ترك برس

رغم مرور أربعة أيام على الإعلان عن اتفاق المصالحة بين إسرائيل وتركيا، ما زال الاتفاق وتداعياته يحظى باهتمام واسع في الشارع الإسرائيلي ما دفع صحيفة هارتس وموقع والا الإخباري إلى إرسال مراسلين لهما إلى تركيا لتغطية ردود الأفعال لدى الشعب التركي على الاتفاق.

يانيف كوبوفيتش مراسل هآرتس الذي تجول في أحياء إسطنبول ذهب إلى أن غالبية الشعب التركي يؤيدون الاتفاق مع إسرائيل لحسابات سياسية فقط، ولكنهم يولون أهمية كبرى للمصالحة مع روسيا لحسابات اقتصادية في المقام الأول.

وكتب كوبوفيتش إنه على النقيض من التصور السائد في إسرائيل بأن على الأتراك أن يتمسكوا بشدة باتفاق المصالحة مع إسرائيل، فإن الشعب التركي يتطلع إلى عملية المصالحة بين حكومتهم وبين الحكومة الروسية. قد يعود الإسرائيليون إلى فنادق أنطاليا، ولكن عودة الدفء إلى العلاقات مع تركيا أهم بالنسبة للأتراك، وعندما يوجه إليهم السؤال يردون بأنه لا يمكن المقارنة بين المصالحة مع إسرائيل والمصالحة مع روسيا.

وتقول هانيفا يلديز سيدة أعمال تركية، وصاحبة شركة كبيرة لتجارة المنسوجات، وعضو في غرفة تجارة إسطنبول إن تحسن العلاقات مع روسيا له أهمية كبيرة تفوق أهمية تحسنها مع إسرائيل بالنسبة لرجال الأعمال الأتراك.

وتضيف يلديز إن القطيعة بين تركيا وإسرائيل كانت قضية سياسية وأمنية وليست اقتصادية، فالقطيعة مع إسرائيل لم تؤثر في الاقتصاد المحلي، بخلاف القطيعة مع روسيا التي هزت قطاعات كاملة في الاقتصاد التركي. فمنذ حادثة إسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أغلق 2000 فندق، وارتفعت أسعار الغاز والنفط، ولذلك فلدى الأتراك حاجة أساسية لاستئناف العلاقات مع روسيا.

ولفت المراسل الإسرائيلي النظر إلى الانتقادات التي وجهت للاتفاق من المعارضة التركية ومن عائلات ضحايا أسطول الحرية، لكنه أشار إلى أن غالبية الأتراك تؤيد الاتفاق لاعتبارات سياسية. ومع ذلك لا يتوقع أن يغير الأتراك نظرتهم إلى إسرائيل ما دام أردوغان يحكم تركيا. وفي هذا الصدد تقول شابة إسرائيلية تعيش في تركيا وتعمل في تصدير المنسوجات إن انتقاد إسرائيل في تركيا صار أمرا روتينيا، وهناك توافق في الشارع التركي على كراهية إسرائيل. ولن يحدث تغيير في النظرة إلى إسرائيل بعد هذا الاتفاق أو غيره، مضيفة أنه جرت في السنوات الأخيرة محاولات يومية لتشويه صورة إسرائيل وإبراز ما تفعله في غزة.

وفيما يتعلق بموقف الشعب التركي من أردوغان بعد توقيع الاتفاق قال المراسل الإسرائيلي إن أردوغان يحظى بتأييد واسع في الشارع التركي، وينقل عن شاب تركي علماني يقيم في إسطنبول إنه "لو أقيمت الانتخابات في تركيا في الوقت الحالي، لفاز أردوغان بأغلبية أكثر من التي حصل عليها في الانتخابات السابقة، فمن رأى أولاده يتجمدون من البرد في الشتاء، هو الوحيد الذي يدرك ما فعله أردوغان من أجل هؤلاء الناس".

وأضاف المراسل الإسرائيلي أنه على الرغم من الانتقادات التي توجهها منظمات حقوق الإنسان إلى أردوغان، فإن الأتراك لن ينسوا ما فعله أردوغان من أجلهم، فقد وزع الطعام على المحتاجين من أموال الدولة، واهتم بأن يتمكن كل مواطن تركي من علاج أبنائه بالمجان في المستشفيات، وهدم المباني القديمة غير الصالحة للسكن، واستبدل بها مساكن جديدة.

أما مراسل موقع والا الإخباري موشيه شطاينماتس، فقد تجول في حي فينير في إسطنبول في أعقاب التفجيرات الإرهابية في مطار أتاتورك كي يتعرف على موقف سكانه من إسرائيل ومن الغرب.

المراسل الإسرائيلي وصف الحي بأنه معقل للمؤيدين لداعش نظرا لطبيعة السكان المتدينة، "فالنساء يرتدين الحجاب، وهو أمر لم يكن موجودا قبل 15 عاما،ولا تجد امرأة ترتدي سترة ضيقة، والمطاعم والمقاهي فارغة أو مغلقة في نهار رمضان على عكس باقي أحياء إسطنبول".

نجدت بحار متقاعد في التاسعة والستين من عمره قال للمراسل الإسرائيلي إنه كان على علاقة طيبة مع اليهود الذين نشأ معهم في الحي، كما زار إسرائيل عدة مرات، لكن علاقته بأصدقائه اليهود انقطعت منذ حرب حزيران/ يونيو 1967 ، فقد أدرك أن الإسرائيليين يكنون كراهية عميقة للمسلمين عموما وللشعب التركي خصوصا.

وفيما يتعلق بالاتفاق الذي أنهى قطيعة سياسية استمرت ست سنوات مع إسرائيل قال نجدت "كان يجب عليكم أن تدفعوا أكثر من 20 مليون دولار على ما فعلوه، لقد أرسلتم جنودكم لقتل أبرياء على متن السفينة". وعندما سأله المراسل ما إذا كان ذلك مرتبطا بعمله السابق بحارا أجاب نجدت بأن الأمر مسألة أخلاقية وليس مسألة قومية، فنتنياهو يرسل جنوده ليقتلوا، أنتم دولة صغيرة، وبدلا من أن ترسلوا أطفالكم إلى المدارس تجندونهم في الجيش.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!