردوغان، وحاول الاستفسار عن ماهية القرار وسببه، فأخبره أردوغان أن القرار كان مُلزما. في الحقيقة هنا علم داود أوغلو أن الأمر تم بناءً على رغبة قيادات الحزب في تسريع عملية تمهيد الطريق للنظام الرئاسي.

داود أوغلو عندما استلم الحزب اعتقد جازمًا بأن عهد إدارة أردوغان للحزب انتهت بالكامل، لذلك شرع في اتخاذ قرارات مستقلة، وبعض هذه القرارات تمخض عنها خلاف بين الطرفين، وعندما دعم أردوغان تلك الخطوة، لم يكن يقصد إزاحة داود أوغلو بالكامل عن زعامة الحزب، بل أراد أن يُثبت أن تركيا ماضية نحو طريق النظام الرئاسي "الحزبي"، ولكن داود أوغلو الذي يُعتبر من المستشارين الأوائل في حزب العدالة والتنمية، لم يتمكن من قبول الأمر بهذا الشكل وقرر الانسحاب من العملية السياسية، وجميعنا نحترم هذا القرار.

ـ بار: البعض يقول إن داود أوغلو تقلد الحكم بناءً على كسبه 49.5% من أصوات الشعب، وقد وعد الناس بالكثير وقام بتنفيذ جميع وعوده بلا استثناء، والآن البعض يرى أن "عزله" عن السلطة بهذا موقف "غير لائق" بحقه، بماذا تردون على هذه الأقاويل؟

ـ أق دوغان: لم يتم عزله، بل قرر داود أوغلو بمحض إرادته ترك المنصب، إذ رأى أن من الصعب إكمال المسير بهذا الشكل، ولكن كان يمكن له الاستمرار في قيادة الحزب، وكما رأيتم غادر منصبه بخالص الأدب والتقدير، وسيشهد التاريخ بأنه كان هناك رجل رجح المصلحة العامة على تمسكه بالمنصب، هذا الرجل كان يُدعى أحمد داود أوغلو.

ـ بار: كيف سيتم تعيين خليفة داود أوغلو؟

ـ أق دوغان: سيتم عن طريق التشاور وليس عن طريق تدخل أردوغان كما تدعي بعض وسائل الإعلام والأحزاب السياسية، وأود الإشارة إلى أن الشخص الذي سيعقب داود أوغلو سيكون رئيس الوزراء أيضًا، وسيقوم بتأسيس حكومته وفق تقديره، وليس وفقًا لتقدير الرئيس أردوغان، كما تزعم بعض وسائل الإعلام.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!