ترك برس

تباينت آراء المحللين والخبراء في الشأن التركي حول مدى قدرة تحالف أحزاب المعارضة التركية "الشعب الجمهوري" و"الجيد" و"السعادة" و"الديمقراطي"، على مواجهة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم ورئيسه "رجب طيب أردوغان" في الانتخابات المُبكّرة المقرر إجراؤها في 24 حزيران/ يونيو القادم.

وكان حزب "العدالة والتنمية"، قد شكّل تحالفًا انتخابيًا مع حزب "الحركة القومية" برئاسة "دولت بهتشلي" تحت إسم "تحالف الشعب"، انضم إليه في وقت لاحق حزب "الوحدة الكبرى" برئاسة "مصطفى دستجي".

ورأى خبراء، خلال برنامج على قناة "التلفزيون العربي"، أن التحالف بين الأحزاب المعارضة الأربعة قائم على التناقضات، فهو يجمع أحزاب اليسار مع اليمين في محاولة لخلق أية صيغة تشتت الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات.

الصحفي التركي ناصر سينغي، وصف التحالف الرباعي بأنه "مرقّع" يجمع بين اليسار وأقصى اليسار مع اليمين الإسلامي والقومي، وهم يحاولون في هذه المرحلة تشتيت الأصوات في الجولة الأولى لعلهم يستطيعون توحيد صفوفهم في الجولة الثانية.

وقال الكاتب والباحث في الشأن التركي سعيد الحاج، إن هذا التحالف يخص الانتخابات البرلمانية وليس الرئاسية باعتبار أن هذه الأحزاب لم تتفق على مرشح واحد للانتخابات الرئاسية، وستخوض الجولة الاولى بعدد من المرشحين في محاولة لتشتيت الأصوات.

وأضاف الحاج، أن ما جرى يتعلّق بقانون "العتبة الانتخابية" الذي يشترط على أي حزب للدخول إلى البرلمان أن يحصل على 10 بالمئة من الأصوات، منوها لتعديل دستوري حدث مؤخرا يتيح ذلك أيضا للتحالفات الانتخابية.

واعتبر الباحث في الشأن التركي، أن فكرة التحالف الرباعي تقوم على تجميع أكبر عدد ممكن من أصوات المعارضين، وإدخال هذه الأحزاب الصغيرة إلى البرلمان وبالتالي عدم السماح بالاستفادة من الأصوات التي كانت مهدرة في السابق.

وعن قدرة هذا التحالف بتناقضاته الإيديولوجية على حرمان "العدالة والتنمية" من غالبية في البرلمان التركي، قال الكاتب سعيد الحاج إن هذه التحالفات تبلورت على مستوى قيادات الأحزاب لكنها قد لا تنعكس على القاعدة الانتخابية والتصويتية لكل حزب .

وأشار الحاج إلى صعوبة اتحاد الكتلة التصويتية لحزب السعادة الإسلامي التقليدي وحزب الشعب الجمهوري العلماني وأن يصوتا لبعضهما البعض، لأنهما عدوان تقليديان على مدى عشرات السنوات في تركيا.

وبيّن الباحث في الشأن التركي، أن الانتخابات البرلمانية المقبلة أكثر تعقيدا لأن النظام القادم سيكون رئاسيا وبالتالي ستكون الانتخابات البرلمانية ثانوية.

ولفت إلى أن شكل البرلمان القادم يلّفه الكثير من الغموض وعدم الوضوح، موضحا أن العتبة الانتخابية ستبقى محددة لحزب كبير مثل حزب الشعوب الديمقراطي الذي لم يدخل في أي من التحالفين، وحزب الحركة القومية الذي تعرّض لانشقاقات، منوها إلى أن "حزب الجيد" مازال جديدا ولا يعلم إلى مدى سيكون له أصوات وحضور.

وعن أسباب فشل المعارضة التركية في الاتفاق على مرشح رئاسي واحد، أشار الحاج إلى أسباب تتعلق بالأحزاب نفسها، وأخرى تتعلق بالمرشح المفترض والرئيس السابق عبد الله غُل، مشيرا إلى غل يدرك اللعبة السياسية ويدرك قوة مرشح مثل الرئيس أردوغان بكل إنجازاته والكاريزما التي يمتلكها.

وأوضح الحاج أن عبد الله غُل لا يحب المجازفات وكان يشترط أن يكون مرشحا وحيدا في المعارضة تلتف جميعها حوله وبالتالي تكون فرصته قوية في مواجهة أردوغان، وحين لم يحصل ذلك تراجع عن فكرة الترشح.

وأكّد الباحث في الشأن التركي أن جميع الأسماء الأخرى فيما عدا غُل ليست لها فرصة في منافسة الرئيس التركي، لافتا إلى أن فرص أردوغان قوية جدا بالفوز في الانتخابات وحسم سباق الرئاسة في الجولة الأولى.

وقبل أيام، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الانتخابات المقبلة بمثابة اختبار لحزب "العدالة والتنمية"، الذي يرأسه، أمام الشعب، معربا عن ثقته بحصد حزبه عددا قياسيا من الأصوات.

وأوضح أردوغان، في كلمة، أن "كل انتخاب هو بمثابة اختبار للحزب أمام الشعب"، مشيرا إلى أن "العدالة والتنمية" ليس كغيره من الأحزاب التي تستأثر بالنجاح لنفسها فقط، وتبحث عن الأخطاء في الناخبين.

وأضاف: "أثق بأننا سندخل التاريخ السياسي بالحصول على نسبة أصوات قياسية في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة 24 يونيو/ حزيران المقبل".

وتابع: "أتمنى على وجه الخصوص أن يسجل (تحالف الشعب) الذي شكلناه مع حزب (الحركة القومية) تاريخا يوم 24 يونيو/ حزيران (الانتخابات)".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!