ترك برس

روى بن علي يلدرم رئيس الوزراء التركي، بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد،  في إحدى المدارس التابعة لولاية أرزينجان، قصتين إحداهما مؤثرة، وأخرى مضحكة، هدف من خلالهما إلى لفت انتباه الطلاب إلى المصاعب التي مرت بها الأجيال السابقة.

وروى يلدرم بعد أن أعلن بدء العام الدراسي الجديد، وخلال الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة، قصة مؤثرة، جاءت كما يلي:

"كانت الإمكانيات في زماننا محدودة للغاية، لم تكن المدراس جميلة كما في يومنا هذا، والمعلمون لم يكونوا كما في يومنا الآن، كنا في الصف الثاني الابتدائي، وكان عندنا معلم اسمه جازم، كان كبيرا في السن، وكان يقول لنا: "أيها الأطفال اقرؤوا واكتبوا وادرسوا"، ويكتفي بذلك، في أثناء توزيع الجلاء، جاءنا مفتش، وبدأ يسألنا، ولا أحد منا يجيب عن أسئلته، حينها بدأ المعلم جازم يتصبب عرقا، وعندما لاحظ المفتش ذلك، سألنا: أين يبيض الديك في الماء ام فوق القش؟ فأجبنا بفم واحد فوق القش، عند ذلك فرح المعلم جازم لأننا عرفنا الإجابة، فقال المفتش: عندما يكون السؤال سهلا تعرفون الإجابة، وعلى أساسه أحيل حينها المعلم جازم إلى التقاعد، وحزنا كثيرا عليه، كنا عندما نذهب إلى المدرسة، ويبدأ الدرس ببساطة يطرق أبي الباب، ويمدّ رأسه إلى الداخل، ويقول للمعلم: هل بإمكانكم أن تأذنوا لإبني بالذهاب معي إلى الأرض ليساعدني في زرع البذور؟ عندها لا يمكنني أن أصف المشاعر التي تحيط بالإنسان.

وانتقل يلدرم بعدها إلى رواية القصة الثانية التي حدثت معه، عندما ناب ذات يوم عن زوجته سميحة التي كانت تعمل كمعلمة، بعد أن اضطرت للغياب بسبب وعكة صحية، فقال: "ذات يوم مرضت زوجتي سميحة التي كانت تعمل كمعلمة في إحدى المدارس، فقررت أن أذهب نيابة عنها، لكي أعطي الحصة الدرسية، دخلت إلى القاعة الدرسية التي تدرّس عادة فيها زوجتي، فتفاجأت بـ "الضجيج، والصياح، والقفز من فوق الطاولة" فصحت بهم صوتا، لم يلتفت أحد منهم إلي، صحت مرة ثانية، لم يتغير شيء، إلى أن أمسكت بأحد الطلاب ورفعته إلى الهواء، عندما رأى الآخرون ذلك صمتوا، فأنهيت حينها الحصة الدرسية بصعوبة، وفي نهاية الدرس جاءني المدير وقال لي: "أشكرك جزيلا، ولكن لو أنك لم تأت ومرت الحصة فارغة لكان أفضل".

يذكر أن تركيا بدأ عامها الدراسي الجديد أمس، إذ بلغ عدد الطلاب الذين التحقوا بالمدارس 18 مليون طالب، فيما بلغ عدد المعلمين مليون.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!