ترك برس

كشف نائب رئيس الوزراء التركي فكري إشيق، عن وثيقة أرشيفية تُثبت تقديم مسلمي الروهنغيا في ميانمار مساعدة مالية لإغاثة الجرحى واليتامى والأرامل وعائلات الشهداء في الدولة العثمانية خلال حرب البلقان الثانية.

وصرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤخرًا، بوجود وثيقة تؤكد جمع مسلمي أراكان لطاقات مساعدة من أجل الدولة العثمانية أثناء حروب البلقان التي قادتها بلغاريا وصربيا واليونان ورومانيا للسيطرة على أراضي الدولة العثمانية.

وقال إشيق، مستشهدا بوثيقة من الأرشيف العثماني، إن مسلمي الروهنغيا في ميانمار أبدوا تعاطفهم مع الأتراك قبل أكثر من 100 عام، إبان الحرب العالمية الأولى.

وأضاف إشيق أن مسلمي الروهنغيا أرسلوا ما مجموعه 1833 دولارا لإغاثة الجرحى واليتامى والأرامل وعائلات الشهداء، خلال حرب البلقان الثانية التي اندلعت بين دول البلقان (بلغاريا وصربيا واليونان ورومانيا) لاحتلال الأراضي العثمانية عام 1913.

وتابع المسؤول التركي "مسلمو أراكان الذين قدمنا لهم يد العون اليوم، كانوا قد استنفروا في الماضي، من أجل شهدائنا وجرحانا وأراملنا، في أوقاتنا العصيبة".

وبحسب وكالة الأناضول التركية، تنص الوثيقة التي تم إخراجها من الأرشيف العثماني، على استنفار مسلمي أراكان في بورما (ميانمار حاليا) لمساعدة الدولة العثمانية في حروب البلقان (1912 ـ 1913).

الوثيقة المذكورة مؤرخة في 9 يونيو / حزيران 1913، وتحمل توقيع وزير الخارجية العثماني آنذاك الأمير المصري سعيد حليم باشا، بحسب ما كشف عنه باحث تركي في تصريحات للأناضول أمس.

وبحسب الوثيقة، فقد بعث أحمد مولى داود رئيس منظمة الإغاثة العثمانية في رانغون (يانغون حاليا وعاصمة بورما سابقا)، رسالة إلى الوزير الأعظم في تركيا لتهنئته بالنصر (على دول البلقان).

وأورد داود في الرسالة "أود أن أؤكد في برقيتي مشورتي بإرسال حوالة مالية قدرها 1391 جنيها (تعادل 1833 دولارا)".

ومنذ 25 أغسطس/آب المنصرم، يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية ضد المسلمين الروهنغيا في الإقليم الواقع غربي البلاد. ولا تتوفر إحصائية واضحة بشأن ضحايا تلك الإبادة، لكن تقارير إعلامية أشارت إلى مقتل أكثر 7 آلاف و354 شخصًا، وإصابة 6 آلاف و541 آخرين منذ بداية الحملة.

واليوم، قدّرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان لها، عدد الروهنغيا الفارّين من إقليم أراكان غربي ميانمار إلى بنغلاديش منذ اندلاع أعمال العنف، بنحو 290 ألف شخص.

وقبل أيام اقترحت تركيا على بنغلادش فتح حدودها أمام الروهنغيا، مقابل تحمل أنقرة نفقات هؤلاء اللاجئين، كما بحث الرئيس التركي أزمة الروهنغيا مع مستشارة ميانمار أونغ سان سوتشي، ومع زعماء دول أخرى، فيما أجرت الدبلوماسية التركية تحركات واسعة بشأن القضية.

في حين زارت أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي، أمس الخميس، مخيمات لمسلمي الروهنغيا في بنغلادش، وقدمت لهم مساعدات إنسانية وتفقدت أحوالهم، ورافقها أيضا نجلها بلال، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو.

 

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!