هاشمت بابا أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

قد ينغص الموضوع الذي سأتحدث عنه فرحتنا بالعيد، لكن هناك من نغص فرحتنا أصلا بصورة أكبر، مثل تفجيرات بغداد التي تسببت بمقتل 250 شخص في يوم وقفة العيد، وكذلك الهجمات التي استهدفت المسجد النبوي الشريف وقف الإفطار، وقبلها تفجيرات مطار أتاتورك الدولي.

فرحة العيد لن تنسينا تفاصيل من قام بهذه الهجمات وتحليل الأسباب التي تدفعهم للقيام بذلك، ولهذا دعونا نلقي نظرة عامة من جديد حول الأحداث التي تجري في المنطقة.

لا نريد الآن الحديث من جديد حول "سيكولوجية داعش وذهنيتها"، فهناك من مدوني الاسلاموفوبيا، مثل دونالد ترامب وإتيان مهتشوبيان، تحدثوا بصورة كافية عن هذا الموضوع. ولا شك أنّ هناك أسباب سيكولوجية تدفع الأشخاص للقيام بمثل هذه الأعمال، لكن الثابت والواضح أنّ داعش عبارة عن منظمة تخدم مشروع ما.

لقد وصفت داعش منذ سنوات طويلة بأنها "مفتاح انجليزي"، لأنها تتلاءم مع أي "برغي"، وفق ما يُلقى عليها من مهام.

تذكروا، كيف أنّ داعش استهدفت كوباني لتؤثر بذلك على السياسة التركية، وإحداث تغييرات لا رجعية في ديمغرافية شمال سوريا.

تذكروا، كيف أنّ داعش كانت أداة مثالية للقوى التي أرادت سحب وجر روسيا إلى سوريا، وعندما جاءت روسيا لم تقصف داعش، وإنما واجهت قوى المعارضة السورية، وقتلت الأطفال والمدنيين.

تذكروا، كيف أنّ داعش قامت بقتل  21 مصريا في ليبيا، في نفس الفترة التي فقد فيها السيسي هيبته وبدأ عرشه يهتز، لتنقذه داعش ويصبح بطلا يريد محاربة الإرهاب.

لكن الوضع الآن أكثر جدية ومغاير تماما!

لأنّ الذين كانوا يعتبرون الحرب الأهلية في سوريا بأنها عبارة عن "حرب وكالة"، أصبحوا يتحدثون عن أنّ داعش تعمل لتحقيق غاية أخرى. ولنتذكر، كيف أنّ "حربا عالمية" من الممكن أنْ تتفق فيها روسيا وأمريكا في سوريا؟ لا يوجد اليوم جيش للأسد، وإنما هناك قوات روسية وميليشيات إيرانية وشيعية تقاتل باسم النظام السوري. أما إيران، فأصبحت تُعتبر الحليفة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.

وهذا يعني أنه علينا إعادة النظر في طريقة تقييمنا لما يجري، ونستطيع القول بأنّ الخطة تسعى إلى إحداث حرب أهلية خليطة بين حرب "سنية، سلفية، شيعية" و"حرب الدول الإسلامية"، وهذا يجعل الإنسان يتساءل:

هل ستكون المملكة العربية السعودية هي الدولة المفصلية في المرحلة المقبلة، وداعش مفتاحها؟

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس