محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

يبدو أن تعيين مدير "سي آي إيه" مايك بومبيو وزيرًا للخارجية الأمريكية خلفًا لتيلرسون سيكون له تأثير كبير على الشرق الأوسط، فهو واحد من أبرز صقور إدارة ترامب..

وكما يُعرف عنه قربه من إسرائيل وتحفظه تجاه تركيا، فهو من أشد المتحمسين للتحالف مع محور السعودية ومصر والإمارات وإسرائيل في الشرق الأوسط.

لكن بومبيو، بصفته عسكري سابق، هو أفضل من يدركون قوة تركيا في المنطقة، كما أنه يعي مقصد سلفه تيلرسون القائل "هناك الكثير مما يجب فعله في سوريا والعراق. ولا يمكننا النجاح في ذلك دون حلفائنا".

والسؤال المطروح الآن هو هل سيساعد تعيين بومبيو على حل الأزمة الناشبة بين تركيا والولايات المتحدة، أم سيساهم في تفاقمها؟

عند الأخذ في الاعتبار تصريحاته حتى اليوم، وبالنظر إلى المشهد كاملًا في الشرق الأوسط، لا يبدو المستقبل مشرقًا مع بومبيو. خصوصًا أن الصقور من أمثال بومبيو لا يثقون بتركيا، بيد أنه ليس من الواضح أيضًا كيف سيتعاملون معها وهي حليف لهم في الناتو.

وما يثير الفضول أيضًا هو ما إذا كان بومبيو سيواصل العلاقات مع حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، ويستمر في حماية في حماية "فتح الله غولن"..

يقول خبير تركي يعرف بومبيو جيدًا: "أهم فارق بين تيلرسون وبومبيو هو أن الأخير يعرف الوضع الميداني وقوي من الناحية السياسية على عكس تيلرسون، الذي لم يكن يسيطر حتى على وزارته. رغم أن هذا التغيير لا يقدم إمكانية لحل مشاكل الشرق الأوسط إلا أنه قد يتيح فرصة حل مسألتي حزب العمال الكردستاني وتنظيم غولن مع تركيا".

هل هذا ممكن؟ في الواقع لم يتضح بعد ما ستفعله واشنطن في سوريا، وهذا ما سنراه في قادم الأيام. لكن من المنتظر أن تتبع سياسة أكثر فعالية وتشددًا.

رغم نظرته السلبية إلى تركيا، وتغريداته الداعمة للمحاولة الانقلابية في يوليو 2016، إلا أن زيارة بومبيو الأولى كانت إلى أنقرة، حيث التقى الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، وأجرى معهما مباحثات مطولة عرف من خلالها مواقف تركيا من تنظيم "غولن" وحزب العمال الكردستاني.

بطبيعة الحال، تقف الإدارة الأمريكية وبومبيو  أمام خيارين بشأن تركيا.. إما فقدان حليف لهما على مدى 70 عامًا واختيار تنظيم "غولن" وحزب العمال، أو العكس..

يبدو الخيار الثاني أرجح، وفي هذه الحالة سيكون ترامب قد حقق وعدًا انتخابيًّا نسيه بشأن "إقامة علاقات مع الدول وليس التنظيمات الإرهابية".

ويبقى السؤال حائرًا دون إجابة: لماذا لم يفعل ترامب ذلك حتى اليوم، وإذا فعل، ماذا سيكون المقابل؟

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس