ترك برس

منذ 75 عامًا والمسن التركي "محمد يبك"، الذي بلغ عمره 83 عامًا، يقاوم اندثار مهنته في مدينة عثمانية جنوب تركيا. فما هي هذه المهنة؟

امتهن يبك حرفة نحت الخشب ﻹنتاج الملاعق، فقد تعلم صناعة أدوات المطبخ الخشبية من والده وهو في الثامنة من عمره.

و على الرغم من بلوغه سن 83، إلا أن ورشته الصغيرة ما زالت تنبض بالحياة. ويقول في حديث لقناة "تي آر تي" التركية: "تعلمت نحت الخشب وحفره في ظروف صعبة".

ويشير محمد إلى أنّه "لم يبقى أحد من عائلتي يعمل في هذه المهنة، فالجميع يعملون في مجالات أخرى، وأيضا لا يوجد أحد يريد التعلم"، لكنّه أكّد أنّه سيستمر في العمل بمهنته التي أحبّها حتى نهاية عمره.

أما سامي يلدز (73 عامًا)، ومعه ابنه إسماعيل (38 عامًا)، فقد امتهنا هذه المهنة في بلدة تاراكلي بولاية ساكاريا شمال تركيا.

يحاول اﻷب الذي يعمل بهذه المهنة منذ 60 عامًا، مع ابنه الذي أتقنها وهو ابن ستة عشر عامًا، إبقاء هذه المهنة على قيد الحياة.

فمع تطور التكنولوجيا ظهرت مهن جديدة ومختلفة منافسة لهم، وبدأت هذه المهنة الشعبية بالتلاشي. ويعتقد سامي يلدز أن مقاومة ابنه لمهنته ستنتهي في يوم من الأيام، مؤكدا: "للأسف هذه المهنة ستختفي".

من جهته يقول الملاعقي مصطفى سامي: "عمري اﻵن 54 عامًا، وأعمل في هذه المهنة منذ أن كنت صغيرا، وتركتها ثم عدت إليها في 1993".

وأضاف: "أنا الوحيد الذي أصنع ملعقة قونيا الخشبية في هذه الولاية، وبدعم من وزارة الثقافة والبلدية، فهذه الوظيفة تتطلب الصبر".

وأوضح سامي أن هناك أصنافًا مختلفةً من الملاعق، فهناك ملاعق للشوربة، وملعقة عشاء، ولها أحجام وأشكال مختلفة، وأنه يصنعها بطرق مختلفة لتسهيل عودة هذه المهنة.

وأشار إلى أن الكثير من الناس يستخدمون الملاعق الخشبية للزينة و لا يأكلون بها، وبيّن أنّه لا يوجد أي ضرر صحي من الأكل بالملعقة الخشبية، وأنه يقوم بصنعها باستخدام اﻷدوات اليدوية، ولا يستخدم أي أداة متطورة.

وذكر سامي أن الملاعق تصنع من خشب الزان، وخشب البقس وأشجار الحور. وفي الماضي كانت هذه الحرفة قيّمةً للغاية.

أمّا أوكّيش كابياب فهو حرفي يقوم بصنع الغرابيل الخشبية أيضًا، ويقول: "انخفضت مبيعاتنا إلى 50 بالمئة لهذه اﻷنواع من أدوات المطبخ، وهذه المهن تموت".

وأكد أن "الجيل الجديد من الشباب ليس لديه وقت لتعلمها و لا لامتهانها، وأنا أحاول العثور على متدربين"، مضيفًا أن من يشتري منه الغرابيل الخشبية هُنّ السيدات اللواتي يصنعن الخبز.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!