ترك برس

قال الرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري برهان غليون، إنّ أزمة تركيا مع الولايات المتحدة الامريكية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، ساهمت في جعل أنقرة لا تتقيد بالقرارات الأميركية وزادت من دعمها للمعارضة المسلحة حتى لا تخسر معركة حلب.

جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج "في العمق" على قناة الجزيرة القطرية، الذي تناول الخيارات القادمة في سوريا بعد المعركة التي يخوضها المواطنون السوريون في حلب ضد روسيا والولايات المتحدة والنظام الإيراني وفروعه في دمشق وبيروت.

ووصف غليون ما جرى في حلب بأنه إنجاز سياسي وعسكري بكل معنى الكلمة، ومنعطف للحرب التي تجري على الأرض السورية، قائلا "إذا نظرنا إلى الخمسة أشهر التي سبقت المعركة فقد كان هناك مخطط من قبل النظام والإيرانيين والروس لحصار حلب والسيطرة على الأحياء المحررة بهدف سحق الثورة السورية والقضاء على المقاومة المسلحة وفرض الأمر الواقع على السوريين بكل معنى الكلمة".

وشدد غليون على أن هذا النصر ثمرة تعاون الثوار على الأرض، وارتفاع حلفائهم إلى مستوى المسؤولية، مشيرا إلى أن مخطط النظام دفع فصائل المعارضة إلى التوحد لأن مصيرهم بات مهددا.

وحول مدى تغير الموقف الدولي أشار غليون إلى أن الموقف الدولي يتوقف أساسا على ميزان القوى على الأرض، وما حدث في معركة حلب هو ضربة معنوية هائلة في العمق لمليشيات النظام وحلفائه، حيث أظهرت مدى ضعفهم لأنهم مكثوا عامين كاملين للاستيلاء على مربع  الكاستيلو، بينما استطاع تحالف المعارضة في سبعة أيام كسر الحصار وفي طريقه إلى تحرير أحياء جديدة.

وأوضح أن غالبية دول العالم كانت تعتقد أن سوريا بها قوتين رئيسيتين هي النظام وحلفاؤه وتنظيم الدولة الإسلامية الذي يحتل أجزاء كبيرة من الأراضي السورية، وأن الثوار والجيش الحر قوة ضعيفة لا يحسب لها حساب، أما اليوم فقد برزت قوة عسكرية ذات وزن كبير قادرة على ضرب النظام وداعش.

من جانبه، أشار الباحث في المركز العربي للأبحاث حمزة مصطفى إلى أنه على هامش هذه معركة حلب حدثت معركتان رئيسيتان: الأولى في ريف حلب الشمالي عندما أطلقت روسيا حملة عسكرية لمعاقبة تركيا على إسقاط مقاتلة روسية بمشاركة إيران ووحدات الحماية الكردية بهدف فصل الحدود السورية التركية بشكل كامل، حيث وصلت المليشيات الكردية إلى مشارف إعزاز، مما أدى إلى تدخل تركي محدود عبر القصف المدفعي أوقف التقدم الكردي.

أما المعركة الثانية فقد شنتها إيران ومليشياتها المختلفة في ريف حلب الجنوبي، وكانت تهدف إلى إجهاض تجربة جيش الفتح بعد سيطرته على إدلب من ناحية، وأيضا السيطرة على طريق حلب-إدلب الرئيسي، وفك الحصار عن نبل والزهراء.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!