ترك برس

شهدت تركيا في الفترة الأخيرة تصاعدًا ملموسًا في قدوم السياح العرب الزائرين والمتملكين. وفي ذلك السياق، بيّن رئيس المنظمة العربية للسياحة "بندر الفهد" أن عدد السياح العرب الذين زاروا تركيا خلال عام 2015 بلغ 2.4 مليون سائح، مؤكّدًا أن تركيا حصلت من هذا العدد الهائل على ما قيمته 4 مليار دولار.

وفي سياق متصل، أوضح الصحفي لدى موقع الجزيرة ترك "غوراي أرفين"، في تقريره "بركة السياح العرب في إقليم البحر الأسود"، أن هناك اهتمامًا عاليًا وخاصًا طرأ لدى السائح العربي فيما يتعلق بزيارة منطقة إقليم البحر الأسود والاستملاك فيها، مبينًا أن الكثير من السياح العرب، خاصة الخليجيين، أصبح لديهم بيوت وأراضي ومصايف في منطقة البحر الأسود لا سيما في مدينة طرابزون.

ووفقًا لأرفين، فإن عددًا من السياح العرب القادمين من الأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت ومصر وقطر والأردن أصبح لديهم مسكن في منطقة شرق البحر الأسود، خاصة في مدن طرابزون وريزا وأرتفين وأوردو وغيرسون، مشيرًا إلى أن الجمال الطبيعي الخلاب والجو المعتدل هما العناصران الأساسيان اللذان يجذبان السياح العرب إلى المنطقة.

يقول "ماجد العبادلي" وهو سائح عربي مقيم بشكل مؤقت في مدينة طرابزون، إنه يأتي وعائلته إلى تركيا منذ 20 عامًا، موضحًا أنه قدم إلى طرابزون هذا العام لأول مرة، وقد انبهر جدا بالجمال الساحر الذي تتمتع به بحيرة أوزونغول. ونوه العبادلي إلى أن المواطنين الأتراك على درجة عالية من الحفاوة والكرم على الرغم من أن اللغة تشكل عائق في تواصلنا مع سكان المنطقة.

السعوديون الأكثر تملكًا في المنطقة

أعلنت ولاية مدينة طرابزون أن عدد السياح العرب الذين قدموا إلى مدينة طرابزون منذ 11 عامًا بلغ ما يقارب 1081 سائح، وقد بلغ عدد العقارات التي حصل عليها السياح العرب 1271 عقار.

وكشفت الولاية، في تصريح للجزيرة، أن السعوديين هم الأكثر تملكًا للعقارات في المنطقة بين السياح العرب.

وذكر "عبد الرحمن الساجد" أحد السعوديين أصحاب العقارات في طرابزون للجزيرة، أنه أحب سكان منطقة طرابزون ورأى أنها منطقة جميلة للإقامة، فأقدم على شراء بيت هناك، موضحًا أنه يحب الجو المعتدل الماطر بشكل خفيف.

بيع العقارات يشهد حيوية عالية

تشير القاعدة الاقتصادية إلى أن الطلب يولد العرض، وبناء على هذه القاعدة انتعش قطاع بيع العقارات في إقليم البحر الأسود نتيجة للطلب المرتفع النابع عن رغبة السياح العرب في امتلاك عقارات في الإقليم.

وقد أظهرت الإحصاءات الخاصة بولاية طرابزون بأن عدد متاجر بيع العقارت شهد ارتفاعًا ملموسًا مؤخرًا، كما أن الوكالات السياحية ارتفعت من 53 إلى 114 وكالة.

يقول "كمال الدين يغيت" مدير العمليات في إحدى الوكلات السياحية: إن الطيران المباشر من الرياض وجدة إلى طرابزون لعب دورًا كبيرًا في زيادة أعداد السياح القادمين إلى المدينة، ويفضل السياح العرب استئجار السيارات الخاصة ويرغبون بالتجول في كافة المناطق والأماكن الجميلة، وهذا ما يجعل عائدنا أكبر مقارنة بالرحلات السياحية التي تسهدف سائحين من جنسيات أخرى.

بلدية طرابزون "السياح العرب تركوا لنا 1.3 مليار دولار خلال عام 2015"

من المميزات الجلية التي يمكن أن يلاحظها السائح الذاهب إلى إقليم منطقة البحر الأسود هي كتابة اللغة العربية على اللوحات والإشارات العامة كلغة ثانية تأتي بعد اللغة التركية، كما اتجهت بلدية طرابزون إلى تقديم الخدمات أدناه لتفعيل قطاع السياحة فيها:

ـ تنظيم دورات لغة عربية لتسهيل تعامل التجار مع السياح العرب، وحسب البلدية فإن 135 تاجرًا حصلوا على شهادة للغة العربية خلال عام 2015.

ـ رفع مستوى الخدمات الخاصة بالغابات والسواحل.

وحسب بيانات دائرة العلاقات العامة والإعلام في بلدية طرابزون، ارتفع عدد السياح العرب من 30 ألف خلال عام 2010 إلى 410 آلاف عام 2015.

وتشير البيانات أيضًا إلى أن متوسط بقاء السياح العرب في تركيا كان 1.4 يوم خلال عام 2010، ولكن مع ارتفاع هذا المعدل إلى 8 أيام بحلول عام 2016 يُتوقع أن يتم فتح 16 فندقًا جديدًا وهذا ما يعني فرص عمل جديدة للكثير من المواطنين الأتراك.

ويُذكر أن مدينة ريزا تحتل المرتبة الثانية بعد طرابزون من حيث عدد السياح العرب الوافدين إليها، ففي حين كان تعداد السياح العرب 25 ألفًا عام 2010 وصل إلى 41 ألف بحلول عام 2016.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!