كيليتش بوغرا كانات - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

سيدخل الرئيس الأمريكي القادم مكتبه مواجهًا تحديات كبيرة في العلاقات مع تركيا. وعلى الرغم من التحالفات القوية تحت مظلة حلف شمال الأطلسي والشراكة في التحالف محاربة داعش، التي دخلت مرحلة جديدة عبر العمليات العسكرية المشتركة الأخيرة مع القوات الخاصة التركية ووحدات الجيش السوري الحر، شهد البلدان في السنوات الأخيرة توترات كبيرة في علاقاتهما. بعض من هذه المشاكل أعم وأكثر هيكلية، متصلة بعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها.

وقد أدت السنوات القليلة الماضية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة إلى الشك بين حلفاء الولايات المتحدة، بخصوص الأهداف الأمريكية في مختلف المناطق والتزاماتها في التحالفات والشراكات. وعلى الرغم من التطمينات اللفظية المتكررة من صناع السياسة الخارجية للولايات المتحدة، هناك أسئلة كثيرة جداً والكثير من التوتر وعدم وضوح كافي في علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها.

كثيراً ما تم الاستشهاد واستخدام بيانات: مثل "تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها" أو "ترمي الولايات المتحدة بأي حليف تحت الحافلة"، لتفسير العلاقات مع الحلفاء، الذي ولد شعور لدى الحلفاء بأن الولايات المتحدة لا تحترم ولا تتفهم مخاوفهم ومشاكلهم داخل مناطقهم. وبشكل أكثر تحديدا، تظهر تصريحات الرئيس أوباما ومسؤولون في الإدارة في المقابلات الأخيرة هذه اللامبالاة وفقدان الإحساس، وفي بعض الحالات، النفور من مخاوف حلفاء الولايات المتحدة. كما تعمق تعليقات مصورة الحلفاء كأعباء و"ركاب حرين" شعور عدم الثقة في الولايات المتحدة، ويمكن أن يكون لها تأثيرات طويلة الأمد على الولايات المتحدة في هذه البلدان.

أيضًا لهذه الأزمات العامة - الخاصة بحلفاء الولايات المتحدة - آثار خطيرة على العلاقات الأمريكية-التركية. في التحليل التالي، سنسرد ونناقش المشاكل الناتجة عن هذه الأزمات في التحالف بين الولايات المتحدة وتركيا. يلقي كل من عدم والوضوح وعدم الاكتراث لقلق تركيا، وعدم الاستعجال في الاستجابة للأزمات الخطيرة في تركيا وعدم تقدير الصدمة في تركيا بعد محاولة الانقلاب بآثارهم على العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفاء تقليديين آخرين أيضًا.

بالنسبة لإدارة هدفت في البداية إلى التحدي والتخلي عن الأحادية العائدة لسنوات بوش، فإن الوضع الحالي هو نتيجة مثيرة للاهتمام. على الإدارة القادمة التفكير في هذا الجانب للسياسة الخارجية، وعليها توضيح موقفها ودورها في النظام الدولي، وتفسير توقعاتها للحلفاء. سواءً في "تقاسم العبء" أو في توازن العلاقات الإقليمية، يجب على الإدارة الأمريكية إعادة هيكلة العلاقات مع الحلفاء عن طريق تدابير بناء الثقة والشروط التفاوضية لعهد جديد في علاقات التحالف.

وستكون هذه أيضًا خطوات مهمة لتحسين العلاقات المتدهورة مع تركيا.

سيواجه الرئيس القادم للولايات المتحدة أو فريقه/ فريقها في السياسة الخارجية والأمن أسئلة ومخاوف بشأن هذه القضايا من نظرائهم في تركيا. للتغلب على هذه التحديات ولتحسين العلاقات مع تركيا - الحليف المهم في حلف شمال الأطلسي في محاربة داعش - يجب أن تكون الأولويات المهمة التي تحتم على الرئيس القادم اتخاذ العديد من الخطوات لتعزيز العلاقات القائمة مسبقاً، وتعزيز الثقة المتبادلة.

تقوية حلف شمال الأطلسي وتحسين العلاقات الدبلوماسية هي من الخطوات الهامة التي يجب اتخاذها. يتطلب مقياس الدبلوماسية العامة للعلاقات أيضا المزيد من التعزيز. ثانيًا، يجب أن تكون بعض القضايا ثابتة أو مستقرة حتي يتثنى الشروع بعلاقة عمل. الخلاف أو عدم والوضوح في ما يخص سوريا مهم. لا يجب أن يكون "إن الاختلاف التكتيكي ولكن التقارب الاستراتيجي" خيارًا. في بيئة محفوفة بالمخاطر مثل سوريا، تحتاج كلا البلدين للوصول إلى تقارب. وستكون خطوة مهمة لتحقيق ذلك في تجنب المزيد من الغموض. وسيكون المزيد من التنسيق والتعاون في مجال محاربة داعش بعداً هاماً للتعاون المستقبلي بين البلدين.

وبالإضافة إلى ذلك، لا بد للإدارة الأمريكية المقبلة إعادة النظر في التحديات الكبيرة. وسيكون كل من دعم وحدات حماية الشعب وقضية غولن الخلافات الأكثر تحديًا، يتوجب النظر فيه من قبل الإدارة الجديدة. تثبت التطورات الأخيرة على نحو متزايد أن الإدارة الأمريكية يجب أن تكون حذرة للغاية في تقوية وحشد قوات وحدات حماية الشعب في شمال سوريا. وبالإضافة إلى ذلك، في أعقاب محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو، واجهت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا مشاكل هامة بخصوص شبكة غولن، التي تعتبر الآن تهديدًا للأمن القومي للحكومة، التي تتوقع من الولايات المتحدة أن تفهم الشعور الملح في ما يخص هذه المشكلة.

وأخيرًا، على الرغم من التحديات الخطيرة، لدى العلاقات بين البلدين بعض المساحات لمزيد من التعاون. كما أن التعاون بشأن الدبلوماسية الإنسانية وأزمات اللاجئين من الخطوات الهامة. وعلاوة على ذلك، فإن مسألة قبرص لا تزال في انتظار حل، وتظهر الإدارة الأمريكية اهتماماً خاصاً في هذه الحالة. عن طريق حل هذه المشكلة، يمكن لمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ​​أن تكون منطقة لمزيد من التعاون.

في هذا المنعطف الحاسم في السياسة الإقليمية، بدلًا من مناقشة من يحتاج من أكثر، يتعين على الإدارة القادمة التركيز على كيفية استعادة الشراكة الاستراتيجية وعلاقات العمل مع حليف مهم. يمكن أن يساعد كل من تعزيز العلاقات القائمة، وتحقيق استقرار مناطق الاختلافات، وإعادة النظر في القضايا الإشكالية، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون، في تحسين العلاقات بين البلدين. 

عن الكاتب

كيليتش بوغرا كانات

أستاذ مساعد للعلوم السياسية في جامعة بين ستيت في الولايات المتحدة الأمريكية.


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس