ترك برس

نشرت وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس)، قبل يومين، تقريرًا بعنوان "سكان مدينة منبج السورية يخشون هجوماً تركياً ويعولون على الوجود الأميركي"، زاعمة أن المدينة "ذات غالبية كردية" في دفاع صريح عن ممارسات ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG) العنصرية ضد أهالي المنطقة.

الخبير والباحث في الشؤون التركية الدكتور باسل الحاج جاسم، قال في حديث لـ"ترك برس"، إنه لا يمكن النظر إلى ما قامت به الوكالة الفرنسية للأنباء في عملية أقل ما يمكن وصفها بالتضليل عندما اعتبرت الأكراد أغلبية في مدينة منبج العربية في الجمهورية العربية السورية.

وأضاف الحاج جاسم: "لا يمكن النظر إلى صياغة الخبر إلا في تسلسل لما سبق وصدر من تصريحات فرنسية إن كان من الرئيس الفرنسي أو من الخارجية حول عملية غصن الزيتون التركية".

وأشار الخبير إلى وجود "محاولات فرنسية متأخرة إلى حد كبير لوضع موطىء قدم لهم في سورية، بعد أن باتت الأمور هناك تأخذ منحى، تتحكم به قوى إقليمية بالاضافة لروسيا والولايات المتحدة".

الواضح أن الوكالة أرادت - وفق الحاج جاسم - التمهيد واستباق أي عمل عسكري تركي يعيد زمام الأمور في منبج لأهلها العرب الذين يشكلون أكثر من 94 بالمئة من سكان البلدة الواقعة غرب الفرات، ويقطنها أيضا التركمان والشركس والأكراد.

وتابع الباحث أن عدم الإشارة إلى أن مدينة منبج عربية التاريخ والديموغرافيا، يعيد إلى الأذهان قيام العديد من وسائل الإعلام في أكثر من مناسبة باللعب على هذا الوتر لتبرير السيطرة غير العربية على البلدات والمدن داخل أراضي الجمهورية العربية السورية، تماما مثلما يحدث عندما يتم الحديث عن أن الأقلية الكردية هي القومية الثانية في سورية، وهذا طبعا قد يكون كلام حق ولكن يراد به باطل، فلا أحد يكمل ويشير إلى أن نسبة تلك القومية الثانية التي لا تتجاوز ستة بالمئة.

ولفت إلى أن "غياب دولة مركزية قوية اليوم في سورية بالاضافة لحسابات كثيرة تريد العديد من الأطراف تصفيتها مع تركيا، هو ما يقف وراء حملات سياسية أو إعلامية كهذه.

وفي المحصلة يدفع ملايين العرب السوريين في شمال وشمال شرق سورية ثمن حملات كهذه، حين تتجاهل وسائل الإعلام تلك، مأساة مئات الآلاف من العرب المهجرين في مخيمات اللجوء والنزوح بسبب ممارسات الأحزاب الانفصالية ذات الطابع القومي".

وتمارس تركيا ضغوطا على الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم-ضمن قوات ما يُعرف بالتحالف الدولي- تنظيم "وحدات حماية الشعب"، لإخراج مسلحي الأخير من منبج وتسليمها إلى سكانها الحقيقيين.

وتقع منبج غرب نهر الفرات، على بعد 30 كم عن الحدود التركية، وتبلغ مساحتها 26 كم مربع، وكان يسكنها قرابة 100 ألف نسمة قبل بدء الأزمة السورية عام 2011، ويشكل العرب غالبية أهلها، بجانب بضعة آلاف من الأكراد والتركمان.

وقبل أيام، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "يقدّمون (الولايات المتحدة) لتنظيم إرهابي (YPG) شتى أنواع السلاح دون أي مقابل، ويرفضون بيعها لنا بالمال، ثم يقولون إنهم لا يدعمون الإرهاب، كيف يحصل ذلك، هل بالإمكان توضيح ذلك؟".

وأضاف أردوغان: "إذا أرادت الولايات المتحدة العمل معنا ضد الإرهاب، فعليها البدء بإخراج الإرهابيين من شرقي الفرات".

وشدّد الرئيس التركي على أن بلاده ستقوم الآن بتوسيع نقاط المراقبة في إدلب، شمال غربي سوريا، وإحكامها من جهة، والتوجه إلى منبج، شمال شرقي محافظة حلب من جهة أخرى.

وبيّن أردوغان، أن واشنطن قدّمت اقتراحًا جديدًا بشأن منبج، ولكن تركيا لا تعلم طبيعة الخطوات التي سيتّخذها الكادر الجديد في الإدارة الأمريكية ذات التغيّرات المتكررة.

وشدّد على أن تركيا لا تقبل المماطلة، لذلك طالبت بإخراج الإرهابيين وتسليم المنطقة لأصحابها العرب، وتقديم الدعم الأمني لهم، على غرار المناطق المحررة ضمن عملية "درع الفرات".

وأكّد أردوغان، أن تركيا ستُسلّم المناطق المحررة لأصحابها، وستعمل على ترميم البنية التحتية والفوقية بالكامل، بما في ذلك الطرق والمستشفيات ومحطات المياه والطاقة الكهربائية والبلديات غيرها.

وقال "لم ندخل تلك المناطق من أجل الاحتلال، بل لإنقاذ أشقائنا السوريين من الظلم ومساعدتهم على بناء مستقبل آمن، وهذا ما يُميّزنا عن الدول الأخرى، وستشهد منبج الإجراءات ذاتها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!