ترك برس

رأت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، أنه بالرغم من أن الروس لم يعبروا صراحة عن تغيير في سياستهم تجاه الأكراد، إلا أن ذوبان الجليد في العلاقات مع تركيا سيكون أخبارا سيئة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

وأشارت الصحيفة إلى قول وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف: "لسنا مختلفين بالضرورة حول من نطلق عليهم إرهابيين، ومن لا نطلق عليهم ذلك".

جاء ذلك في تقرير نشرته "ديلي تلغراف" حول أبعاد التقارب التركي الروسي، والتغيرات المرتقبة في سياسات البلدين، بعد عودة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها، قبل أزمة إسقاط الجيش التركي لمقاتلة روسية عند الحدود مع سوريا، ويكشف التقرير عن أن كلا من تركيا وروسيا تتطلعان "للتنسيق" في إدارة الأزمة السورية، واصفا هذا التنسيق بالتحول المهم، الذي قد يكون ضربة للجهود الغربية الرامية للإطاحة بنظام بشار الأسد.

وينقل التقرير، الذي ترجمته صحيفة "عربي21"، عن لافروف، قوله إن الطرفين سيستأنفان التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بعد ظهور أدلة تشير إلى وصول منفذي الهجمات على مطار اسطنبول من مناطق القوقاز في روسيا.

ويورد التقرير، نقلا عن الشرطة التركية قولها إن المهاجمين الثلاثة جاؤوا من روسيا وقيرغستان وأوزبكستان، مشيرا إلى أن الهجوم أدى إلى مقتل 44 شخصا، حيث ذكرت الشرطة أن العقل المدبر للعملية هو أحمد تشاتاييف، الذي شارك في الحرب الشيشانية الثانية ضد روسيا، وتعتقد السلطات الأمنية الروسية أنه يتولى منصبا بارزا داخل تنظيم الدولة.

وتلفت الصحيفة إلى أن محادثات يوم الجمعة كانت أول لقاء رفيع المستوى، بعد تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعادة العلاقات التجارية، والتعاون في عمليات مكافحة الإرهاب، بعد انقطاع دام تسعة أشهر.

وينوه التقرير إلى أن توتر العلاقات بين البلدين كان في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، عقب إسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية من نوع "سوخوي-25"، دخلت الأجواء التركية أثناء قيامها بغارات داخل سوريا، ما أدى إلى مقتل طياريين كانا على متنها، وجرح آخر، مشيرا إلى أن روسيا ردت بفرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية، ومنع الرحلات التجارية من السفر إلى تركيا، وحظر استيراد الخضار والفاكهة التركية، حيث يتوقع رفع الحظر في الأسابيع المقبلة.

وتفيد الصحيفة بأن روسيا وتركيا دعمتا الأطراف المتضادة في الحرب، حيث دعمت أنقرة بشكل مفتوح المعارضة التي تقاتل للإطاحة بنظام بشار الأسد، فيما دعمت موسكو النظام السوري، مستدركة بأن مخاوف تركيا من ولادة دويلة كردية على حدودها جعلها تغير مواقفها تجاه النظام السوري.

وينقل التقرير ما تحدث به أحد مسؤولي حزب العدالة والتنمية الحاكم لوكالة أنباء "رويترز"، قائلا: "في نهاية المطاف، فإن الأسد قاتل، ويقوم بتعذيب شعبه، ولن نغير موقفنا منه، لكنه لا يدعم الحكم الذاتي الكردي، فقد لا نحب بعضنا، لكننا في هذا الموضوع نتبنى السياسة ذاتها".

وتستدرك الصحيفة بأنه بالرغم من ذلك، فإن مسؤولا حكوميا أخبر "ديلي تلغراف" أنه "لا تغيير في السياسة التركية تجاه سوريا"، وقال: "نعتقد أن تعاونا وثيقا بين تركيا وروسيا قد يساعد في معالجة الوضع في سوريا"، وأضاف المسؤول: "لا توجد خطط حقيقية للتعاون في الوقت الحالي".

وبحسب التقرير، فإن قوات حماية الشعب، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، حظيت بدعم عسكري من الولايات المتحدة ومن روسيا أيضا، حيث سمحت السلطات الروسية لممثلين عن "روجوفا"، وهو الاسم الذي يطلقه الأكراد على منطقة شمال سوريا، بافتتاح مكتب لهم في العاصمة الروسية موسكو.

وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة اقترحت على روسيا خطة للتعاون الأمني في سوريا ضد تنظيم جبهة النصرة، الذي يعد الفرع السوري لتنظيم القاعدة، حيث كان التحالف هو ما ترغب روسيا بتحقيقه، لكن الولايات المتحدة رفضت في السابق عروض موسكو المتكررة للتعاون ضد الجهاديين.

جدير بالذكر أن بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية، بدأت عقب إرسال الرئيس التركي رسالة إلى نظيره الروسي، الأسبوع الماضي، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، "إنَّ إعادة تأسيس الحوار بين تركيا وروسيا، مهمة لمستقبل سوريا، من ناحية تجنب حدوث أي تطورات سلبية، وتحقيق وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!