لقاء يجمع الطيارين المتقاعدين بقائد سلاح الجو "عابدين أونال"

ترك برس

أعرب عدد من الطياراين المتقاعدين الأتراك عن توقهم للعودة إلى الخدمة، وذلك في لقاء صحفي مع موقع الجزيرة ترك بعد إعلان الحكومة التركية فتح باب تقديم الطلبات للطيارين المتقاعدين والطيارين المُبعدين عن الخدمة جراء إجراءات تطهير مؤسسات الدولة من أتباع جماعة غولن.

وفي إجابة على سؤال حول استعدادهم للعودة إلى الخدمة، أجاب عدد من الطيارين بأنهم يتوقون للعودة إلى مدرجات الخدمة، وإنهم قدموا طلباتهم للحكومة للنظر فيها واستدعائهم في حال حدوث نقص في صفوف الطيارين الحربيين نتيجة عملية التطهير التي تقوم بها الحكومة في الفترة الحالية.

ويذكر أن الحكومة التركية فصلت حتى الآن قرابة 260 طيار حربي بتهمة الانتماء لمنظمة غولن "الكيان الموازي"، الأمر الذي اضطرها إلى فتح باب تقديم الطلبات للطيارين المتقاعدين والطيارين المُبعدين عن الخدمة جراء إجراءات ضباط جماعة غولن.

وفي سياق متصل، أكّدت رئاسة هيئة الأركان العسكرية التركية أنها تسلمت 6 طلبات من طيارين متقاعدين راغبين في العودة إلى العمل، موضحةً أن قائد القوات الجوية "عبدين أونال" تحدث بذاته معهم شاكرًا لهم على موقفهم البطولي إزاء بلادهم التي هي في أمس الحاجة إليهم.

كما التقى بثلاثة من الطيارين المتقدمين، وهم "أرتان أوزون" و"دوغان مارت" و"حارث طوغار" الذين يعيشون في مدينة أسكيشهير، ويعملون في قسم الطيران لدى كلية علوم الفضاء والطيران التابعة لجامعة الأناضول كمدربين للطيران الحربي.

الطيار الحربي: حارث طاغور، المصدر: الجزيرة ترك

حارث طاغور متزوج وأب لثلاثة أطفال، كان يعمل في الجيش كمدرب حربي، متقاعد من عمله منذ 7 سنوات، قدم طلبه على الفور عندما علم عن حاجة القوات الحربية لطيارين. ذكر حارث أنه عمل في الجيش لسنوات طويلة، ولم يشعر يومًا بالملل وكان متفانيًا بعمله، وظل على رأس عمله حتى تم نقله إلى برج القيادة دون إبداء أي سبب، وعمل في برج القيادة على مضض حتى حان وقت تقاعده.

وقال حارث: "في البداية لم أستوعب سبب عزلي المفاجئ عن المجال الذي أعشقه، ولكن اليوم أصبح كل شيء ظاهرًا للعيان، كانت هناك كتلة متوغلة أرادت السيطرة على سلاح الجو بالكامل، إلا أن شعبنا المقدام طوق هذه الكتلة وأزال جذورها في 15 تموز، ونتمنى أن يظل جيشنا نظيفًا."

وأضاف قائلًا: "أقيم في أسكي شهير ولدي الكثير من الأصدقاء والأقارب، لكن ما إن علمت بحاجة جيشنا إلى طيارين حربيين حتى قمت على الفور بتقديم طلب العودة للخدمة دون أي تردد، وفي هذا المقام أود شكر عائلتي التي دعمت قراري وأثنت عليه، إذا تم قبولي سأنتقل إلى إزمير، سيكون صعبًا بعض الشيء ترك المكان الذي تأقلمنا عليه، إلا أن الواجب الوطني لا يمنعه أي سبب".

الطياران الحربيان "دزغان مارت" في اليسار" و"أرتان أوزون" في اليمين"، المصدر: الجزيرة ترك

دوغان مارت، أب لابنتين، قال إن سلاح الجو جعل منه رجلًا، وردًا لجميله تقدم لهيئة قبول الطيارين منذ اللحظة الأولى التي سمع بها عن حاجة الجيش لطيارين.

وأضاف أن "تنشئة الطيار الحربي ليست بالأمر السهل، إذ تتفاوت مدة تنشئته نظريًا ما بين 2.5 إلى 3 سنوات، ومن ثم ينتقل إلى التدريب التطبيقي الذي يستغرق ستة شهور، ولا يعني ذلك تخريج طيار حربي بخبرة عالية، فالطيار الحربي بحاجة إلى عام على الأقل لاكتساب الخبرة".

وقيّم مارت هذه الحالة على أنها إحدى الارتدادات السلبية لمحاولة جماعة غولن السطو على أركان الدولة، موضحًا أنه تشاور مع زوجته بعد علمه بحاجة الجيش للمتقاعدين، فأشارت عليه بالتقديم السريع، لخدمة الوطن ودرء النوائب عنه.

ويروي مارت للجزيرة ترك أنه أصر على زوجته للتفكير بروّية في الأمر، إلا أنها رفضت ذلك، وحثّته على التقديم الفوري لعل ذلك يفي بسداد جميل الوطن الذي احتضنه كطيار حربي براتب ومسكن ومدارس خاصة للأطفال.

الطيار الحربي أرتان أوزون

وأخيرًا عبر أرتان أوزون عن استغرابه حيال الخطط "الخبيثة" التي حاكتها جماعة غولن ضد دولته، مشيرًا إلى أنه لم يتوقع إمكانية تعرض وطنه للسلب من قبل مثل هذه الجماعات التي كان يظن أنها جماعات دينية.

تخرج أوزون من الكلية الحربية للطيران عام 1993، وبقي على رأس عمله كطيار حربي حتى عام 2011، ويعمل الآن مدربًا حربيًا في جامعة الأناضول.

يقول أوزون: "كنت أمام التلفاز حينما حدثت محاولة الانقلاب، صُعقت بما يحدث، لكونه أمرًا عجيبًا فريدًا لم يذكر في تاريخ بلادنا أبدًا، ساهم في تنشئة جيل كامل من الطيارين الحربيين، وقد حرص كل المعلمين على غرس شعور حب الوطن والدفاع عنه في أعماق الطلاب، ولكن ما يصيبني بالجنون هو تساؤل عميق حول كيفية تحول بعض طلابنا إلى شياطين بهذا الشكل!!".

واستطرد قائلًا: "جماعة غولن جماعة لا دينية، في أي مرجع ديني يذكر تحويل الطلاب من محبين لوطنهم إلى مستهدفين لمؤسساته؟ الحركة الخائنة للجماعة أصابت جيشنا بهزة ملموسة، الأمر الذي اضطره لاستدعائنا للخدمة، وأنا وجميع زملائي مستعدين من دون تردد للعودة إلى الخدمة."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!