أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

نستطيع فهم تأكيد خبر دخول حزب الشعوب الديمقراطي كحزب للانتخابات العامة القادمة، وليس كمرشحين مستقلين، وذلك من خلال تصريحات المتحدثين باسمه مؤخرا.

ونفهم من ذلك أيضا أنّ أوجلان الذي أراد لهذا الحزب أن يكون "حزب تركيا"، يدعم قرار دخول الحزب في الانتخابات المقبلة كحزب وليس كمستقلين.

وعن احتمال أنْ لا يحصل الحزب على نسبة الحسم التي تؤهله لدخول البرلمان، يقول رئيس الحزب دمرطاش :"ستبقى الدماء تجري في الحزب، وسنستمر في عملنا خارج البرلمان كما نفعل الآن".

ولا شك أنّ هذا يُعبر عن نضوج سياسي، فإجراء التغييرات اللازمة ليكون حزب الشعوب الديمقراطي "كحزب لكل تركيا"، يعني أنّ النتائج سواء الإيجابية أو السلبية ستكون عائدة للحزب أوعليه.

إذا استطاع حزب الشعوب الديمقراطي تجاوز نسبة الحسم البالغة 10%، فهذا يعني أنه سيدخل البرلمان بما يقارب 70 نائبا، وهذا يعني فعليا أنه وصل لمرحلة أنْ يكون "حزب تركيا".

والشرط الأساسي لتحقيق ذلك، هو دقة اختيار مرشحي الحزب، ليتلاءم ذلك مع أهدافه المتمثلة ليكون كحزب لكل تركيا، وعليه أن يختار مرشحيه وحملته الانتخابية بناء على ذلك، بحيث تشمل كل تركيا.

ما يرتكز عليه حزب الشعوب الديمقراطي ممثل الأكراد، هو خطاب دمرطاش الذي كان في الحملة الانتخابية لمرشحه لرئاسة الجمهورية، حيث كان يوجه النداء في خطابه وحملته لكل أطياف الشعب التركي، موضحا لهم أن حزبه يريد ممارسة الديمقراطية.

وقد يكون تحقيق حزب الشعوب الديمقراطي لهدفه ذلك، بداية مرحلة جديدة يشكل فيها الحزب المعارض الرئيس للعدالة والتنمية، ليحل مكان حزبي الشعب الجمهوري (CHP) وحزب الحركة القومية (MHP)، الذين فقدوا الكثير من شعبيتهم خلال الانتخابات التي جرت على مدار الفترة الماضية، وإذا حصل ذلك سيكون بمثابة تغيير كبير في مشهد السياسة التركية على الصعيد الداخلي.

لكن إذا لم يستطع الحزب تجاوز نسبة الحسم، فإنه سيكون بذلك أهدى الحزب الفائز في الانتخابات، ومن المتوقع أن يكون حزب العدالة والتنمية، ما يقارب 35-40 مقعد إضافي، كان بإمكان ممثل الأكراد الحصول عليها فيما لو دخل بمرشحين مستقلين.

ولا شك أنّ مثل هذا الاحتمال سيساعد كثيرا حزب العدالة والتنمية لتحقيق أغلبية كبيرة تؤهله لتغيير الدستور لوحده، لهذا نرى بعض النظريات، وبعض المحللين يرون أنّ ذلك هدف من أهداف إصرار دخول حزب الشعوب الديمقراطي كحزب، والبعض ذهب إلى أبعد من ذلك واصفا ما يجري بالمؤامرة.

في المقابل يسعى حزب العدالة والتنمية لاستغلال هذه الظروف، من أجل تحقيق هدفه وهو الحصول على أغلبية تؤهله لتغيير الدستور، حيث ما زال الحزب يجري كل العمليات والفعاليات من أجلب جلب المزيد من الأصوات من قواعد حزب السعادة وحزب الحركة القومية وحزب الشعوب الديمقراطي، من خلال اللعب على وتر عدم الاستقرار وعدم حتمية القرارات والاختلافات في وجهات النظر التي تجري في تلك الأحزاب، وفي قواعدها العامة.

تبقى تقريبا أربعة أشهر للانتخابات العامة المقبلة، وستتضح الكثير من الأمور والمؤشرات خلال هذه الفترة.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس